عاش الأول من آيار المجتمع بأمس الحاجة لبديل و تدخل الطبقة العاملة


الحزب الشيوعي العمالي العراقي
2004 / 5 / 1 - 07:30     

يوم الأول من آيار يوم الأحتجاج بوجه نظام الظلم و الأستعباد الرأسمالي. أنه يوم تصدح فيه حناجر عشرات الملايين من الشغيلة بصيحات الاحتجاج ضد الاستغلال الرأسمالي. انه يوم تتجدد فيه و تتجسد حقيقة إن حياة و رفاه البشرية تتناقض مع حياة هذا النظام المتعفن. فكل يوم من حياة البشرية المعاصرة في ظل هذا النظام لا يمضي إلا ليشهد مزيداً من المآسي، مزيداً من الفقر و الموت جوعاً، من تجذر الجهل و توسع الحروب و الإرهاب، من تعميق التمييز و التمادي في حرمان البشر من أبسط الحريات و الحقوق. إن الرأسمالية لا تتنفس و لا تحيا إلا على معاناة مستعبيدها، و عبر فرض القيود و الأغلال على العمال و البشرية قاطبةً.
فلتتكسر أغلال العبودية. أن الأول من آيار هو يوم التضامن الأممي و توحيد نضال العمال من أجل الخلاص من جحيم الرأسمالية. أنه يوم آخر نؤكد فيه بأن مصير آخراً للبشرية امراً ممكناً و عملياً، بأن قوة طبقتنا العاملة و نضالها إن توحد بامكانه دك أركان هذا النظام و بناء عالم أفضل تسوده الحرية و المساواة و الرفاه وينعدم فيه استغلال الإنسان للإنسان.
لشدما تفتقد البشرية، هذه الأيام، إلى هذا الصف وهذه الجبهة. إذ إننا نشهد التداعيات الخطيرة لاستفحال أزمة النظام الرأسمالي و تعميق صراعات أطرافه المتنافسة، لقد دخلت البشرية، وعلى أيدي حماة هذا النظام، أتون صراع إرهابي شرس يهدد حاضر و مستقبل البشرية، فمن جهة يقف إرهاب دولة أمريكا و حلفائها الغربيين و إسرائيل المدججين بالسلاح و آخر تكنولوجيا الدمار و القتل، و في الجهة المقابلة، يقف الإرهاب الإسلامي بأحزابه و دعاته و عصاباته الإجرامية. لا تتورع كلتا الجبهتين عن إرتكاب أبشع الجرائم و عن فرض الدمار و المجازر المرعبة بحق البشرية المعاصرة. ففي حين تتحول دول و مدن بأسرها في فلسطين و أفغانستان و العراق على ايدي أمريكا و حلفائها، إلى أهداف عسكرية تستباح فيها حياة الاطفال و الابرياء كما كانت تستبيحها القبائل الوحشية في العصور الغابرة، تصبح وسائط النقل و اماكن تجمع البشر أهدافاً لجرائم الإرهاب الإسلامي الخارج من جحور القرون الوسطى و المتسلحة بعشق الموت و فن قتل أكبر عدد من البشر.
لقد تحول العراق، ضمن هذا المسار، إلى مسرح لهذا الصراع الإرهابي. فالحرب المدمرة التي قامت بها أمريكا ضد العراق ادخلت هذا البلد في سيناريو اسود و حلقة مفرغة من العنف تتسع دائرتها كل يوم لتلتهم البقية الباقية من مدنية هذا المجتمع. إن الفعل و رد الفعل الإرهابي يتسابقان في استخدام أقسى الأساليب و أكثرها بعداً عن المعايير الإنسانية. و تزيد من خطورة هذه الاوضاع سياسة أمريكا في إعادة بناء السلطة و الدولة وفق المحاصصات القومية و الطائفية و تكريس الهويات الدينية و المذهبية و القومية و تناحرها، و اللجوء في هذا الإطار إلى محاباة بعض أطراف الإسلام السياسي و التيارات القومية الرجعية و إشراكهم في الحكم و التحكم بمصير الجماهير. إن مدنية المجتمع و مستقبلها في العراق يواجهان أخطاراً و تهديدات متعددة المصادر و الاتجاهات.
إن مستقبل هذا السيناريو الاسود و المأسوي في العراق ليهدد بالمزيد من الكوارث، و ما تدلل عليه تجربة العراق والسيناريو الجاري فيه، ليس بُعد البرجوازية و أحزابها وتياراتها في العراق عن كل ما يمت لحرية و سعادة الإنسان فحسب، بل إنها تبرهن على عجزها و فشلها في المحافظة على المدنية و الحياة نفسها. ليست الحرية و المساواة و الرفاه فقط، بل إن مدنية المجتمع في العراق بحد ذاتها منوط اليوم بتدخل الطبقة العاملة و حركتها الأشتراكية و التحررية. إن البرجوازية تطحن المجتمع في رحى صراعاتها الإرهابية و تناحراتها القومية و المذهبية، إن القوة التي بأستطاعتها رفع ناصية التمدن و قيادة التيار المدافع عن تحضر المجتمع هي الطبقة العاملة المنظمة و الموحدة حول بديلها الإنساني و العملي، البديل الذي يضمن توفير الحرية و الأمان و الحاجات الأساسية و يبعد شبح الحروب و الصراعات الإرهابية عن طريق إقامة حكومة مدنية علمانية و غير قومية و إحباط دور الإرهابين الأمريكي و الإسلامي. ليست المساواة و الحرية و الرفاه فحسب، بل ها هو المجتمع نفسه يناجي الطبقة العاملة.
أن الأول من آيار هذا العام هو يوم توحيد صفوف طبقتنا من أجل فرض التراجع على أعداء المدنية و إلحاق الهزيمة بالقوى الرجعية و الإرهابية، أنه يوم دخول قوانا إلى ساحة مجابهة قوى الماضي و معترك الدفاع عن حاضر ومستقبل المجتمع. إن المجتمع بحاجة ماسة إلى البديل و التدخل السياسي للطبقة العاملة.

عاش الأول من آيار!
عاش النضال الأشتراكي و التحرري للطبقة العاملة!

الحزب الشيوعي العمالي العراقي
نيسان 2004