أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( إفلاس / الخبيث )















المزيد.....

عن ( إفلاس / الخبيث )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7494 - 2023 / 1 / 17 - 21:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال الأول : إفلاس
أصبح البحر المتوسط مقبرة لمئات الألوف من السوريين وغيرهم . هذا دليل على فشل وفساد نظم الحكم فى الشرق الأوسط . فى الوقت الحالى لو كان من المسموح للمصريين الهجرة لاسرائيل لامتلأت بهم اسرائيل . ولو فتحت اوربا وامريكا ابوابها لهجرة المصريين ما بقى فى مصر الا اقل من مليون شخص . ما رأيك فى هذا ؟
الاجابة
أولا :
سبقتك فى قولك . هذا المقال سبق نشره فى جريدة الأهالى المصرية بتاريخ 4/ 5/ 1994 ، بعنوان إفلاس . قلت فيه :
( 1 ـ نشرت الأهرام في 23 مارس1994قصة مرعبة تحت عنوان " صرخة " حكاها شاب أراد السفر لأحدى الدول الأوربية ليعمل هناك , وكانت منطقة العبور هي مالطة, وتقوم العصابات هناك على تهريب الشباب مقابل سبعمائة دولار ومثلها لقبطان سفينة التهريب وأثناء التهريب يجردون الشباب من جميع متعلقاتهم ويبحرون بهم ليلا وفوق رؤوسهم مسلحيو بالرشاشات , فإذا حدث وضبطتهم الشرطة النهرية يطلق المسلحون نيران الرشاشات على ذلك الشباب الذين جردوه من هويته ومتعلقاته ثم يسقطون جثثهم في البحر عن طريق فتحات سرية حتى لا يتعرض القبطان للمسائلة القانونية . ويحكي الشاب أن دوره كان التالي وقد سبقته دفعة من الشباب المصري والتونسي وقد انتظر الشاب حتى عاد القبطان وسأله عن رفاقه فأخبره القبطان أنهم وصلوا بالسلام إلى الشاطئ الأوربي , ولكن سمع الشاب بعدها عن وجود جثث لشباب طافية تحمل الملامح العربية , وذهب هناك وفوجئ بأنهم رفاقه الذين سبقوه وقد وجد الرصاص قد انتشر في أجسادهم , وعلم أن التهريب يعتمد على الحظ والنصيب , مجموعة تنجو ومجموعة تموت أما المهربون فهم دائما في أمان ..
2 ـ قرأت ذلك المقال وتدافعت سحب الغضب والإكتئاب إلى نفسى .. ليس فقط من أولئك المجرمين الخونة الذين يقتلون الشباب الأبرياء ويخدعونهم , ولكن من تلك الحكومات التي ضاع على يديها زهرة الشباب .
3 ـ إن ذلك الشباب قضى حياته في العلم والتعليم وتخرج في الجامعات قد ملأ صدره بالطموح والوضع الأفضل ويفاجأ بانضمامه إلى طوابير العاطلين ، يجتر مرارة الحرمان والإحباط ، خصوصا حين يجد أفضل الفرص في المشروعات والوظائف قد حجزها الأكابر لأبنائهم , فيتحول اليأس لديه إلى تطرف وإرهاب يقتل نفسه والآخرين ، أو يضطر للهجرة كارها للوطن ، وربما يذهب إلى بلد أوربي ويسعده الحظ فيعمل جرسونا يخدم أحد أبناء الأكابر إذا حل في أحد الفنادق الأوربية ..!! وربما لا يسعده الحظ فيسقط قتيلا على يد عصابات مالطة أو غيرها أو يسقط قتيلا برصاص البوليس أو الإرهاب ,أو تمتص بلاد النفط حيويته ودماءه وتعيده إلى مصر مطرودا ليموت فيها ..
4 ـ ويبدو أن هذا هو المصير المناسب للشباب المصري من الكادحين ، وكل ذنبهم أنهم ليسوا من أولاد الأكابر .. ويبدو أنهم يأخذون قسطا من التعليم لتتسع مداركهم وليتسع إحساسهم بالحرمان والإحباط والظلم , ولو ظلوا كآبائهم فلاحين أو عمالا لارتضوا الظلم وما عرفوا لأنفسهم حقوقا , ولكننا نفتح أمامهم أبواب العلم ونبث فيها مقررات التطرف بين السطور على أنها الإسلام , ثم إذا تخرج قنبلة موقوتة وضعنا في القنبلة فتيلا متأججا هو البطالة والفساد ، أي حددنا له طريقا وحيدا يسير فيه , وهو طريق التطرف والإرهاب , فإذا استوعب الدرس من التعليم والإعلام ومن روائح الفساد ومن معاناة البطالة وتحول إلى متطرف عريق وجد هراوات البوليس تقع على رأسه حتى يتحول من متطرف عريق إلى إرهابي مسجل خطر . وفي لحظات اليأس من الجميع والقرف من الجميع – وحيث يطارده الجميع – يقوم بعمل انتحاري عشوائي فيسقط أبرياء وضحايا ، والحكومة سعيدة ، فقد أقنعتنا بأنها البديل الأفضل وأننا نرضي بها حتى لا نقع في براثن الإرهاب ، وبعد الصلح مع إسرائيل سقطت حجة العدو الخارجي الذي كانت الحكومات تتعلل بها لتبقى جاثمة فوق أنفاسنا . صحيح لم تعد هناك جبهة خارجية أمام العدو ولكن خلقت الحكومة لها عدوا جديدا وأصبحت للحرب جبهة داخلية .. وفي هذه الجبهة الداخلية كل الطرق تؤدي بنا إلى القرافة .. من أسوان إلى مالطة .. )
أخيرا
أترك لك المقارنة بين مصر عام 1994 ومصر عام 2023 .

السؤال الثانى :
مصر الآن فى أسوا أحوالها من كل النواحى ، هل ينطبق عليها وصف البلد الخبيث فى مقابل الغرب الذى هو بلد طيب بدليل إن اوربا وأمريكا لو فتحت أبوابها لهجرة المصريين ما بقى فى مصر ما يكفى العاصمة الادارية ؟ ارجو ان تكتب التعليق على هذا وتتكلم عن معانى الخُبث كما جاءت فى القرآن .

الإجابة :
1 ـ حين نتكلم عن البلد الطيب والبلد الخبيث فالمقياس هو الاسلام السلوكى فى التعامل فى الدنيا ، بمعنى السلام والأمن والأمان ، أما الاسلام بمعنى لا إله إلا الله فمرجعه الى الله جل وعلا يحكم فيه يوم القيامة . بمقياس الاسلام السلوكى فدول الغرب واليابان هو البلد الطيب ، أما دول المحمديين فهو البلد الخبيث . يقول جل وعلا : ( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) الاعراف ). الدول الديمقراطية تتمتع بالدنيا ، أما دول المحمديين فهم يخسرون الدنيا والآخرة .
وجاء ( الخبيث ) بمعانى متنوعة :
العمل
العمل الخبيث مقابل العمل الطيب :
الله جل وعلا يميّز بين العمل الطيب والعمل الخبيث فى الدنيا ، يقول جل وعلا : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) فاطر ).
عن تمييز العمل الطيب من الخبيث فى :
1 ـ الدنيا : يقول جل وعلا للصحابة : ( مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ ) (179) آل عمران ).
2 ـ وفى الآخرة : فالعمل الخبيث يوم القيامة يتم إلقاؤه مع أصحابه كالزبالة فى جهنم يقول جل وعلا : ( لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (37) الانفال )
الاعمال الخبيثة يدمنها الخبيثون ، والأعمال الطيبة يتمسك بها المتقون الطيبون . يقول جل وعلا : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26) النور )
المال الخبيث :
1 : المال الخبيث الآتى من حرام او من مكسب حرام لا يصح التصدق منه. يقول جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) البقرة )
2 ـ أكل مال اليتيم مال خبيث . يقول جل وعلا : ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً (2) النساء )
3 : لا يستويان . يقول جل وعلا : ( قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100) المائدة )
الكلمة الطيبة مقابل الكلمة الخبيثة :
قال جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) ابراهيم ).



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلام فى يوم القيامة
- عن ( الطمع / الشح والبخل )
- هل ( اللغة العربية لُغة آدم وأقدم لغة فى العالم ) : ما أروع ...
- عن ( الجراد الأصفر / مبطلون )
- أنواع الموت وتعلقاته ( 2 من 2 ) : عن الموت الحقيقى
- عن ( مصر والفلاح المصرى / قرار ومستقر / يسحت سُحت / الوضوء ب ...
- أنواع الموت وتعلقاته ( 1 من 2 )
- عن ( رهينة / رهائن )
- هل أنت خصم لرب العزة جل وعلا ؟
- عن ( أنا فى دوامة / جبلة / دمغ / ظعن )
- المسيحى شهيدا
- عن ( أرجوك لا ترجع بهم مصر / بور / مسألة ميراث / النبى والحق ...
- ف 4 : ( المقدمة الرابعة والأخيرة عن هوس المحمديين بالحجاب )
- عن ( معنى حضر / سلام قولا من رب رحيم / قرآنى فاسد )
- ف 3 : زى المرأة بين الاسلام ودين السنة الذكورى ( مقدمة ثالثة ...
- عن ( أخى فى الله / يتفيأ / ابن سعد وابن حنبل / مجذوذ / مرفق ...
- ف 2 : زى المرأة بين الاسلام ودين السنة الذكورى ( مقدمة ثانية ...
- عن ( إجتهاد الشيخ الغزالى ، وطلاق زوجات النبى ،وسفر التكوين ...
- ف 1 : زى المرأة بين الاسلام ودين السنة الذكورى ( مقدمة أولى ...
- عن ( لا تطغوا / القسمة والنصيب / مسجد ضرار / الصّافّون / أبو ...


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن إطلاق مسيّرة -باتجاه هدف ...
- المقاومة الإسلامية في العراق: هاجمنا بالطيران المسير هدفا حي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقعين في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق: نفذنا يوم الأحد عمليتين نوعيتي ...
- غرفة عمليات المقاومة الإسلامية: نعد العدو الإسرائيلي بأن ما ...
- المكتب السياسي لأنصار الله: نجدد تضامن شعبنا وقواته المسلحة ...
- بروفيسور يهودي: التعاطف مع إسرائيل يماثل التعاطف مع ألمانيا ...
- “ماما جابت بيبي” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة 2024 على ا ...
- أحمد أبوالغيط: لو قامت غزة بفكر التهجير ستكون يهودية
- حركة المجاهدين الفلسطينية: نبارك العملية النوعية التي نفذتها ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( إفلاس / الخبيث )