رسالة مفتوحة الى مكتب توحيد الحركة النقابية في العراق


سمير عادل
2008 / 10 / 7 - 09:34     

الاخوات والاخوة الاعزاء في مكتب توحيد الحركة النقابية
تحية عمالية....خطوتان مهمتان خطتها القوى المنضوية تحت لواء مكتب توحيد الحركة النقابية والتي تعتبر مشعلا للحركة التحررية في العراق من اجل الحرية والرفاه ليس للعمال وحدهم فحسب بل للمجتمع العراقي كله.
ان الخطوة الاولى هي اتفاق قادة اتحاد نقابات النفط في العراق والاتحاد العام للمجالس والنقابات العمالية في العراق ونقابات الكهرباء في العراق ونقابات السكك على تشكبل نواة كمقدمة لتوحيد صفوف العمال تحت عنوان مكتب توحيد الحركة النقابية والذي هو خطوة كبيرة وحيوية لتشكيل اول اتحاد كونفدرالي على مستوى العراق. ان ادراك اهمية وحدة الاتحادات العمالية في العراق بعد الاحتلال من قبل القادة والنشطاء والفعالين العمال، لهو ضربة لتلك الدعايات الفارغة والقائلة بأهمية وصحية تعددية اتحادات العمال في العراق والتي تروج لها الدوائر المرتبطة بالاحتلال وبمشاريعه. ففي الحقيقة ان جميع أجندة الاحتلال وقوانينها هي معادية كليا للطبقة العاملة في (العراق الجديد). فأنكم تعرفون جيدا ان جميع قوانين النظام السابق ألغيت بل وشرّع قانوناَ لطالما أثير الجدل حوله والذي قتل بسببه آلاف الأبرياء وهو قانون (اجتثاث البعث) الذي استبدل بقانون المسائلة والعدالة لترضية بعض أطراف ما يسمى بالعملية السياسية. أمّا فيما يخص العمال فقد أبقت على القرارات المعادية للعمال وهو قرار تحويل العمال إلى موظفين ثم منع العمل النقابي داخل القطاع العام ثم قرار 16 لحكومة إياد علاوي الذي لا يعترف الا باتحاد واحد وهو الاتحاد العام لنقابات عمال العراق ومن بعد ذلك سيل من القرارات الجائرة لحكومة الجعفري..... ثم قرار حكومة المالكي الذي يحاول ان يفرض اتحاد واحد على العمال عن طريق تنظيم عملية انتخابات في القطاع الخاص وفي نفس الوقت يمنع حرية التنظيم والتظاهر والإضراب في القطاع العام.

وإذا ما ذهبنا الى ابعد من ذلك فأن البطالة السرطانية تنهش بجسد الطبقة العاملة في العراق وعموم المجتمع العراقي ناهيك عن تدني المستوى المعيشي للعمال الذي يشكلون الغالبية العظمى في العراق الى جانب تدهور الخدمات الصحية والاجتماعية. ان الترويج للتعددية الاتحادية في العراق وعلى انه ضربا من الديمقراطية والتعددية السياسية لهي دعايات مغرضة من اجل النيل من وحدة صف العمال التي ترعب دوائر الاحتلال وتعرقل مشاريعها. وهاهي الأطراف الطائفية المشاركة في سيناريو الاحتلال تحاول أن تؤسس اتحادات عمالية عن طريق شراء ذمم بعض القادة والنشطاء العمال او خلق نشطاء وقادة عمال من ورق بميزانياتها المفتوحة ودفعهم نحو الحركة العمالية لتفريق العمال على اساس الطائفة والدين. حيث لم تكتف هذه الأطراف بعمليات القتل على الهوية عن طريق عصاباتها ومليشياتها، فبعد ان فشلت في نقل صراعها الطائفي الى المجتمع تحاول اليوم عن طريق مرتزقتها أن تشتت شمل العمال.

ان على مكتب توحيد الحركة النقابية وجميع النشطاء والقادة العمال سواء كانوا مشاركين في هذا المكتب او خارج صفوفه ان يعوا هذه المؤامرة الكبيرة التي تحاول الأطراف الطائفية والعرقية وبدعم دوائر الاحتلال إيجاد موطئ قدم لها في صفوف الحركة العمالية. فعلى جميع النشطاء العمال وقادتهم ان يفضحوا تلك المحاولات ويقفوا بوجه اي تحرك طائفي او نقل للشعائر الدينية والطائفية والعرقية الى المناسبات العمالية. ان مصالح العمال واحدة وظروف عملهم ومعيشتهم واحدة، وفي حريتهم ورفاههم، حرية ورفاه المجتمع العراقي برمته. على مكتب توحيد الحركة النقابية ان تدافع عن المصالح العامة والمستقلة للطبقة العاملة في العراق.
اما الخطوة المهمة والثانية التي خطيتموها ايها الاعزاء في مكتب توحيد الحركة النقابية، فهي التظاهرة التي قمتم بها في وسط بغداد ضد وزارة الكهرباء بسبب تدني خدمات الكهرباء في العراق والتي على اثرها استدعت الجمعية الوطنية وزير الكهرباء لإستجوابه وتعالت أصوات من نفس الجمعية تطالب باقالة الوزير. انكم أعدتم الى الذاكرة الإضرابات التي قام بها العمال ضد ارتفاع سعر الوحدة الكهربائية المملوكة لشركة بريطانية في بداية عقد الثلاثينات من القرن الماضي والتي شلت مؤسسات الدولة في حينها. لقد كانت تلك التظاهرة رسالة واضحة الى القوى السياسية التي تعتاش على الثروات المسروقة من المجتمع بأن هناك قوة اخرى في المجتمع وهي بمقدورها ان تغير المعادلة السياسية. وسبقت تلك التظاهرة احتجاجات أخرى للعمال امام وزارة المالية وارغمتها على التراجع امام قطع 30% من الرواتب وحساب بدلات الخطورة والشهادة العلمية والموقع الجغرافي...وكان للاتحادات العمالية سواء المنضوية الى المكتب او خارجه دورا في تحقيق مطالب العمال العادلة. اننا ندرك ان توفير الحد الادنى للامان والمعيشة سيعمل على تغيير المزاج السياسي والثوري للعمال والمجتمع. لذلك ان العمل على وحدة العمال وتسليحهم بآفاق نضالية لإنهاء الاحتلال وبناء مجتمع تحرري ومعرّف بهوية إنسانية واحدة في العراق (لا شيعية، لا سنية، لا عرقية، لا طائفية..الهوية إنسانية) هو خطوة اخرى ومطلوبة لقطع الطريق أمام القوى الطائفية والعرقية والاحتلال.

ان مكتب توحيد الحركة النقابية في العراق قادر على انجاز هذا العمل المطلوب والذي يعتبر من المهام الملقاة على عاتقه. واننا نستغل هذه المناسبة كي ندعو جميع الاتحادات العمالية والقادة العمال والنشطاء والفعالين الذين يشاركون الآفاق والبرنامج النضالي لمكتب توحيد الحركة النقابية للانضمام إليه وتقويته.
ومن جهة أخرى نعبر بٍاِسم مؤتمر حرية العراق عن إعلان دعمنا ومساندتنا لمكتب توحيد الحركة النقابية طالما يسير على خط الدفاع عن مصالح العامة والمستقلة للعمال ووحدتهم. ان مؤتمر حرية العراق يقف بكل إمكاناته وطاقاته ويدعو جميع القوى المنضوية تحت لوائه وفروعه ومؤيديه والقوى التحررية التي تسانده في العالم وفي العراق من اجل دعم ومساندة مكتب توحيد الحركة النقابية في العراق لتشكيل كونفدرالية العمال في العراق.