فقط لدى الطبقة العاملة بديلٌ انسانيٌ للبشرية


الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
2010 / 4 / 19 - 08:20     

بيان الاول من آيار - يوم العمال العالمي 2010

في الاول من أيار يحل على البشرية يوم العمال العالمي. ان الاول من أيار يجسد واقع التلاحم والتضامن بين عمال جميع العالم، ويعبر عن اندفاع الجماهير العمالية، في كل مكان لمناهضة النظام الرأسمالي؛ نظام عبودية العمل المأجور، نظام نشر الفقر والتجويع والحرمان، نظام استغلال وانتهاك حقوق الجماهير، ونظام القمع والبطش وشن الحروب من قبل حفنة من الطفيليين.

على صعيد العالم فان اصوات وقبضات الطبقة العاملة تتعالى اثر انهيار مشاريع الطبقة البرجوازية السياسية والاقتصادية. فمن جهة فشلت البرجوازية في تقديم اي نموذج سياسي يمكنها التباهي به وراحت تجر البشرية من كارثة الى اخرى. وعلى الصعيد الاقتصادي مازال العالم يعيش اثار الانهيارات الاقتصادية الكبرى التي حصلت اوائل العام الماضي واطاحت باكذوبة الانتصار الابدي لرأسمالية السوق الحرة ووضعت كامل النظام الرأسمالي في حالة تخبط. وعلى الصعيد الاجتماعي، فان ما كان يتم الكذب بشأنه حول قدرة الرأسمالية على توفير اكثر الفرص لتطور الحياة البشرية قد لاقى الفشل هو الاخر. فقد عم التقسيم الاثني والقومي والديني والطائفي والجنسي للجماهير محل المواطنة، وحل تحقير المرأة وتسليط الدين عليها محل العلمانية والتمدن والمساواة، وحلت "الثقافات المحلية" على القيم العالمية الانسانية، تدهورت اوضاع مليارات من الاطفال والفتيات وسقطوا في شراك التيتم والعمل القسري والبغاء وتجارة الجنس عبر الدول، وتم تسليط البرجوازيين لحفنة عفنة من رجال الدين والمؤسسات الدينية على الجماهير المتمدنة ليعمموا الجهل والخرافات والهراء الفكري والروحي وغير ذلك.

ولكن ليس ثمة مكان في العالم كله تتجسد فيه فشل ووحشية بدائل الطبقة البرجوازية كما في العراق. فرغم تحطيمهم للمجتمع بالحرب المدمرة وبالارهاب الامريكي والاسلامي - القومي، فان الملايين من العمال ولحد الان يتأرجحون بين كارثة و اخرى. فمازال غياب الامان والطمأنينة والحياة المستقرة يشكل هاجسا للملايين التي تعيش بظل الفقر والعوز والتشرد والتهجير. وقد وصلت البطالة الى مديات عالية جدا في الوقت الذي يتم فيه قطع اي مساعدات او ضمانات كسبتها الطبقة العاملة بصحبة الحركة الاشتراكية والمساواتية في نضال عنيد لسنوات مديدة. يتم محاربة العمال بشكل منهجي، ويتم فرض الشروط المجحفة عليهم في اماكن العمل ويمنعوا من حقوق التجمع والاضراب والتنظيم، بطردهم من اماكن عملهم، بفصل قادتهم او ابعادهم، وبترسيخ العمل بقوانين البعث التي حولت العمال الى موظفين، والتهديد بسجنهم وقتلهم في حالة الاعتراض او المقاومة، وغيرها من الاجراءات التعسفية لحكومة الميليشيات الاسلامية والقومية.

ان مايسمى الانتخابات والتي جرى الترويج لها بهستيرية من قبل اعلام الغرب والمجاميع الاسلامية والقومية المسلطة من امريكا وتصويرها وكأنها الخلاص الاخير للجماهير، لم تعمل في الواقع سوى اعادة انتاج نفس قوى الكارثة السابقة. تجسد نتائج هذه الانتخابات مصالح الطبقة البرجوازية العالمية من جهة ومصالح فصائلها المتناحرة على السلطة في العراق من جهة اخرى وفي كلتا الحالتين فانها تتنافر على خط مستقيم مع مصالح الطبقة العاملة والملايين من الجماهير المحرومة. وتشهد النتائج، التي لا يمكن الركون لها، على صعود كتلة القوميين العرب وشراذم البعث والقوى الاسلامية السنية وفوزهم على قوى الاسلام السياسي الشيعي بفارق ضئيل. ولكن كل القوى الحالية تمتلك نفس الماهية السياسية المعادية للعمال وللمساواة؛ انها كلها قوى وحشية لا تملك سوى الارهاب والقتل والقمع وسحق حقوق الجماهير من اجل بقاءها متسلطة وباكاذيب الديمقراطية وحقوق الانسان والعراق الجديد وغيرها.

ورغم الاوضاع المتراجعة وغير المؤكدة في العراق، فانه في جانب اخر، يبرز واقع اخر ممثلا في ثورة الجماهير الايرانية الحالية يشير الى اتجاه مختلف. ان الحركة الثورية المندلعة ضد نظام الجمهورية الاسلامية تؤدي الى اهتزاز موقعية احد اكبر اقطاب الاسلام السياسي في العالم. الحركة الثورية لجماهير ايران تمتلك السمات السياسية الاكثر راديكالية للطبقة العاملة في ايران وتتجسد في كل منعطف نضالي في تصاعد التعرض الثوري لاسقاط نظام الجمهورية الاسلامية ورفع شعارات الانسانية واليسار والاشتراكية والطبقة العاملة. ان لهذه الحركة الثورية امكانية مؤكدة وأمل داخل اوساط الجماهير العمالية في العراق وعلى صعيد المنطقة والعالم ايضا وندعو الجماهير العمالية في العراق الى مساندتها ومؤازرتها.

في هذا اليوم المجيد يدعو حزبنا الى تضامن الطبقة العاملة وتوحدها، على صعيد عالمي، ويعلن بانه كحزب ماركسي، شيوعي عمالي، وثوري، حاضر في الميدان، وعازم على تقوية وتوحيد صفوف ونضالات الطبقة العاملة في العراق من اجل الخلاص من الاوضاع المأساوية الحالية ويعلن ان الاشتراكية هي الحل والبديل للخلاص من البربرية الرأسمالية. ان الحل هو بيد الطبقة العاملة وان هذه الطبقة لقادرة بتوحدها والتفافها حول راية الاشتراكية ان تشرع بتسجيل تأريخ جديد للبشرية؛ تاريخ الانسانية والمجتمع الانساني.

عاش الاول من أيار يوم العمال العالمي !
عاش التضامن العمالي العالمي !
عاشت الاشتراكية !

الحزب الشيوعي العمالي اليســاري العراقي
17 نيسان 2010