نقابة المعلمين ما لها وما عليها


حسين علي الحمداني
2010 / 5 / 6 - 08:33     

تمثل النقابات واجهة حقيقية للشرائح التي تننمي إليها وتدافع عن حقوقهم المشروعة وتفعل القوانين التي تخدم من تمثلهم ولعل أكثر النقابات بعدا عن جماهيرها هي نقابة المعلمين التي لها على ما يبدو ظروفا قاهرة تجبرها على أن تظل في مكانها دون حراك يشار له بالبنان , وشريحة المعلمين والمدرسين للأسف الشديد لم يدركوا بعد معنى الانتماء للنقابة وبالمقابل فان النقابة هي الأخرى لم تكن بمستوى الإقناع الذي يمنحها الهالة التي من خلالها ينظر إليها المعلم والمدرس على إنها قادرة على تمثيله بالشكل السليم والصحيح , وعلى الرغم من مرور ثمان سنوات على التغيير في كل مناحي الحياة الا إننا وعلى مستوى العراق بصورة عامة ومستوى محافظة ديالى بصورة خاصة لم نلمس من نقابة المعلمين أي تحرك ايجابي يجعلنا نشعر بوجودها وقيمتها الا بحدود ضيقة جدا لا يمكن تسميتها نشاطات بل مبادرات فردية في محيط ضيق جدا , ولنا أن نستشهد بعيد المعلم الذي لم تكلف النقابة نفسها بزيارة مدرسة معينة او حتى على أقل تقدير المبادرة بإقامة احتفالية بسيطة في مكان ما يستطيع المعلم من خلاله أن يعرف إن له نقابة تهتم به , وربما القى البعض على الأوضاع الأمنية مبررا للعزوف عن النشاطات والملتقيات والمؤتمرات التربوية ولكن هذا كان ممكن في الأعوام السابقة لكن ألان الأمر يختلف وبات بالإمكان القيام بالكثير من هذه النشاطات رغم إن نقابة المعلمين تحتاج إلى الكثير لكي تنهض وتقف على قدميها وتستعيد عافيتها وفي مقدمة ذلك بناياتها التي تم الاستحواذ عليها في كافة أنحاء العراق وليس في ديالى لوحدها وبالتالي فإن الكثير منها لم يعد يمتلك مقرات ثابتة وهذه ليست بالمشكلة الكبيرة والمستعصية فبالإمكان إيجاد أماكن بديلة أن تعذر إخلاء المقرات لأسباب إنسانية أو غيرها هذا من جهة ومن جهة ثانية ايجاد القيادات المثقفة الواعية القادرة على إدارة العمل النقابي وفق معطيات المرحلة الحالية وبما يتلائم والتوجهات الجديدة بما يعزز من دور نقابة المعلمين ومكانتها في المجتمع خاصة وإنها تمثل نخب مثقفة قادرة على العطاء والإبداع ومن الضروري جدا أن لا نظل نعتمد على ما كان سائدا قبل نيسان 2003 من آليات معقدة وغير مبرمجة وغير قادرة في نفس الوقت على النهوض بالواقع المهني لشريحة المعلمين , ومن خلال معايشتنا للأخوة في الهيئات التعليمية والتدريسية في محافظة ديالى وجدنا إن هنالك عزوف كبير في الانتماء لهذه النقابة وبالتأكيد إن هذا له اسبابه في مقدمتها ان هنالك فجوة كبيرة بين النقابة وجماهيرها من جهة ومن جهة ثانية إن وزارة التربية ومديرياتها العامة وكذلك دوائر الدولة الأخرى هي الأخرى لم تعطي أهمية للنقابة لدرجة انها لا تعترف بالهوية الصادرة منها إذ من المفترض ان تكون هوية النقابة بمثابة كتاب التأييد للمعلم والمدرس على انه لا زال مستمرا بالخدمة خاصة وان الكثير من أعضاء الهيئات التعليمية والتدريسية يحتاجون لكتب استمرار بالخدمة في الكثير من معاملاتهم وبالتالي يلجئون لأخذها من مديرية التربية رغم حملهم لهوية نقابة المعلمين لذا نجد من الضروري جدا ان تسعى نقابة المعلمين جاهدة لتفعيل دورها وإعطاء أهمية للوثيقة التي تصدر منها بغية أن يشعر من ينتمي إليها بأنها تمثله بالشكل السليم والصحيح.