أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - مقتل رجل ليست له قيمة ..















المزيد.....

مقتل رجل ليست له قيمة ..


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7329 - 2022 / 8 / 3 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تخلصت أمس الولايات المتحدة من زعيم تنظيم القاعدة د. أيمن الظواهري ، مثلما تخلصت من زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن في ٢٠١١ ..
الغريب أن أمريكا هى من أنشأت تنظيم القاعدة ، وكان اسمه في البداية قاعدة الجهاد ، وذلك فى النصف الأول من الثمانينات من القرن ٢٠ !!

وقصة ذلك أصبحت مشهورة للغاية ، والكتب والمقالات والدراسات عنها في الغرب قبل الشرق بالآلاف ..

وملخص القصة أن أمريكا استدرجت الاتحاد السوفيتى - وروسيا هى من حلت محله اليوم - لدخول أفغانستان ، ومثلما كانت فيتنام مستنقع غاصت فيه القوة الأمريكية ، أرادت أمريكا أن تقوم أفغانستان بنفس الدور بالنسبة للاتحاد السوفيتى ، ومثلما تريد أن تجعل أوكرانيا تقوم بنفس الدور اليوم مع روسيا ..

وطوال الثمانينات قادت أمريكا جهدا هائلا لضرب السوفييت في أفغانستان ، وجُند شباب من طول العالم الإسلامى وعرضه للجهاد في أفغانستان ، التى - كما قيل لهم - احتلها الشيوعيين الملاحدة ، مع أن فلسطين - مثلا - أقرب فى المسافة وادعى إلى تلبية نداء الجهاد !!

كان تنظيم الإخوان المسلمين هو رأس الحربة في قصة الجهاد الأمريكى فى أفغانستان ، فقد كان أسامة بن لادن عضوا فى الإخوان ، حيث انضم للجماعة بتأثير الدكتور عبد الله عزام أحد قادة الإخوان في فلسطين والذى كان يعمل في المملكة ، وهو الأب الروحى " للجهاد " فى أفغانستان ..

وكانت بداية أيمن الظواهري كذلك فى الإخوان المسلمين فى مصر ، و كانت لنقابة الأطباء المصرية وامينها العام في ذلك الوقت د عبد المنعم أبو الفتوح دورا مشهودا في سفر الشباب والمعونات إلى أفغانستان ، وفى مذكرات أبو الفتوح المنشورة تفاصيل كثيرة في هذا الشأن ..

( لم تكن مصر وحدها حقيقة من شاركت في هذا الجهد ، بل قدمت كل دولة ما لديها ، وكان لدول مثل السعودية وباكستان والأردن وتركيا - وحتى الصين - دورها في هذا المجهود الحربى السرى )

وبعد نهاية الحرب بانسحاب الاتحاد السوفيتى من أفغانستان ، تقاتل " المجاهدون " على السلطة بضراوة ، وانتقل تنظيم القاعدة إلى دوره الجديد ..

كان الاتحاد السوفيتى - المنافس الرئيسي لأمريكا والغرب - قد انهار عام ١٩٩١ ، لكن روسيا ورثت مكانه ومكانته ، فكان المطلوب هو تصفية النفوذ الروسى في الخارج ، ثم تفتيت الدولة الروسية نفسها ان أمكن ..

وبالنسبة للهدف الأول قامت حروب البوسنة والهرسك ثم حرب كوسوفو في منطقة البلقان في شرق أوربا ، وقد كانت هذه المنطقة - ومازلت - موطن النفوذ الروسى الأكبر خارج حدود الدولة الروسية ..
وبالنسبة للهدف الثانى تم الايعاز للشيشانيين - والشيشان جمهورية داخل الأرض الروسية - بالانفصال عن روسيا !!

وفى كلا الحربين - حرب البوسنة والهرسك وكوسوفو ثم حرب الشيشان - كان لتنظيم القاعدة - وغيره - بقيادة بن لادن والظواهرى دوراً بارزاً في هذا الصراع ..

ومع نهاية الحروب في روسيا وشرق أوربا ، انتقل تنظيم القاعدة إلى دور آخر جديد ..

تذكر بن لادن والظواهرى أن الحكام العرب كفار !! ويجب قتلهم ، وأن الجيوش العربية وكافة مؤسسات الدولة العربية الحديثة يجب التخلص منها لإقامة دولة الإسلام !! التى سيرأسها - طبعا - بن لادن ونائبه أيمن الظواهري !!

وكان الهدف متفق - أيضا - مع الخطط الأمريكية الجديدة للعالم العربي بعد ١١ سبتمبر ، وبزوغ نجم المشروع الإمبراطوري الأمريكى الجديد الذى سمى " الشرق الأوسط الكبير " وكان ذلك في بداية عام ٢٠٠٤ .

اشترك تنظيم القاعدة بقيادة بن لادن والظواهرى مع آخرين كثيرين فى الحرب المستعرة ضد الحكومات العربية وضرورة إنهاء وجودها لقادم جديد ، لم يكن أحد يعرف وقتها ما هو بالضبط ..

ومع ٢٠١١ اتضحت الملامح الأولى للقادم الجديد ..

وكان دور قائد تنظيم القاعدة قد إنتهى ، فلم يعد له مكان في الحقبة الجديدة ، وسط تنظيمات الإسلام السياسي القديمة كالإخوان المسلمين أو الجديدة كالاحزاب السلفية ثم ظهور جبهة النصرة ثم داعش ، وعشرات التنظيمات الأخرى ..

وهنا تم الانتهاء من بن لادن وقتله بواسطة أمريكا ورمي جثته - كما قيل - فى المحيط !!
وبعد أكثر من عشر سنوات تم التخلص من الرجل الثانى - الذى أصبح الرجل الأول - أيمن الظواهري أمس ..

وظهرت فورا أسئلة كثيرة وعويصة ، منها مثلا :

- لماذا لم تعتقل الولايات المتحدة قادة تنظيم القاعدة طالما أنها تعرف أماكنهم بدقة ، وتغتالهم بمسيراتها ؟!

لقد قتلت بن لادن وألقت بجثته في المياه ، وكان من الممكن - وقد كان الرجل مريضا بالكلى كما قالت أمريكا ذاتها - إلقاء القبض عليه واستجوابه ونشر اعترافاته فى العالم كله ..
أليس هو المتهم الأول بتدمير برجي التجارة فى نيويورك عام ٢٠٠١ ؟!
أليس هو المتهم الأول بتفجير السفارات الأمريكية فى نيروبي ودار السلام عام ١٩٩٨ كما قالت أمريكا ؟!

وتقوم الان بعمل نفس الشئ مع أيمن الظواهري ، تحدد مكانه بدقة شديدة ، وبدلا من القبض عليه ، توجه إليه طائراتها المسيرة لقتله ، ودفن كل الحقائق مع جثته ..

فهؤلاء أناس إنتهى دورهم ، وبقاؤهم أصبح عبئا أكثر من وجودهم ، لذا لزم التخلص منهم ودفنهم مع أسرارهم وأسرار تنظيماتهم إلى الأبد ..

أما بالنسبة لبن لادن والظواهري ، فلست أعرف ما هى حقيقة شعورهم الآن ..
- هل فهموا أنهم كانوا مجرد أداة فى لعبة القوى الكبرى حول العالم ؟!
- هل خدموا الإسلام فعلا بما فعلوه ؟ أم جعلوه وجعلوا عشرات الآلاف من شبابه التائه وقوداً في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ؟!

والأهم ..
- هل استوعب المسلمون حقيقة اللعبة التى تستخدم دينهم وشبابهم ومستقبل أوطانهم في صراعات وحروب الآخرين بحثا عن النفوذ والمكانة العالمية ؟!

- ام مازلنا بحاجة إلى ضحايا جدد واوطان أخرى محطمة ، وجهلاء ومغامرين آخرين يرفعون شعارات لا يعرفون حقيقةً ما ورائها ومن وراءها ..

- هل مازال في العالم الإسلامى من لم يعد يفهم دور هذه التنظيمات وقادتها ، ومَن يقف - حقيقة - وراءهم حتى انتهاء أدوارهم ، وظهور قادمين جدد ؟!

- هل مازال أحد يرى بن لادن والظواهرى شهداء دافعوا عن الإسلام ، ام بلهاء استغل أخرون سذاجتهم وقلة معارفهم لتحقيق مآربه ، ام أشخاص مغامرون كان الإسلام وقوداً لطموحهم أو لعقدهم النفسية ؟!

لقد إنتهى أمس بمقتل الظواهري قصة فصل من فصول مأساة بدأت منذ عقود ، وعلى الرغم من انحسارها النسبى إلا أن ختامها مازال بعيدا ، بعد أن راهنت قوى كبرى ودول إقليمية لها وزنها على هذه الأفكار وهذه التنظيمات وهؤلاء الرجال ..

لقد ذهب أمس رجل من قادة هذه التنظيمات ، لكن عشرات غيره لا يزالون يؤدون دورهم المطلوب منهم ، وغدا عندما تنتهى مهمتهم سيجد هو أيضا جثته ملقاة في عرض البحر او طائرة مسيرة تنهى حياته في ومضة ..

وسيذهب كما عاش .. رجلا بلا قيمة !!



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أستاذ الجامعة ... نماذج
- لماذا تتعثر الديموقراطية فى العالم الثالث ؟
- كيرة والجن ..
- هل الديموقراطية هى الحل ؟ نعم ولكن ..
- المطالبة بالديموقراطية
- معضلة التنظيم السياسي
- تركيا .. وقصتها الطويلة معنا
- حرب الأفكار
- أشك !!
- الدرس الجديد
- أمر مريب ..
- جمال عبد الناصر وونستون تشرشل ..
- 30 يونيو 2013 ... أسئلة وأجوبة .
- المعنى الحقيقى لما حدث فى مصر فى 30 يونيو 2013 ..
- الديموقراطية الأمريكية
- العراق ولبنان .. وأسئلة حول الديموقراطية !
- لماذا يدافع الإخوان عن تركيا بهذه القوة ؟!
- الخداع في السياسة .. بين المتقدمين والمتأخرين
- قصتنا مع تركيا
- الوحش ينتفض مرة ثانية !!


المزيد.....




- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...
- انفجارات عنيفة في مواقع البنية التحتية بأنحاء أوكرانيا
- السودان.. التدخل الأجنبي ينذر بإطالة أمد الحرب
- نتنياهو يطلب من المحكمة الإسرائيلية تمديد مهلة خطة التجنيد ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - مقتل رجل ليست له قيمة ..