عاش الاول من ايار، يوم التضامن الاممي للطبقة العاملة العالمية!


الحزب الشيوعي العمالي العراقي
2002 / 4 / 26 - 08:48     



ان عالم الرأسمال عالم مقلوب وموغل في الظلم وانعدام العدالة. اذ لايمر يوم دون ان يواصل الراسماليون وحكوماتهم هجمتهم على رفاقنا العمال. لايمر يوم دون ممارسة حرمان اشد واشد على اؤلئك المنتجين لخيرات البشرية وسر رفاهها وتقدمها. لقد غدا اغلاق المعامل والمراكز الانتاجية و الطرد اليومي للعمال، سلب الضمانات والخدمات الاجتماعية وتقليصها، اطالة ساعات العمل وتقليص الاجور، الغاء العقود الجماعية والسعي للاستفراد بالعامل عبر فرض العقود الفردية، ممارسة الضغوطات وسن القوانين هنا وهناك من اجل وضع حد لحق العمال في التجمع والتنظيم والاضراب، سلب سائر الحقوق التي فرضتها الطبقة العاملة على الراسماليين وحكوماتهم طيلة عقود بل وحتى قرون من النضالات الباسلة...وغيرها، اللائحة اليومية للبرجوازية وسلطتها.

لقد تحولت كلمة العامل كمرادف للحرمان فعلا. اما مصير العاطلين فهو اسوأ بكثير. لم يبق لهم سوى الجوع والفقر المدقعين والحرمان الشديد، هذا من جهة. اما من جهة اخرى، تحول كدح العمال الى غنى واثراء متزايدين ومتعاظمين لطفيليي المجتمع وعالته، تحول الى اساس مهم لتراكم ثرواتهم وارباحهم المتكدسة على حساب عرق وكدح الاغلبية العظمى من ابناء كوكبنا هذا.

فاي نظام هذا الذي لايستطيع ان يقف على قدميه دون ان يلفظ على الاقل 40 الف طفل يومياً انفاسه املاقاً! ناهيك عن الفقر والامراض التي يمكن درءها، اي نظام هذا الذي لايستطيع ان يقف على اقدامه دون اجبار عشرات الملايين من النساء على بيع اجسادهن كسبيل وحيد لاقامة اود اطفالهن وعوائلهن وادامة حياتهن الموغلة بالتعاسة والاستلاب وهدر الحقوق! ماذا يمكن ان نرتجي من نظام لايمكن ان يديم عمره المشؤوم دون طحن وسحق الاجساد الطرية لعشرات الملايين من الاطفال- العمال! اي بلاء هذا يسوق معه ملايين الاطفال الذي ينخر بهم العوز والفقر والتخلف والجهل بحيث يصبحوا وقود محرقة الحروب القومية والدينية والطائفية والقبلية في افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية! اي جهنم هذا يجبر معه الملايين من الشباب على تعاطي المخدرات والادمان لـ"الخلاص" من هذا العالم الكابوسي! اي عالم هذا لايمكن معه الا ان يلفظ انفاسه دون حروب دموية وحصار وتقتيل وعمليات ابادة تحصد سنويا عشرات بل ومئات الالاف من الجماهير المحرومة هنا وهناك!

بيد ان هذه هي احد اوجه الحقيقة. ان جانبها الاخر هو، و رغم كل تلك الضغوطات والهجمات الشرسة، ذلك النهوض والمقاومة الصلدة لعمال العالم وباشكال مختلفة اخيرها وليس اخرها اضراب 13 مليون من عمال ايطاليا، وعمال الارجنتين الذين اسقطوا يجسارتهم الطبقية الحكومات واحدة بعد الاخرى بفعل قوة وصلابة حركاتها الاحتجاجية، تظاهرات عمال جنوا و يوتوبوري ضد ساسة الرأسمال في العالم، و التي بثت الرعب في افئدة البرجوازية وقبلها في روسيا والمانيا وتركيا وفرنسا لتثبت كل يوم ان طبقتنا تنبض بالحياة والعنفوان، قوة تسعى لتغيير هذا العالم وانتشاله من الدرك المظلم الذي تسوق الراسمالية اليوم البشرية اليه.

ايها الرفاق العمال!

ايتها الجماهير المتعطشة للحرية والمساواة!

الى متى نبقى اسرى حاجات الراسمال؟! الى متى نبقى، ابان رخاء الراسمالية، نكدح ونشقى من اجل انتفاخ جيوب الراسماليين، فيما يتم رمينا دون ضمانات، او في احسن الاحوال ادناها، ابان ازمتهم. ان هذا النظام لايستحق ان يرمى الا في المكان الذي يستحقه، في مزبلة التاريخ! يجب ان يُقبر هذا النظام باحزابه، بساسته، بحكوماته، ببرلماناته "المتمدنة"، بمجرميه وديكتاتورييه الذين هم حماة الراسمال، بشرطته، بقساوسته ورجال دينه، بصحفييه ورجالات إعلامه "المحايدين". لاسبيل لتحقيق سعادة ورفاه البشر دون قبر هذا النظام وكل المدافعين عنه والمبررين لوجوده وسجله الاسود!

لقد تاكد للبشرية جمعاء تلك الحقيقة الاساسية الساطعة في ان مدى كرامة وحرمة الانسان في المجتمع، مدى تمتعه بالحقوق والضمانات والحريات الاجتماعية مرهون فقط باقتدار العامل ووحدة صفه، مرهون بمدى ترسخ مكانة العامل وحقوقه في المجتمع. وفي اي مجتمع يكون فيه العمال متفرقين ومسلوبي الحقوق والحريات، ليس ثمة حديث عن الحريات والضمانات في المجتمع.

ان الاول من ايار هو اليوم الذي تصدح فيه اصوات العمال الواعين بندائهم للبشرية، لمجمل المحرومين، للاطفال الحالمين بحياة افضل، للنساء الساعيات لعالم المساواة، للشباب الداعين لعالم لامكان فيه لكل الاخلاقيات الرجعية والمناهضة للانسان، لكل الساعين لعالم افضل مفعم بالامل والرفاه والسعادة والحرية والمساواة، بان عالما اخر يجب تشييده على انقاض هذا العالم المتعفن.

الاول من ايار هو اليوم الذي يلج العمال الواعين الميدان ليقفوا بوجه الراسماليين وساستهم وحكوماتهم على تنوع اشكالها من الديكتاتورية البرلمانية الغربية والديكتاتورية الاستبدادية السافرة لبلدان مثل العراق وايران وسوريا، الاسلامية منها او القومية، الديمقراطية منها او الليبرالية، وصحافتهم الخانعة الذليلة وبوجه كل المدافعين عن عالم البربرية والتوحش هذا ان عصراً جديداً يجب ان يبدأ الا وهو عصر الانسان، المساواة، والحرية، وان حياة افضل من هذه تليق بالانسان.

وعلى صعيد عمال العراق، الاول من ايار هو يوم رفع المطاليب العمالية الخاصة بالرفع الفوري للحصار الاقتصادي الجائر والايقاف الفوري لنزعات امريكا الحربية والعسكرتارية المناهضة للجماهير، الغاء قانون تحويل العمال الى موظفين، اقرار قانون عمل تقدمي، حق العمال بالتجمع والتنظيم والاضراب، زيادة الاجور وسائر الحقوق والضمانات الاجتماعية والسياسية التي تعد اجمالاً خطوة مهمة واساسية في طريق نضالهم من اجل اسقاط سلطة النظام الفاشي القومي البعثي بوصفها العائق الاساسي امام تحقيق ادنى واكثر حقوق العمال بديهية واساسية واقامة البديل الاشتراكي.

عاش الاول من ايار!
عاشت الاممية العمالية!
عاشت الجمهورية الاشتراكية!

الحزب الشيوعي العمالي العراقي
20 نيسان 2002