مجداً للاول من ايار عيد العمال العالمي


الحزب الشيوعي العراقي
2002 / 4 / 30 - 12:43     



يحتفل عمال العالم باسره وكل شغيلة اليد والفكر بعيد الاول من ايار، عيد التضامن والكفاح من اجل العدالة والسلام والتقدم الاجتماعي والاشتراكية، عيد النضال ضد كل اشكال الاضطهاد والتمييز والاستغلال. واسوة بعمال العالم تحتفل طبقتنا العاملة العراقية وكل كادحي بلادنا بالاول من ايار وهي تستذكر باعتزاز تاريخها النضالي دفاعاً عن المصالح الوطنية والقومية وعن مصالحها الاجتماعية - الاقتصادية ومن اجل حياة وظروف عمل افضل.

ومازالت معارك كاور باغي وكي ثري والسكك والموانئ والسكاير والزيوت شاخصة في الذاكرة. كما تبقى الانجازات الوطنية التي حققها عمالنا في اعقاب ثورة 14 تموز عام 1958 وبضمنها الاعتراف بشرعية العمل النقابي وبالاول من ايار عيداً للطبقة العاملة، حية في الاذهان.

واليوم إذ يستقبل عمال وكادحو بلادنا عيدهم، وهم يخوضون نضالاً مريراً على كل الصعد في ظل اوضاعاً شديدة في قساواتها وتعقيدها. فهم اسوة بابناء شعبنا كافة، يعانون ومنذ عقود ارهاباً دموياً لا مثيل له في وحشيته، يبغي اذلالهم وتركيعهم وجعلهم اداة طيعة بيد نظام مستبد غارق في اجرامه واستهتاره واستهانته بكل القيم والاعراف، وموغل في انتهاكه ابسط حقوق الانسان والمواطنة، يناصب العداء لكل من يدعو الى الحرية والعدل والمساواة.

وجاءت حروبه الكارثية الداخلية والخارجية لتأتي على حياة مئات الالوف من العمال والفلاحين وسائر الكادحين، وتسبب في عوق الوف اخرى، وتدهور فضيع مستمر لاوضاع شعبنا المعيشية سيما العمال، خاصة بعد ان القى بالالوف المؤلفة منهم الى احضان البطالة يطاردهم الجوع والفقر والعوز. ومازاد من معاناة عمالنا وكادحي بلادنا وشعبنا باسره الحصار الدولي الذي فرض عليهم منذ ما يزيد على 11 سنة ليقود الى مزيد من التدهور في الاوضاع الاقتصادية والمعيشية لابناء شعبنا كافة وفي المقدمة منهم العمال والكادحون. وما زاد الطين بلة نهج الدكتاتورية الحاكمة التي وجدت في الحصار الاقتصادي وتداعياته الفرصة المثلى لشد خناقها على ابناء شعبنا، سيما فقراء العمال والفلاحين وكافة ذوي الدخل المحدود عبر سياسة التجويع والاذلال. وعبر استغلال معاناتهم وفواجعهم في المتاجرة والكسب السياسي الرخيص. وبلغ هذا النهج ذروته في سعى حكام بغداد وعلى رأسهم الطاغية الى سلب كل ما باستطاعتهم سلبه من مدخرات الغالبية المسحوقة من ابناء شعبنا عبر خصخصة المؤسسات الصناعية وسياسة التمويل الذاتي للمؤسسات الخدمية والتعليمية والصحية، وجلد ظهورهم بالرسوم والضرائب والاتاوات. وليس هذا وحده فحسب بل راحت كل اجهزة النظام الحزبية والامنية تطاردهم في رزقهم ومن خلال سوقهم عنوة الى معسكرات التدريب العسكري بين حين وحين دون اكتراث بعوائلهم التي يوفرون لها اللقمة والكسوة.

اما على الصعيد الطبقي والسياسي فقد ناصبت الزمرة الحاكمة، منذ تسلطها على الحكم عام 1968، الطبقة العاملة وحركتها النقابية وحزبها السياسي العداء، والذي تجسد بدايةً بافراغ الاتحاد العام لنقابات العمال من اي مضمون نقابي، ودأبها على احتكار العمل النقابي محولة اياه الى عمل سياسي بحت يهدف بالدرجة الاساس الي توسيع قاعدة النظام في صفوف العمال وحرف نضالهم السياسي والاقتصادي، دون ان يكون للنقابة اي دور في الدفاع عن حقوق العمال ومكتسباتهم التي راحت تتبخر الواحد بعد الاخر. بل على العكس صارت النقابة في ظل النظام الدكتاتوري جهازاً بيروقراطياً امنياً موجهاً لخنق تطلعات العمال وكسر شوكتهم وكفاحهم المطلبي ونضالهم السياسي.

ازاء هذه الاوضاع وبالارتباط مع المعاناة المأساوية التي خلفتها عقود الحروب والقهر والحصار التي شملت غالبية طبقات المجتمع وفئاته، تعتمل في نفوس عمالنا وكل مسحوقي شعبنا رغبة عارمة في رؤية نهاية سريعة لهذا الوضع الكارثي بالتخلص من الزمرة الحاكمة التي الحقت ببلادنا وشعبنا افدح الاضرار، ووفرت من ناحية اخرى الفرص للامبريالية الامريكية لتعبث باوضاع شعبنا ووطننا ومستقبل اجياله. حيث تقترن اليوم مشاعر السخط والغضب والنقمة على النظام والرغبة والاستعداد للنضال المرير لازالته ومخالفاته، بالخوف من اهوال حرب جديدة وما قد تخلفه من خسائر جسيمة في الارواح والممتلكات ودمار وخراب يطال كل مرافق بلادنا، وهو ما يحفز التطلع الى تحقيق الخلاص على ايدي ابناء شعبنا وقواه الوطنية التي تؤمن البديل الوطني الديمقراطي وتشيع الاستقرار وتحل مشكلات البلاد الداخلية والخارجية وتعيد اعمارها.

ان طبقتنا العاملة اذ تحتفي بعيدها الاممي فهي تستلهم من تاريخها الزاخر بالبطولات العزم على تشديد النضال مع سائر ابناء شعبنا لازاحة الدكتاتورية والحصار ولاقامة عراق المستقبل الديمقراطي الفيدرالي الموحد، والنضال مع جميع عمال العالم وشعوبه ومحبي الحرية والسلام والعدالة والمساواة لتحقيق تطلعاتها في التنمية الوطنية وتحقيق العدالة والتقدم الاجتماعي، بعيداً عن الحروب والاستغلال واشتراطات صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة الدولية، حيث يحتفل عمال العالم هذا العام بعيدهم الاممي في ظل تعمق مأزق الرأسمالية واشتداد ازمتها وفي ظل تنامي مختلف اشكال النضال ضد العولمة الرأسمالية وهيمنتها ونهج الليبرالية الجديدة المتوحشة ومن اجل عالم آمن خال من كل صنوف القهر والاضطهاد.

- عاشت الطبقة العاملة العراقية ونضالها مع سائر فئات شعبنا ضد الدكتاتورية والحصار.

- عاش الاول من ايار رمزاً خالداً للكفاح الثوري ضد الحروب والاضطهاد والاستغلال ومن اجل الحرية والسلام والديمقراطية والازدهار والاشتراكية.

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
شقلاوة - اواخر نيسان/ 2002