الاتحاد العام التونسى للشغل - دوره فى تاريخ --تونس الحديث -واستقالة وزراءه من الحكومة الجديدة


على عجيل منهل
2011 / 1 / 18 - 22:55     

أعلن --الاتحاد العام التونسي للشغل-- عدم اعترافه بالحكومة التونسية الجديدة و قدم ثلاثة وزراء - ينتمون للمركزية النقابية في تونس - استقالاتهم من الحكومة التونسية بطلب من من الاتحاد - واعلن السيد حسين الديماسي. - "نحن ننسحب من الحكومة بطلب من نقابتنا-
واكد الديماسي استقالة وزيرين اخرين يمثلان ايضا الاتحاد العام التونسي للشغل هما عبد الجليل البدوي- وزير لدى الوزير الاول- وانور بن قدور-وزير دولة للنقل والتجهيز- - وأعلن الاتحاد العام التونسي للشغل -المركزية النقابية- الذي قام بدور هام في التظاهرات التي اسقطت نظام بن -عدم اعترافه بحكومة الوحدة الوطنية.
وقال المتحدث باسم المركزية إن قيادة الاتحاد قررت في اجتماع استثنائي -"عدم الاعتراف بالحكومة الجديدة". وا ان الاتحاد دعا ممثليه الثلاثة في الحكومة الى الانسحاب منها وانه في حالة رفضهم فانهم- لا يمثلون الا انفسهم. -- ان ممثلي المركزية النقابية في البرلمان - مجلس النواب ومجلس المستشارين-- وفي المجلس الاقتصادي والاجتماعي -- استقالوا--- من مناصبهم.
والاتحاد العام التونسي للشغل هو الاتحاد المركزى النقابى الوحيد في تونس وقام بدور هام في تنظيم حركة الاحتجاج ضد نظام بن علي الذي فر - الى السعودية.
وخلال 23 عاما من حكم بن علي كانت قيادة الاتحاد بصورة عامة قريبة من السلطات -غير ان الاتحاد يضم تيارات سسياسية مختلفة من المعارضة الراديكالية للنظام السابق. هذ وتظاهر آلاف الاشخاص- في العديد من المدن التونسية داعين الى ابعاد المنتمين الى نظام بن علي من الحكومة الجديدة.
الإتحاد العام التونسي للشغل منظمة نقابية وطنية ديمقراطية مستقلة -
وبعيد عن التنظيمات السياسية يستمد شرعيته وقوته وقراراته من القواعد العمالية -مقره المركزي تونس العاصمة -ويضمّ جميع المشتغلين بالفكر واليد والمتقاعدين منهم.
أهداف الاتحاد
.توحيد وتنظيم جميع المشتغلين بالفكر واليد والمتقاعدين منهم على النطاق الوطني -
- النهوض بأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والارتقاء بوعيهم والدفاع عن مصالحهم المعنوية والمادية.
- العمل من أجل :
- إنشاء اقتصاد وطني مستقل متحرر من كل تبعية وتحقيق توزيع عادل للثروات الوطنية بما يضمن طموحات جميع الشغالين والفئات الشعبية.- الدفاع عن الحريات العامة والفردية وترسيخ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
- دعم الإتحاد النقابي لعمال المغرب العربي والإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب من أجل الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة العربية وبناء التكامل الاقتصادي والعمل على تحقيق الوحدة العربية وخدمة قضاياها.
- دعم منظمة الوحدة النقابية الإفريقية
- التعاون مع الحركات النقابية العمالية في العالم طبقا لمبادئ الإتحاد العام التونسي للشغل.
- مؤازرة وتدعيم الحركات النقابية العمالية المضطهدة.
- مساندة جميع الشعوب المكافحة من أجل استرداد سيادتها وتقرير مصيرها ودعم نضال حركات التحرر في العالم.
تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل- ودوره السياسى
هو منظمة نقابية تونسية تأسست في 20 -كانون الثاني 1946، خلال المؤتمر الذي انعقد بالمدرسة الخلدونية. وقد ضم أول مكتب لها- الزعيم فرحات حشاد - كاتبا عاما والشيخ محمد الفاضل بن عاشور-- رئيسا.- وقد جاء تأسيس الاتحاد بعد فشل محاولتين سابقتين لتأسيس منظمة نقابية وطنية هما جامعة عموم العمال التونسية الأولى في العشرينات ثم الثانية في الثلاثينات. وقد بقي الاتحاد هو المنظمة النقابية الوحيدة على الساحة التونسية بعد الاستقلال رغم محاولات للخروج عليها وتأسيس منظمات أخرى هي : الاتحاد التونسي للشغل في الخمسينات والاتحاد الوطني التونسي للشغل في الثمانينات، والجامعة العامة التونسية للشغل عام 2006.
إلى جانب النضال الاجتماعي الذي قام به الاتحاد العام التونسي للشغل خلال الفترة الاستعمارية، قام بدور وطني بارز من خلال الإضرابات ومواقف قادته من مختلف القضايا الوطنية المطروحة ومن خلال تنسيقه مع الحزب الحر الدستوري الجديد التونسي الجديد أكبر الأحزاب الوطنية. وقد تولى زعيمه فرحات حشاد خلال فترة المقاومة العنيفة قيادة الحركة الوطنية، وهو ما كلفه الاستشهاد حيث اغتالته عصابة اليد الحمراء الاستعمارية يوم 5 ديسمبر/كانون الأول 1952.
وخلال الصراع اليوسفي البورقيبي سنتي 1955 و1956، وقف اتحاد الشغل إلى جانب الزعيم الحبيب بورقيبة، وقد أشرف النقابيون على تنظيم وحراسة المؤتمر الذي نظمه الحزب الحر الدستوري الجديد بمدينة صفاقس في منتصف -تشرين الثاني 1955. ومقابل ذلك تمكن النقابيون من تمرير برنامجهم الاجتماعي إلى الحزب الذي سيتولى مقاليد الحكم بمجرد حصول البلاد على استقلالها في 20 -آذار 1956. وفي أول حكومة بعد الاستقلال تولى عدد من أعضاء المكتب التنفيذي حقائب وزارية هامة ومن بينهم السادة مصطفى الفيلالي وعبد الله فرحات فضلا عن الأمين الشابي ومحمود المسعدي بعد ذلك...
و العلاقة سرعان ما انفجرت سنة 1956 حيث أبعد السيد أحمد بن صالح عن الأمانة العامة بأمر من بورقيبة. وأصبحت السلطة تتدخل في تسمية وعزل المسؤولين النقابيين ومن بينهم السيد الحبيب عاشور سنة 1965. وقد نصب عوضا عنه أمين عام موال للسلطة هو السيد البشير بلاغة. وبعد أن وقع التراجع عن التجربة التعاضدية سنة 1969، أعيد عاشور على رأس المنظمة النقابية ليدعم التوجه الجديد الذي كان يقوده الوزير الأول السيد الهادي نويرة.
و انقلبت الأوضاع في النصف الثاني من السبعينات حتى استقال الحبيب عاشور من قيادة الحزب الحاكم، وأعلن الاتحاد العام لتونسي للشغل الإضراب العام في البلاد وهو ما أدى إلى مواجهات وصدامات في الشارع سقط خلالها العشرات فيما يعرف في --اليوميات التونسية --بالخميس الأسود 26 جانفي 1978.- وألقي القبض على القيادات النقابية، ليطلق سراحهم سنة 1980 في ظروف جديدة. ثم استمرت وضعية الشد والجذب بعد ذلك حتى أعيد عاشور إلى السجن من جديد في أواسط الثمانينات.
بعد المسار الجديد الذي سلكته البلاد إثر السابع من نوفمبر 1987، انعقد مؤتمر استثنائى -للاتحاد في مدينة سوسة سنة 1989 وصعدت قيادة جديدة على رأسها السيد إسماعيل السحباني الذي أعيد انتخابه سنتي 1993 و1999، لكنه انتهى سنة 2000 بالسجن حيث وجهت إليه تهم بالفساد. وقد عوضه على رأس الاتحاد في 21 سبتمبر 2000 السيد عبد السلام جراد وقد أعيد انتخابه في المؤتمر المنعقد في جربة سنة 2002 كما انتخب مرة أخرى سنة 2006. وتميزت هذه الفترة في عمومها بتراجع العمل النقابي في ظل العولمة والاتجاه الجارف نحو الخوصصة.
أما سياسيا فقد أيد الاتحاد سنة 2004 ترشيح الرئيس زين العابدين بن علي للانتخابات الرئاسية. إلا أنه وقف ضد الزيارة التي كان يزمع القيام بها إلى تونس أرييل شارون بمناسبة القمة العالمية لمجتمع المعلومات -نوفمبر 2005- كما عرفت هذه الفترة محاولة لتأسيس نقابة جديدة هي الكنفيدرالية العامة للشغل

الاتحاد العام التونسي للشغل بعد قيام الثورة

دعا الاتحاد العام التونسى للشغل الى التجميد الفوري لكافة الأرصدة المالية ا- للرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وأرصدة عائلته وأصهاره ومنع كل محاولة منهم لمغادرة التراب التونسي في انتظار ما سيسفر عنه التحقيق القضائي ضمن اللجنة التي ستوكل لها مهمة الكشف عن كل التجاوزات المالية وعن مظاهر الفساد.
كما دعت المركزية النقابية في بيان لها جميع المسؤولين والشخصية المكلفة بتشكيل الحكومة الائتلافية إلى مد الشعب بمعطيات دقيقة عما يحدث في البلاد من تخريب منظم ومن محاولات بث الرعب في نفوس المواطنين وعن الإجراءات السريعة والعاجلة المزمع اتخاذها حفاظا على سلامة المواطنين.
وطلب-- الاتحاد العمالي التونسي --كافة الهياكل النقابية والعمال والموظفين إلى -استئناف الأنشطة المهنية بشكل جد عادي والالتحاق بمناصب الشغل بشكل فوري.
كما طالب المكتب التنفيذي لذات المركزية -جميع التجار-- إلى إعادة فتح محلاتهم التجارية فورا -قصد تلبية الحاجيات الأساسية وكل مستلزمات العيش للمواطنين.
ودعا الاتحاد العام التونسي للشغل جميع الفئات والشرائح الاجتماعية التونسية إلى المحفاظة على مؤسساتهم وصونها والالتفاف ضمن وحدة صلبة بغية التصدي لكل المحاولات الإرهابية التي تشنها العصابات الإجرامية والهادفة إلى زرع الرعب والهلع في الأوساط الشعبية والمساس بالمكتسبات التي تحققت بفضل نضالات الشعب التونسي.
ان الاتحاد العام للشغل له دور كبير فى تاريخ تونس الحديثة ويكفى بعد الثورة تم اختيار ثلاثة وزراء فى الحكومة الجديدة تقدرا لمكانتهم السياسية والاجتماعية فى تاريخ تونس الحديثة رغم استقالتهم المسببة.و اعتبر الاتحاد أن مكالمة -محمد الغنوشي - رئيس الوزراء الجديد - -للرئيس المخلوع --خيانة -- . وجاء ذلك تزامناً مع التظاهرات التي انطلقت احتجاجاً على الحكومة التي أعلن عن تشكيلها فى تونس..