بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول: المؤتمر العمالي العالمي المنعقد في اربيل 13-14 اذار 2009


الحزب الشيوعي العمالي العراقي
2009 / 3 / 5 - 08:56     

رفاقنا العمال والمنظمات العمالية المشاركين في المؤتمر العمالي العالمي!

لن تفصلنا سوى ايام عن مؤتمركم، المؤتمر العمالي العالمي. ان الانظار تتطلع اليكم والى مؤتمركم هذا والى اجندتكم، والى ماتنوون القيام به. ان هذا المؤتمر يتمتع باهمية خاصة للحركة العمالية في العراق، ولمجمل المسعى النضالي المشرف بتغيير الاوضاع الراهنة في العراق وامالة ميزان القوى لمصلحة العامل والتقدم والعلمانية والرفاه والانسانية. سعادة الانسان وحريته، مستقبل الانسان المعاصر وتحقيق ارادته، مدنية المجتمع كلها تحت طائلة السؤال بغياب الطبقة العاملة وحضورها القوي في الميدان. بينت الاوضاع انه كلما غابت الطبقة العاملة عن الميدان، كلما دفع بالمجتمع صوب التخلف وانعدام الحقوق، وحتى البربرية. وكلما حضرت ونزلت الميدان، اصبح لحرمة العامل، لكبريائه وكرامته، للطفولة والانسانية معنى.

لقد اثبتت الحركة العمالية اليوم في العراق، ومن خلال حركاتها الاحتجاجية المختلفة سواء دفاعا عن مطاليبها الاقتصادية ام تصديا لقوانين النفط والغاز ووقوفها ضد الاحتلال وغير ذلك، ان الاوضاع في العراق ليست مجرد الارهاب المظلم، ولا المفخخات، ولا امريكا ولا الاحتلال والطائفية وفرض التراجع على المدنية فقط، لقد بينت ان الطبقة العاملة جزء حي، جزء مشرق، من اللوحة. اللوحة بدون هذا الجزء المشرق ناقصة ومزيفة الى ابعد الحدود. رغم كل النواقص والمحدوديات، الا انها حركة قوية وعارمة اذا ما شمرت عن سواعدها وبالاخص في القطاعات العملاقة مثل النفط والموانيء والسكك والطاقة الكهربائية وغيرها بوسعها ان تقلب الطاولة على كل من يقف بوجه سعادة المجتمع ورفاهه .

تعقدون اجتماعكم في اوضاع عالمية ومحلية بالغة الحساسية والتعقيد. الهجمة العالمية على حقوق العمال ومكتسبات العمال والبشرية المتقدمة شرسة وقوية، هذه المكاسب التي حققها رفاقنا العمال لا عبر نضالهم على صعيد العراق فحسب، بل عبر النضال لطبقة مليارية عالمية. الراسمالية العالمية متازمة الى ابعد الحدود، الراسمالية في العراق كجزء من هذه الراسمالية متازمة كذلك. تسعى الراسمالية العالمية لالقاء وزر هذه الازمة مصائبها وسائر الازمات على كاهل العمال والفئات المحرومة والمسحوقة من المجتمع. وابان الرخاء والازدهار الاقتصادي، تنتفخ جيوب الراسماليين، وابان ازمتهم ينبغي علينا دفع ثمن ذلك!! اليس عالم مجحف هذا؟! اليس بعالم يفتقد الى اي معايير مقبولة ذاك الذي تحرم فيه الاغلبية الساحقة التي هي منتجة لخيرات المجتمع وثرواته من ابسط حقوقها في التمتع بهذه الثروات التي انتجتها وفقر وجوع وانعدام حقوق، بيد ان اقلية طفيلية معتاشة على امتصاص دماء العمال تسبح بالثروات والغنى والبذخ الخرافي؟!!

ان كانت الراسمالية العالمية تمتلك من المصادر المالية ماتستطيع معه من عبور هذه الازمة لامد قريب، بيد ان الراسمالية في العراق وبلدان كثر مثل العراق، وفي بلدان تعتمد على بيع النفط باسعار اعلى كمصدر اساسي لمصادرها المالية، فمع هبوط اسعار النفط، ليس لها حيز للمصادر المالية سوى فرض جوع اشد، فقر اشد، ساعات عمل اطول، سلب اشد لحق التنظيم والتظاهر والاضراب. ان الطبقة العاملة العراقية كجزء من طبقة عالمية على اعتاب تحولات جسيمة فيما يخص حياتها ومعيشتها. على مؤتمركم هذا ان يسلح هذه الطبقة برد مناسب وواف على هذه الاوضاع، اوضاع الهجمة الاقتصادية على الطبقة العاملة وحقوقها.

على الطبقة العاملة في العراق ان لاتقصر حركتها على المطاليب الصنفية والاقتصادية للعمال، رغم كل اهميتها التي ذكرناها، يجب ان تظهر كصاحبة للمجتمع ولها اليد الطولى في تحديد مصيره. ليس بوسع الطبقة العاملة ان تلزم الصمت على تلك القضايا التي تنبش اظفارها في المجتمع وتمزقه، ينبغي ان يكون لها كلمتها في الاحتلال، الطائفية، الحريات والحقوق السياسية والمدنية، حقوق المراة، حقوق الاطفال، الفساد المالي والاداري، الفيدرالية وان يكون لها كلمتها في السلطة السياسية للمجتمع، وفي كل زاوية تخص معيشة جماهير العراق. عليها ان تظهر كطبقة مليونية، موحدة، بافاق انسانية وتحررية، راسمة طريق خلاص المجتمع من هذه الاوضاع الكارثية.

وللقيام بذلك، يعد توحيد صفها وحشد قواها في منظماتها، وبايجاز التخلي عن تشتت صفوفها وقواها خطوة اساسية ولاغنى عنها لتحقيق كل تلك الامال المعقودة على الطبقة العاملة. ان مؤتمركم هو خطوة جدية ومهمة بهذا الصدد.

ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي، وفي الوقت الذي يشد على الايادي والجهود القيمة والطيبة لعقد المؤتمر، فانه يدعوا العمال والنشطاء والقادة والمنظمات العمالية سواء في داخل العراق او خارجه للمشاركة الجدية في هذا المؤتمر ودعمه بكل الاشكال الممكنة.

3 اذار 2009