أسيادُنا الجُدد


جهاد علاونه
2009 / 1 / 2 - 07:55     

إن طبيعة التقدم الصناعي وتراكم الثروات بيد قلة قليلة وحرمان الأكثرية منها كل ذلك يبرز بوضوح نذالة الديمقراطية البرجوازية وإحتكارها للملايين , ومن هنا تبرز أهمية خلق مجتمع مسالم ذليل وخانع يتصرف كما يريد الأسياد الجدد فأسيادنا الجدد لهم أمزجة خاصة بهم كتحرير المرأة من أجل يدها العاملة الرخيصة , وإنعاش المؤسسات الدينية لأنها تبيع الأفيون والمخدرات الفكرية , فالصبر في المجتمعات الرأسمالية سيمة أو ميزة تتميز بها أي حضارة رأسمالية وقصص الصبر والبطولات عن الصبر رجاء جنة الآخرة واضحة جدا وهي ليست بحاجة إلى دليل فمعدة المجتمعات الرأسمالية الفقيرة تلوك وتأكل تلك البضاعة وهي تتشدق بمفاهيم هابطة عن الشيوعية والإشتراكية .

إن توفر العملة النقدية بيد اتلغالبية الكبرى من الرأسمالين تجعل الفقراء ليس محرومين فقط من العملة النقدية وإنما أيضا محرومون من ممارسة هواياتهم وإقتناء حاجياتهم وتجعلهم بعيدين عن الروح الديمقراطية , فحرمان طبقة العمال والشغيلة والأُجراء والمستخدمين من الثروة المادية تجعل هذه العملية بجلاء واضح تلك الطبقة من العمال محرومة من مزاولة حريتها .
وهذه قصيدةٌ شعريةٌ تصور لنا بُؤس الحياة في الريف المصري ما بين عام 1930 و 1933 لشاعرٍ مقل يُدعى:

عبداللطيف النشار:
الزرع ينمــو بطيئــا فالصبر في الريف عادهْ
مادمت في الريف فاصبر علـى لزوم الوســاده ْ

سهولة العيش في القـوم بثـت روح الـزهـادهْ
فواجد القوت في الريـف لا يريـــد الزيــادهْ


ومالك القرش في الريف ليس يخشى نفــــادهْ
لولا الغريزة ما كــان آكــــلاً قــط زادهْ

أتلــك دور أنــاس؟ أولى بهن الإبــــادهْ
ما يستحق الثنــــاء من لم يشــرف بلادهْ


وليس يُرضي ســواه من ليس يُرضـي فؤادهْ
ولم يبر أباه مــــن لم يفـــق أجــدادهْ


الماء ليس بــــجار إذا وقف اضطــرادهْ
ولم يبـــر ذويــه من لم يغظ حســـادهْ


إن الحياة طمــــاح ومتعة مستفـــــادهْ
تبدُ القناعة في المـرء إن أحس فســـــادهْ


جو المصانع جو تعيش فيـــــــه الإرادهْ
إبنو المصانع تبنــوا في مصر أسس السعادهْ

عبداللطيف النشار.
وهنا يعتقد الشاعر المصري أن بناء المصانع ستريح العامل المصري ,غير أنها زادت من قهره حين مدت البرجوازية بدماء جديدة وأرواح جديدة وثروة جديدة عن طريق مصادرة ساعات العمل الإضافية للعمال وإعطاء العمال أجور أقل من تعبهم كل ذلك جعل العمال في واد والبرجوازية في واد آخر .

إن جوعنا اليومي والذي يمنحنا إياه الرب والله والبرجوازية هو جوع نحن مضطرون له إضطرارا.




ففي الدول العربية بشاعة ونذالة البرجوازية تجعل الآلاف من الناس يمشون مضطرون إلى أسيادهم من أجل أن ينالوا شيئا من الرضى والفتات وقطع الخبز الصغيرة وبالتالي فهم يتنازلون لأسيادهم الجدد عن ممتلكاتهم العضلية والفكرية والأخلاقية ويضعونها تحت أقدام سادتهم الجدد من أجل أن يدوسوها ويدسوهم هُم أيضا مع كرامتهم وتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم .

إن السادة الجدد ولدوا من رحم المصانع وتراكم رؤوس الأموال بيد القلة ..إن هذه البرجوازية والتي ناهضت الإقطاع وإستعباد الفلاحين الأُجراء ,هي اليوم من أعاد إستعباد العمال والشغيلة وهدر كرامتهم وحتى هدر كرامة المرأة .

إن سادتنا الجدد يريدون فتح المصانع والتاريخ الحديث بحرمان الغالبية العظمى من الرفاهية أو حتى من الإكتفاء الذاتي .

وإن أسيادنا الجدد يريدون تحرير المرأة على مزاجهم وإستغلال يدها الرخيصة , وبما أن يد المرأة في الدول العربية رخيصة بسعر اللبن , لذلك فإن البرجوازية النتنة تنادي من أجل إطلاق حريتها للعمل , لأن يد الذكر في الدول العربية عالية الأجر ولذلك , تحل يد المرأة الرخيصة محل يد الذكر .
إن أسيادنا الجدد يريدون مجتمعات معوقة فكريا وعاطفيا ليبدوا كل شيء كما يريدونه هُم .