الطبقة العاملة قادرة على إنهاء هذا السيناريو المأساوي!


ريبوار احمد
2004 / 5 / 8 - 07:03     

أيها العمال! أيتها الجماهير الكادحة والتحررية!
أتقدم لكم بأحر التهاني والتبريكات بمناسبة الأول من آيار يوم الطبقة العاملة العالمي، فالأول من آيار هو رمز النضال وحضور الطبقة العاملة والبشرية التحررية الى الميدان في كافة أرجاء العالم ضد ظلم واضطهاد النظام الرأسمالي الجائر. كل عام ينتفض العمال في الأول من آيار في مختلف أرجاء العالم بصفوفهم المليونية ويستعرضون قدراتهم وعزمهم على قلب هذا النظام المقلوب واقامة عالم حر ومتساوي ومرفه.

إن تحرر المجتمع البشري من الظلم والاضطهاد وانعدام المساواة مرهون بنضال ودور الطبقة العاملة. فقط الطبقة العاملة هي القادرة على بناء عالم جديد، عالم افضل. وأوضاع العراق الحالية بحاجة ماسة وحياتية أكثر من أي وقت آخر لتدخل ودور الطبقة العاملة كقوة سياسية منظمة ومؤثرة.

في العراق الآن وبالاضافة الى الظلم والاضطهاد وانعدام االمساواة، بالاضافة الى الفقر والبطالة وانعدام المسكن، تواجه الحياة المدنية والاعتيادية للمجتمع انهيارا تاما. فقد اغرقت الحرب الامريكية هذا المجتمع في مستنقع سيناريو اسود لم يبق فيه أي نظام ومعيار واطار للحياة والحقوق المدنية. واشرعت الابواب امام كل جماعة رجعية لفرض نفسها وتقاليدها وسننها وقيودها الرجعية بقوة السلاح على المجتمع. وتم فرض قوانين الغاب على المجتمع. ان مجتمعا مليونيا يقضي حياة مأساوية يوميا في سيناريوهات الحرب والمجاعة والسباق الارهابي والغطرسة والعسكرتارية.

لقد استفاد الاسلام السياسي الذي يحمل في جوهره عداءا اعمى لكافة حقوق وحريات وتطلعات العمال والنساء والشباب وجموع الجماهير المتمدنة والتحررية، من هذا السيناريو الاسود ومن نتائج الحرب الامريكية ولبس قناع الوقوف بوجه الاحتلال الامريكي. وهو يسعى من خلال ذلك لتحويل احتجاج الجماهير ضد حرب امريكا وعسكرتاريتها وسياستها وبديلها الرجعي الى وسيلة للحصول على حصته من السلطة السياسية في المنطقة وفرض اكثر البدائل رجعية على المجتمع العراقي.

ان كافة القوى والبدائل البرجوازية على الساحة السياسية العراقية بامريكا والحركة القومية والاسلام السياسي، ترى مصالحها في هذا السيناريو. وهي تعمقه بمخططاتها ومشاريعها، فكل جماعة تسعى بصياغة هوية مزيفة قومية وطائفية وعشائرية واضفائها على ابناء ومناطق هذا المجتمع لفرض سلطتها. وهذا يشكل أساس الدستور والقوانين والمخططات السياسية وبديل الحكم لكافة هذه القوى والحركات البرجوازية.

ليس للطبقة العاملة أية مصلحة في هذا السيناريو الاسود، فالطبقة العاملة تمثل ارقى مستويات التمدن، وتقف ضد كل تقسيم للبشر على أساس القومية والعنصر والدين والمذهب والعشيرة. لذا بإمكانها إنهاء هذا السيناريو، واعادة تنظيم المدنية، واعادة الامن والحرية والرفاه، وبناء مجتمع جديد.

ولكن هذا مرهون باخراج هذه القوى والبدائل التي تقف خلف ايجاد وتعميق وادامة هذا السيناريو المأساوي من الميدان واحباط دورها. فاخراج امريكا وحلفائها، وفي نفس الوقت احباط دور الاسلام السياسي والحركة القومية، واحباط دور قوى السيناريو الاسود، هو شرط انهاء هذه الاوضاع. يجب ان تخرج امريكا وحلفائها من العراق وان تحول سلطة وادارة العراق الى يد ممثلي الجماهير، يجب ان تتسلم زمام السلطة في العراق حكومة علمانية غير قومية قادرة على تأمين الرفاه والأمن والحرية. حكومة تضمن المساواة بين الجميع بصرف النظر عن القومية والدين والجنس، وتفصل الدين عن الدولة، وتضمن حق جماهير كردستان بالأقرار على بقائهم مع العراق او الاستقلال عنه وتشكيل دولتها المستقلة.

إن هذا مرهون قبل كل شيء بدور الطبقة العاملة، إن هذه هي مهمة الطبقة العاملة في الظهور كحامل لراية الحرية والمدنية والعلمانية، كطليعة للجماهير المليونية للنساء والشباب والجماهير المتمدنة والتحررية في العراق وفي ميدان الصراع على مستقبل ومصير هذا المجتمع. ولكن القيام بهذا الدور مرهون بحضور الطبقة العاملة الى الميدان كقوة سياسية منظمة حول البديل والحزب السياسي المستقل. فالعمال بدون حزبهم السياسي والشيوعي، ليس بإمكانهم تحقيق النصر في هذا الصراع. ان انتظام جماهير العمال الغفيرة حول الحزب الشيوعي العمالي هو الشرط الحاسم والمصيري لتحقيق هذا النصر.

الأول من آيار هذا العام في العراق هو للطبقة العاملة يوم لدخول الميدان للاجابة على هذه الضرورة الحياتية والظهور كقطب ثالث في مواجهة الصراع الارهابي لأمريكا والإسلام السياسي وحلفائهما. إنه يوم ظهورها كقوة تحررية لهذا المجتمع من السيناريو الاسود والبدائل الرجعية. فلنجعل الاول من آيار يوما لتصعيد نضالنا ورص صفوفنا من أجل انقاذ المجتمع العراقي من هذا السيناريو المأساوي واقامة عالم يليق بحياة الانسان. هذا هو مسار نضال الطبقة العاملة من أجل بناء مجتمع اشتراكي خالي من الظلم والاضطهاد وانعدام المساواة. من اجل عالم افضل.

عاش الأول من آيار يوم الاتحاد والتضامن العالمي للطبقة العاملة!

عاشت الاشتراكية!