وبدأ العمال بالرد على الازمة الإقتصادية العالمية!- حان الوقت لنقف معاً-


سامان كريم
2008 / 12 / 18 - 07:41     

ليس بودي ان ابحث وان احلل ابعاد الازمة الإقتصادية العالمية في هذا المقال القصير، هذا بحث أخر. لكنني أريد اتوقف قليلا عند إعتصام العمال في مصنع" ريبابيلك" في شيكاغو –الولايات المتحدة الامريكية يوم 5/12/2008 هذا المصنع هو مصنع لصناعة الشبابيك قرر صاحبه إغلاقه وطرد كافة العمال فيه ويبلغ عددهم 200 عامل، السبب الذي يقوله صاحب المصنع هو أن بنك اوف ذي امريكا الذي حصل على أنقاذ من حكومة بوش بمقدار 25 مليار قطع منه خط الاعتماد، الذي ادى حسب قوله الى قراره. اريد ان اتوقف عند هذا الاحتجاج، ليس لأن العمال إحتجوا، أن الاحتجاج هي طبيعة رد فعل موضوعي مستمر ومتواصل في ظل سلطة الراسمال، بل لأنهم أولا: كان رد العمال "رداً طبقيا واضحاً" بشعاراتهم، وسائل وتقليد نضالهم، حيث صادروا بشكل مؤقت المصنع بشكل كامل ولمدة اربعة ايام متتالية" مصادرة عمالية" ولو كان مؤقتا! ثانيا: هي تظاهرة عمالية واضحة كرد للازمة الراسمالية العالمية، ولو ان حجم المصنع كان صغيرا و حجم العمال كان ليس كبيرا ايضا، كان هذا واضحا من خلال شعاراتهم و بوستراتهم وتراكتاتهم.
هاتان الميزتان هي عنوان لهذا الاعتصام العمالي. ولكن هاتان الميزتان و خصوصا "مصادرة المصنع" وفي امريكا كان من التقاليد المنسية الى حد كبير، ولكن بعد مائة سنة بدا العمال باحياء تقاليدهم الثورية والنضالية اكثر و اكبر قوة ومقدرة قبال الجيوش البرجوازية، والتحدي طبقي واضح ضد كل امال و طفيلية وجشع الراسمالية.إذن بدا العمال بردهم الاول ولو نحن شاهدنا اضطرابات جماهيرية في إيسلندا و العمالية في ايطاليا و العمالية- الطلابية في اثنيا التي مستمرة لحد الان.. ولكن بهذا الوضوح وبهذا الوعي الطبقي وكرد فعل لهذه الازمة هي اول تجربة التي اشعل شرارتها عمال شيكاغوا كما اشعلوا عمال مصانع النسيج في شيكاغو شعلة اول من ايار قبل اكثر من مائة وخمسة وعشرون سنة.
ولكن هذه الرد له مغزاه الطبقي والعالمي والسياسي والاجتماعي المهم. شرحنا اعلاه الجانب الطبقي من الإحتجاج، ولكن الجانب العالمي منه يتمحور حول نقد الراسمالية وسلطتها الذي ظهرت في احاديث العمال و تراكتاتهم و مسخرتهم بالراسمالية، فضحوا كيان الدولة الامريكية وسلطة الراسماليين الكبار، من خلال اقولاهم" اين خطة لإنقاذ العمالwhere is the bailout for workers أو "بنك اوف امريكا يساوى 25 مليار اما العمال يساوون صفرا، اي جحيم هذا، حان الوقت لنقف معاً... bank of America=25000000000 / workers=zero/ hell no / Its time stand to gether "... الخ. براي ان هذه الشعارات التي كتبت على صدروهم من خلال رفعهم للتراكتات تعبر عن عمق وعيهم الطبقي بما تجري على صعيد العالمي وما تمتله الحكومة الامريكية كحكومة لراسماليين الكبار وللشركات المتعددة والمتعدية الجنسية الامريكية والعالمية. اما على الصعيد السياسي والاجتماعي يعبر احتجاجهم ان العمال هم الاصحاب الاصليين للمصانع والمعامل وإذا ارداوا وتحدوا ارادتهم وكلمتهم وممارساتهم النضالية سوف يكون بامكانهم ان يخلقوا عالما جديداً، عالماً ليس بإمكان الراسماليين ان يلعبوا و يقامروا ويضاربوا بقوت الجماهير، ومن جانب اخر إن حركتهم هي إستجابة عملية- سياسية لسياسة بوش-ابوما حول خطة انقاذهم لراسماليين الكبار وشركاتهم من سيتي كروب الى مورغان ستانلي الى شركات السيارات فورد و جنرال موتورز و كريسلر و بنك اوف امريكا....الخ.
إذن هي البداية، بداية قوية، خطوة مقتدرة وبجسارة عمالية قل نظيرها في هذه المرحلة ولحد الان، يذكرنا ببداية الثورة ولو نحن لا نعيش في أجوائها، ولكن يذكرنا كما كتب CNN "كل السلطة للسوفيتات" في معرض نشره لهذا الخبر. أن هذه الازمة العالمية ليس بمعناها الاقتصادي فحسب بل بكل المعاني الاجتماعية و السياسية والايديولوجية، تتطلب أجابة شيوعية ماركسية عالمية، هذا الحركة باماكنها ان تبدا في شيكاغو او في باريس او في بغداد او في برلين