عشية الذكرى السابعة لتاسيس اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق


فلاح علوان
2010 / 12 / 5 - 18:57     

مازال دور الطبقة العاملة السياسي، غير متناسب مع حجمها ومكانتها التاريخية في العراق

الى العمال في العراق؛
الى اعضاء وكوادر وقادة الاتحاد ؛
اهنئكم بالذكرى السابعة لتاسيس اتحادكم، واهنئ اصدقاء الاتحاد ومؤيديه وحلفائه والمتضامنين معه.

سبع سنوات مرت، ونحن نعمل، ونحن نامل. لقد مررنا بايام، او مرت بنا ايام عصيبة، لو لم يكن لدينا امل واسع وتطلع وتوقع، لسادنا الاحباط، بله القنوط. وسط اوضاع تبعث على الياس والمرارة.
فمن اصدار السلطات لقرارت ترسخ مفاهيم الاتحاد الرسمي والحكومي، الى تدهور الاوضاع في المجتمع، ومن ثم الحرب الطائفية، وانتشار المليشيات، والقتل على الاسم واللقب، في شوارع تجوبها دبابات الاحتلال وجنوده.
في تلك الايام العصيبة عمل كوادر الاتحاد وحافظوا على منظمتهم ونظموا العديد من الانشطة وقادوا الحركات الاحتجاجية. لقد فقدنا في تلك الايام اعزاء علينا، اغتالتهم ايادي الارهاب الوقحة المجرمة، اننا نستذكرهم بقلوب يعتصرها الالم.
ان من عمل في تلك الاجواء يستحق التقدير وتقييم الجهود سواء استمر في عمله مع الاتحاد ام تركه لاي سبب كان، المهم انه ساهم في وضع حجر على حجر في صرح الاتحاد.
لقد كان رفاقنا في الاتحادات العمالية والمراكز النقابية العالمية والناشطين العماليين ومازالوا، عمقا امميا لنا، ونحن اذ نحتفل بذكرى تاسييس اتحادنا، نقدر عاليا دعمهم لنا، المادي والمعنوي، ونشكر جهودهم الداعمة للحركة النقابية في العراق.
ان حاجة العمال الى اداة نضالية بايديهم، هي ما دعت الناشطين العماليين الى تجميع قواهم بانفسهم، ليقرروا، بعد شهور من التحضير والاعداد، عقد مؤتمرهم التاسيسي في 8-12-2003 ويعلنوا عن ميلاد الاتحاد.

لم يواجه قادة الاتحاد الاوضاع العصيبة فحسب، بل واجهوا هجمات تعرضت لها الحركة النقابية، وتعرض لها اتحادنا، حيث عمل البعض على عرقلة وتقويض تجربة التنظيم العمالي المستقل. وعمل البعض على شق صفوف الحركة العمالية، وصفوف اتحادنا، كأحد اهم اسس الحركة النقابية المستقلة في البلاد والمنطقة.
ان الاهم؛ وهو ما احبط وسيحبط اي محاولات لتشتيت الحركة العمالية هو ان الاتحاد ليس مجرد منظمة قمنا بانشائها لاسباب او ميول خاصة؛ انه تقليد نضالي، انه الاجابة عن امل داخل صدور ملايين العمال، وهو ان يبنوا منظمتهم بايديهم دون تدخل السلطات، ان يكون لهم منظمتهم، صوتهم المستقل، اداتهم النضالية،امل ان لا تكون منظمة العمال تابعة للسلطة او اداة بلا ارادة عمالية.

وبالمناسبة او هنا الاشارة الى من اطلق على نفسه اسم اتحادنا، ثم ليضيف اليه بعد عدة اشهر، لاحقة "العام" تمييزا عن العنوان الفعلي للاتحاد. الغريب ان احدا لم يصدر بيان انشقاق عن الاتحاد ليعلن اسباب انشقاقه واختلافاته وطروحاته وبالتالي تاسيس كيانه، وهذا من حقه. ولكن هذا لم يحصل، ولم نتلق رسالة تشير الى اي انشقاق، فما الذي يبرر لاتحاد ان يحمل نفس اسم اتحادنا سوى اعتزازه بالاسم، وسوى ان يكون قريبا حد التطابق مع الاتحاد، وفي هذا الحال، اليس العمل ضمن الاتحاد وعدم تشتيته هو الاجدى والاكثر معقولية!. ان ابواب الاتحاد مشرعة لكل القادة والناشطين وحتى لاصحاب الاجتهادات والمبادرات التي تعارض وتخالف ولكنها تسعى الى تقوي وتطوير الاتحاد. فما الداعي اذن لوجود مجموعة خارج الاتحاد تطلق على نفسها نفس اسم اتحادنا ولا تعمل معنا ولا تعلن صراحة معارضتها او مخالفتها للاتحاد.
ان نقطة ضعف واقعية في عمل الاتحادات العمالية، مصدرها ان العديد من الاوساط العمالية وحتى الناشطين، مازالوا ينتظرون ترخيص السلطات ويعتمدون على رسمية الاتحاد وارتباطه باجهزة السلطة. ان هذا سلاح بيد السلطات وانصار الاتحادات الرسمية، لمنع العمال من المبادرة والانخراط في نضال تنظيمي ومطلبي واسع.
لا يمكن لاي اتحاد او منظمة رسمية، ان تكون معبرا عن مصالح ومطالب العمال. ان المبادرات العديدة التي قام بها الناشطون والنقابيون والتي " لا تعترف" بها السلطات، هي مصدر بناء الاتحادات الفعلية للعمال، وستجد السلطات نفسها امام واقع لا تستطيع تجاوزه واغفاله ابدا، هو وجود الاتحادات العمالية المستقلة على الرغم من قرارات المنع وعدم ترخيص تشكيل الاتحادات. ان تاريخ الحركة النقابية في العالم شاهد على امثلة حية من الصراع من اجل بناء منظمات العمال مقابل قيام السلطات او ارباب العمل، بتشكيل "نقابات" صورية لخداع العمال، ومعارضة نقابات العمال الفعلية.

لقد دعا الاتحاد، كجزء من مهامه في توحيد صفوف الطبقة العاملة وللاجابة عن موضوع تقوية صفوف الحركة النقابية، الى تشكيل مظلة واسعة للعمل النقابي في العراق. واقترحنا عقد مؤتمر موسع للحركة النقابية في العراق، لطرح التحديات التي تواجه الحركة العمالية في البلاد، ليصبح تقليدا، ربما سنويا، لتناقش النقابات فيه شؤون وقضايا الطبقة العاملة والتحديات التي تواجهها.
اثبتت الوقائع ، ومع مرور الايام، ان مشروع المؤتمر يشكل حاجة واقعية للحركة العمالية في العراق، وان انجاحه يعتمد على تضافر جهود القادة والناشطين العماليين في البلاد، وسيكون انجاحه مسؤولية تقع على عاتق القادة العماليين، فلنعمل سوية لبلورته وانجاحه.
على الرغم من تحول العراق طيلة السنوات المنصرمة الى مركز صراع عالمي بين مختلف القوى السياسية، الا ان ظهور العمال على الساحة كقوة مستقلة لها اجندتها، ونموذجها وبديلها، مازال متاخرا كثيرا، وما زال دور الطبقة العاملة غير متناسب مع موقعها في المجتمع، ومكانتها التاريخية. ان لعب هذا الدور التاريخي مرهون بوحدة صف العمال، والتفافهم حول بديلهم للمجتمع، في مواجهة الاوضاع الراهنة.

ان تضحيات العمال واصرارهم يبعثان على الامل.
اننا متفائلون بمستقبل افضل، بعالم افضل.

احييكم ثانية والى الامام

فلاح علوان
رئيس اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق
3-12-2010