موجة إضرابات و تظاهرات العمال الجديدة في العراق نقطة تحول جدي في نضال العمال الطبقي


مؤيد احمد
2008 / 8 / 31 - 07:34     

يشهد العراق موجة من الاحتجاجات والاضرابات والتظاهرات العمالية ضد خصم اجور العمال في الصناعات التابعة "للقطاع العام" التي اعلن عنها مؤخرا وزير المالية صولاغ.
انها ليست المرة المرة الاولى التي تتصاعد موجة احتجاجات العمال في العراق بوجه قرارات السلطات المناهضة للعمال، ولأجل رفع مستويات الأجور ودفع فروقات الرواتب وتحسين ظروف العمل وغيرها من المطالب العمالية الاقتصادية. غير أن هذه هي المرة الاولى التي يندفع العمال بهذه الضخامة والسرعة والتنسيق، في بغداد وعدد من مدن وسط وجنوب العراق، للوقوف بشكل حازم وموحد ضد السلطات وسياستها في خصم رواتب العمال.
من الملفت للنظر، ايضا، هذه المرة، بان هذه الاضرابات والمظاهرات تجري بشكل مكثف وواسع في بغداد ويشارك فيها عمال القطاعات الصناعية التابعة "للقطاع العام" مثل الصناعات الجلدية وقطاع النسيج الذي يضم الصناعات القطنية والصوفية والسجاد، كذلك صناعة السكائر والزيوت النباتية والبطاريات والصناعات الميكانيكية، والصناعات الكهربائية والألمنيوم والقابلوات.. إذ قام مئات العمال بالخروج من المصانع اثناء الدوام، بالرغم من التشديدات المطبقة، للمشاركة في التظاهرات في ساحة الفردوس وامام وزارة المالية في بغداد للضغط على السلطات للتراجع عن قراراتها المجحفة بحق العمال.
في بيان نشره بداية هذا الشهر دعى "اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق " الى القيام بهذه الاضرابات والاحتجاجات، كما ويلعب الان دورا مؤثرا مع باق النقابات والفعالين العماليين الاخرين في تنسيق وتنظيم الاحتجاجات، في خضم مواجهة فعلية للعمال مع السلطات والوزارات، على صعيد بغداد والمحافظات.
ان هذه الموجة الجديدة من الاضربات بداية مهمة ومؤثرة لترسيخ اركان نضال العمال الطبقي الموحد الان وفي المستقبل في العراق. انها ضربة موجعة ضد قراصنة قوت الجماهير في العراق من السطات الميليشية لتيارات الاسلام السياسي الحاكمة في بغداد الى الميليشيات القومية الحاكمة في كردستان . كما انها المدرسة التي يتعلم العمال فيها بشكل ملموس مدى اهمية توحيد نضالهم، بالرغم من القومية والدين والجنس والمذاهب...ألخ، تحت ظل الراية التحررية الطبقية للعمال. ان هذه الموجة الاحتجاجية ستقوي بطبيعة الحال اقتدار العمال النضالي بوجه التيارات السياسية التي تتحكم بمقدرات الجماهير في العراق الان وتؤهلهم بشكل كبير لتحديهم في المنعطفات السياسية القادمة.
ان مواقع الاحزاب والقوى السياسية الفاعلة في العراق، في الصراع الاجتماعي والطبقي الدائرداخل هذا البلد، يتحدد بطبيعة الحال بالموقف العملي لتلك القوى والاحزاب من الحركة العمالية عموما وحاليا تجاه الموجة الاحتجاجات العمالية الجارية. فموقف تيارات الإسلام السياسي والقوميين والطائفيين واحزابها المناهضة للعمال والجماهير ينفضح بشكل اشد واوسع عندما ترى الجماهير، بالتجربة، عدائية هذه التيارات تجاه مطالب العمال واحتجاجاتها. ان هذا الانفضاح يخلق بطبيعة الحال الارضية للارتقاء بالنضال العمالي الاقتصادي وتقويته وتحوله الى نضال سياسي مؤثر، كما وتوسع من دائرة نفوذ التيار السياسي والاجتماعي العمالي الذي يناضل بحزم من اجل مصالح العمال الطبقي.
لا ترى اقساما من اليسار، التي فقدت قناعاتها منذ فترة طويلة، بالصراع الطبقي العمالي ودورالعمال لتحديد مسارالاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية في المجتمعات، في هذه الاحتجاجات غير مساعي ومحاولات العمال المؤقتة لتحسين ظروف حياتها. فلا يهم هذا اليسار، الموقف الحازم والتدخل العملي في انجاح هذه المواجهات لصالح العمال ولا يهمه مصير ومستقبل تحولاتها القادمة. اما بالنسبة للماركسي والشيوعي العمالي وحزبنا، الذي يرى حسم مستقبل المجتمعات بالارتباط بالحركة العمالية والراية التحررية الشيوعية للعمال، فان هذه المواجهة نقطة مهمة ومؤثرة في اجندته السياسية ويعمل بكل طاقاته على انجاحها وتطويرها اذ انه جزء من عمله النضالي بوصفه تيار نضالي وتقليد سياسي داخل الحركة العمالية.
لنقوي الاحتجاجات العمالية الحالية ونوسع صفوفها ونوحدها في حركة عمالية مؤثرة وقوية . لنكسب الدعم العملي والمعنوي لها على صعيد الحركة العمالية العالمية ونقاباتها ومن اوساط اليسار العالمي. لندعو جميع النقابات والاتحادات العمالية في العراق بتقويتها وتوحيد نضالها ولندعو من يعرف نفسه بمناصري الحركة العمالية في اليسار داخل العراق ليجسيد دعمه المعنوي والمادي والعملي لهد الحركة الاحتجاجية العمالية العادلة.
عاش نضال العمال الاقتصادي في العراق
عاشت الراية التحررية الطبقية للعمال
عاشت الحرية ، المساواة الحكومة العمالية