رسالة مفتوحة الى رفاقي العمال في اي مكان نضالي الان، في ذكرى انتفاضةآذار 1991 كردستان/العراق


أكرم نادر
2011 / 3 / 18 - 12:46     

تحية رفاقية طيبة واشد على اياديكم النضالية اينما كنتم...
مقدمة:
قبل ايام من كتابة هذه الرسالة كنت مشغولاَ مع رفاقي العمال في كردستان حول دور الحركة العمالية في التظاهرات الجماهيرية في مدن كردستان المنتفضة على مصاصي دمائنا خلال الاعوام العشرين الماضية اي منذ اجهاض الحركة المجالسية في انتفاضة أذار 1991، والتي مكًنت الجماهير المحرومة من الحرية من كنس النظام الفاشي البعثي، وقام العمال الطليعيين والجماهير المنتفضة بتنظيم صفوفها لادارة المجتمع بنفسها وبدأنا بتأسيس المجالس في كافة اماكن المعيشية منها المعامل والمحلات السكنية لتكون بديلاَ للسلطة القمعية وبدأ العمل من خلال الايام الاولى بفتح المستوصفات والعيادات المجانية للناس في المحلات وشكلنا لجان اصلاح انقطاع الكهرباء والخدمات بسبب المعارك مع بلطجية النظام وبعدها قام العمال بتغير المدراء وتاسيس لجان المعامل لتسيير امور الإنتاج والادارة بانفسهم وابدال المدراء والمحافظين والحكام وطالبوا بمحاكمتهم في المحاكم الجماهيرية وفي المحلات بدأنا من خلال المجالس المحلية بفتح سجلات قيد الاسماء للعاطلين عن العمل وتنظيم صفوفهم ومطاليبهم وفتح النقاش حول كيفية تمكينهم من تجاوز معاناتهم والعمل على شعار(العمل المناسب او ضمان البطالة)....والخ ،وصارت توقعاتنا وحماسنا بقدرتنا على ابدال كل شئ في المجتمع بشكل لايمكن لاي كلمة او سطور التعبير عنها في اي زمن لان كل شئ تحول من اليأس الى القناعة بالتغيير نحو الافضل! لكن وخلال فترة قصيرة، لا تعدو شهر من بدء الادارة الذاتية لانفسنا بدأت الاحزاب القومية والدينية المتمثلة (بالجبهة الكردستانية) بالوقوف امام مد حركتنا المجالسية واعاقة امورنا اليومية بالتهديد والهجوم على مظاهراتنا السلمية والضرب للناشطين وسجنهم وبدء يتهموننا من خلال ابواق اعلامهم الدنيئة بالطابور الخامس والمخربين والبعثيين و...والخ، حيث استندوا الى احقية امتلاكهم المجتمع وثرواته فقط لأنهم كانوا معارضة مسلحة وحصلوا على مباركة امريكية ايرانية تركية والقائمة لن تنتهي حيث شملت حتى الحكومة العراقية التي كانوا يدعون معارضته، ورأو بانهم لا يتمكنون من اسكات حركتناالجماهيرية التحررية،ومعها بدءالنظام الفاشي بلم صفوف قواتها القمعية وبمباركة ومساندةأمريكا وحلفائها في حينها بالهجوم على المدن المحررة ولم يبقى امام الجماهير الا النزوح نحو الجبال والحدود الايرانية والتركية والسورية المجاورة وقدرت اعداد المشردين بالملايين وكانت هذه الهجرة المليونية مأساة لا يمكن التعبير عنها ولا يمكن لأي عدسات كاميرا او كتاب التعبير عنها ايضاَ ولكن مع كل ماسلف كنا شبابا في معنويات عالية بكوننا نلم قوانا مرة اخرى وسوف نهزمهم في اي وقت اخر.
ولكن بدأ كل شئ يتغير لصالح العدو ليس من باب الصدفة أو لأن التعب من النزوح وعدم ايماننا بقوتنا المستلهمة من حركتنا المجالسية قد اقعدنا وانما عندما راينا بان كل الاحزاب المعارضة للحكومة القمعية البعثية يحاولون إمتصاص وتذييل حركتنا لهم ووقفوا بوجهنا باسم الجبهة الكردستانية وبدؤا بالتفاوض مع النظام المقهور في وقت لم تكن قد جفت دماء الشهداء على شوارع المدن وبدون اي رجوع لقرار الجماهير وكانت فرصة لهم في حينها بسبب انشغال الجماهير بماساة النزوح والتشريد...والخ، واجهضوا انتفاضتنا الجماهيرية واستولوا على السلطة والتي مازلنا نرزخ تحت حرابها التي رفعت راية الحرية وديمقراطية الصم والبكم من اجل الحفاظ على وجودهم كحكومة كردية الوهم الذي لم يلد ولن يولد بسبب سياساتهم الرجعية والقمعية للجماهير المتحررة التي بدأت منذ الوهلة الأولى من ايام إستيلائهم على السلطة وبذرائع الانتخابات الصورية والمزورة كحال الكثير من الدول في العالم.
ايها الرفيقات والرفاق المناضلين
ليس قصدي من كتابة مقدمةالرسالة الا ان انبهكم بتجربتنا الجبارة والمرة في الوقت ذاته من توهم الجماهير بالرضوخ لسلطة وسياسة الاحزاب البرجوازية التي كانت تدعو نفسها "المعارضة" وذكر تلك التجربة في ايامنا هذه ضرورة تاريخية لكل العمال والتحرريين في المنطقة بدءا من(كردستان بإنتفاضتها الثانية والعراق وايران واليمن والبحرين ودول الخليج ومنطقة الشرق الاوسط والى رفاقنا في شمال افريقيا اي مصر وتونس وليبيا والجزائر والمغرب ...والخ)
ان مدى تجربتنا كان قصير ولكنها كانت مليئة بالدروس ولم نكن ندرك أصلا حينها اننا ستحقق كل هذا او انها بتلك العظمة بسبب قلة تجاربنا وانعدام فصل صفوفنا وتنظيماتنا العمالية والشبابية والجماهيرية والحزبيةالمستقلة طبقياَعن الصف البرجوازي واحزابه القومية منها والدينية، وتوهمنا بوحدة الشعب وعدم المساس بوحدته وانخراطنا بالعمل الشعبوي دون النظر الى من نحن؟ والى اي صف ننتمي؟ وما هي مطالبناالطبقية؟ والإنتباه الى عدم الانجرار بالمسائل الأيدولوجية والعقائدية والمحفلية الضيقة بين حين واخر والابتعاد عن حركتنا الاجتماعية الاصلية والمطلبية وصلنا الى يومنا هذا،ولكن لدينا ثمار تجربة وامل بان لا تتكرر المأساة وسوف ننتصر هذه المرة بتكاتف الجهود ووحدة الصف لكل التحرريين في المنطقة وبتضامن عمال وتحرريي العالم معنا، اننا راينا في تجربتناالشابة كيف تقف الاحزاب القومية والدينية وحتى شبه اليسارية كما هو حال حزب الشهداء (مع احترامي لكل الشهداء وكل التحرريين) مثل (الحزب الشيوعي العراقي الذي يعمل الآن في كردستان باسم الكردستاني) الذي ينحرف عن مسار الجماهير ومصالحها باسم الوطنية بالوقت الذي يقف بالضد من طموحاتنا الطبقية ومطالبنا التحررية. وكانت احدى ثمار عملنا تاسيس ديمقراطيتنا الطبقية التي نسعى الى استعادتها وليست الديموقراطيةالشكلية والصورية البرجوازية التي يدفعوننا فيها الى منح اصواتنا لاضفاء الشرعية على انفسهم من خلال صناديق الاقتراع كل اربعة سنوات ثم تتنصل من حقوقنا نحن الجمهور الابكم والاصم الذي لايملك حتى حق التظاهر والتجمع والتنظيم الى بمباركتهم وإلا اذا ننصاع لاوامرهم، كأن لم نكن من صوت لهم ولم يكونوا تلك الحكومة التي كانت بحاجة الى اصواتنا،ان توهم جماهيرنا بان الميليشياالموالية للاحزاب المعارضة والتي حملت اسم قوات البشمركة واصبحت فيما بعد عمليا هي الجيش النظامي ومؤسسةالامن والمخابرات لحماية الامن القومي لم تكن الى احلام وهمية وخطرة بشكل استنزفنا ثروات ودماء اجيالنا القادمة مرتين ؟ مرة عند تاسيسها ومرة لتدميرها بسبب كونها جهازا لقمع واسكات الآراء، اي صوت معارض لهم بذريعة زعزعة الامن والحفاظ على التجربة الوطنية وسياساتهم الطبقية للحفاظ على ارباح المستثمرين ورؤوس الاموال لشركاتهم ومشاريعهم الوهمية والفاسدة من قوت الجماهير...
انني ارى في انتقاد ماضي حركتنا جزء مهم لبدء ثورتنا الحالية بعيدا عن الأخطاء التي خبرناها والالتفاف حول راية الوحدة الطبقية والثورية ، لان بدون نقد ثوري ليس هناك حركة ثورية اياَ كان حجمها في الشارع وفي هذه الثورة نحن لن نخسر شيئاَ سوى أغلالنا وقيودنا التي أوهمونا بضرورتها او انها موروثة من الاجيال الغابرة. فلتحيا حركة تجديد الوحدة الطبقية ويجب ان تكون كل السلطة في يد المجالس العمالية والجماهير الكادحة في المعامل والمحلات حيث ان خيار سلطة المجالس قائم دائما والتاَريخ مليئ بهذه الادوار والان نحن كقيادات عمالية وتحرريين امام مسؤولية تأريخية ومسؤولين امام المجتمع لتوعيةانفسنا وحركتنا لعدم الانجرار وراء الحركات الاصلاحية والقومية والدينية والليبرالية واليسارية الطفيلية والشعبوية ...والخ،والالتفاف حول مطالبنا ومهامنا الانية والمستقبلية لمجتمعاتنا وحركاتها المطلبية والثورية العمالية لبناء مجتمع افضل تسوده الحرية والمساواة التامة والعدالة الاجتماعية الحقيقية وليست الصورية كما يدعيها لصوص الطبقة البرجوازية والنيل من جماهيرنا المنتفضة ولاخماد روحها الثورية واسترجاعها الى الاحلام السياسية لاحزابهم البرجوازية...
اننا على بداية الطريق ولن تكون صعوبة وصولنا الى اهدافنا اصعب من مر حياتنا ونحن تحت رحمة اسيادنا الرأسماليين ونحن الشباب والشابات العمال والتحررين مدعويين في الصف الامامي لخوض هذه الثورة وطليعتها نحو بر الامان والوصول بها الى النجاح والنصر المؤكد. انني ادعوكم لنلتف حول بعضنا والعمل من اجل انهاض مجتمعنا وتنوير العالم بتجديد ثورتنا المعاصرة واشعاع نورها الى العالم ليغني الانسانية من تلك التجارب العملية وكتابة التأريخ الجديد من جديد وبايدي رموزها الاصليين واشد على اياديكم النضالية من اجل تحرير الانسانية من الظلم والاستغلال والفساد...وشكراَ

رفيقكم في النضال/ اكرم نادر
احد الناشطين العماليين في الحركة العمالية
[email protected]