تحية لعمال العراق والعالم في عيدهم الاممي المتجدد


الحزب الشيوعي العراقي
2010 / 4 / 30 - 11:27     

بيان الحزب الشيوعي العراقي بمناسبة الاول من آيار


تحية لعمال العراق والعالم في عيدهم الاممي المتجدد


في كل عام ومنذ اكثر من قرن يحتفل العمال في شتى اصقاع العالم على اختلاف اعراقهم وجنسياتهم وانتماءاتهم، في يوم الاول من ايار باعتباره عيدا امميا للعمل والنضال، ورمزا للتحررمن ربقة الاستغلال والاضطهاد وكل اشكال الاستعباد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي المنافية لأبسط الحقوق الانسانية في المساواة والعدالة.

وعلى الدوام ظل عمال العالم وفقرائه ينظرون الى هذا العيد باعتباره مناسبة لتجديد العزم على مواصلة المسيرة الاممية المجيدة من اجل المزيد من المكتسبات والنجاحات السياسية والاقتصادية والمعيشية، والضمانات الاجتماعية لعموم الفقراء والكادحين وذوي الدخول المحدودة، وصولا الى الاشتراكية.

واقترن ألق الاول من أيار بالمناسبات والاعياد الجماهيرية الكبرى، مثلما ارتبط بالكثير من المنازلات والانتصارات الوطنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكان حافزا لها ومحرضا عليها.

يحتفي عمال وكادحو العراق بعيدهم هذا العام، ومعهم سائر قوى شعبنا الحية، وتعتمل في صدورهم مشاعر عدم رضا وقلق من الاوضاع العامة في البلاد بعد أن خيبت القوى والكتل السياسية المتنفذة الفائزة في الانتخابات الاخيرة آمالهم مرة أخرى. فبدلاً عن الاسراع في تشكيل حكومة ائتلافية واسعة تتبنى برنامجاً وطنياً ديمقراطياً ينبذ المحاصصة الطائفية والاستئثار ويضمن تحقيق الامن والاستقرار ويستنهض الاقتصاد الوطني ويوفر الخدمات، ، كما وعدوا في الحملات الانتخابية، راحت هذه القوى تتنازع فيما بينها تقاسم السلطة انطلاقاً من طموحات ومصالح سياسية وحزبية وفئوية ضيقة بعيدة عن هموم الشعب الاساسية. ومن حق جماهير الشغيلة أن تتساءل بمرارة، اين المداولات واللقاءات السياسية الجارية بين الكتل الفائزة من مطالبهم المشروعة في تحسين ظروف المعيشة الصعبة، وزيادة الاجور،وسن قانون عمل جديد يضمن حرية واستقلالية العمل النقابي، ونيل حرية العمل النقابي المشروع في المؤسسات الحكومية اسوة بالمؤسسات الخاصة؟

والبلاد تعيش مخاض الولادة المتعسرة لحكومة جديدة ، تتطلع جموع العراقيين والعراقيات الذين تحدوا الارهاب والمخاطر عندما توجهوا إلى صناديق الاقتراع، أن تكون هموم ملايين العاطلين عن العمل، وجلهم من الشباب صنّاع المستقبل، والسبعة ملايين مواطن ومواطنة الذين يعيشون دون خط الفقر ، والخمسة ملايين يتيم ومئات آلاف الارامل في أعلى اولويات الطامحين في تولي زمام الامور! كما يطالبون ان تفصح القوائم والكتل المتنفذة عن خططها ومشاريعها بشأن اعادة تشغيل المعامل المعطلة واقامة الجديد منها ، وتشريع قانون عمل جديد ، وانصاف المفصولين السياسيين، وتشريع قانون ضمان اجتماعي متكامل، والتصدي بحزم لكافة أشكال الفساد المالي والاداري.

إن حزبنا الشيوعي العراقي إذ يهنيء الطبقة العاملة بعيدها، يعرب عن تضامنه الكامل مع مطالبها ومع اتحاد نقاباتها العام، وخصوصاً مطالبها المشروعة في الغاء القانون 150 لسنة 1987، الخاص بتحويل عمال القطاع الحكومي الى موظفين، والغاء القرار الديواني رقم 8750 لسنة 2005، المتعلق بتجميد اموال النقابات والاتحادات المهنية وبالتالي شلها عن العمل والنشاط، الى جانب مساندة الحزب ودعمه الكبير للحملة التي اطلقها مؤخرا الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق لاصدار قانون جديد للعمل.

في الظروف الحرجة الحالية ، يشارك حزبنا الشيوعي العراقي الجماهير قلقها من احتدام الصراع بين القوى السياسية المتنفذة في اجواء الانقسامات الداخلية والتدخلات الخارجية، والخشية مما ستقود اليه الامور من منازعات ومنزلقات قد لا تحمد عقباها، ويتوجه الى الأطراف السياسية جميعاً داعيا اياها الى وضع مصلحة البلاد فوق اي اعتبار وقبل أية مصلحة أخرى، وابداء التنازلات المتبادلة من جانب الجميع للإسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية البعيدة عن المحاصصة الطائفية والاثنية، لإنهاء الحالة القلقة والمرتبكة التي تعيشها البلاد.

سيبقى الاول من ايار منارا هاديا على طريق بناء المستقبل الواعد للبشرية.
تحية لعمالنا الميامين ونضالاتهم الباسلة في يوم عيدهم الاغر.


اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العراقي 28 نيسان 2010