أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/12















المزيد.....

بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/12


أحمد عبد العظيم طه

الحوار المتمدن-العدد: 7261 - 2022 / 5 / 27 - 01:33
المحور: الادب والفن
    


شارع البحر

كان أول ما فعلته حينما وطأت قدماي أرض القاهرة، هو البحث عن أقرب مسجد.. صليتُ الظهر قضاء، والعصر جماعة. ثم هاتفتُ مارتن..

- أنا هنا في القاهرة
- إيه اللي مفاجأة اللي حلوة دي.
- تعيش يابو الأجانب.. إنت فين دلوقتي؟
- أنا على قهوه اسمه اللي مشربية في...
- عارفها عارفها.. انت قاعد شويه وللا وراك حاجه
- لا ميش في خاليس حاجا
- يبقى جايلك دلوقتي.. مسافة المترو.

كما هو المنظر كلما جئتُ إلى الـ/ المشربية، المقهى الكوزموبوليتاني– كوزمو/بوليتاني!– الذي يحمل رائحة القاهرة الفاروقية، العديد من الأجانب البيض، والسود، والحمر، والمحليين. فرادى وجماعات يحتسون البيرة، ويتسامرون في لغط شمولي يميز أجواء المكان. بالكاد لمحت مارتن في أقصى اليسار، مقبيًا يقرأ كتابًا بالركن المخصص للمشروبات غير الروحية. هذه المرة كان يرتدي جلباب أبيض زبدة، عرفته من ضفيرته الشقراء تنسدل فوق ظهره. وجرت مصافحة حارة بيننا، ثم بادرني بالسؤال عن الأخبار، وكيف هي المواصلات، وما إلى ذلك من أحاديث سطحية، خمنتُ أنه يقصد الإكثار منها لتخفيف آثار الاغتراب البادية على وجهي....

- النهارده في جلسة مديتيشان .. صح؟
- النهارده خميس.. كويس انت فاكير meditation.
- دنا جاي مخصوص عشان احضر.. انت هتبدأ الساعة كام؟
- تيسعا ونوص..
- ............................
- ......................

كانت قد بلغت الخامسة عندما اقترح أن نقوم بجولة للتمشية، أثنيتُ على جلبابه الأبيض متسائلاً عن زيه الرهباني – البوذي – الذي كان يرتديه بالمرة الفائتة، أجاب بأنه مغسول ثم أشار إلى جلبابه مستدركًا: هذا يعد أيضًا زيًا صالحًا لراهب بوذي، إذ الشرط الأساسي هو أن يكون الرداء مسدلاً فوق الجسم، وليس متقاطعًا معه– مثل البنطال – كي لا يتعارض ومسارات الطاقة المحيطة بالمرء.
تجاذبنا أطراف الكلام حول القاهرة القديمة، ومدى فخامة ودقة تلك المباني الكلاسيكية المتناثرة في وسط البلد، وكيف أنها تتشابه كثيرًا مع العمارة اللندنية على حد قوله...

كنا قد وصلنا إلى الأزبكية سيرًا على الأقدام، عندما أشار إلى مدخل أحد الشوارع الفرعية قائلاً بحرارة: شارع اللي بحر.
لم أكن قد مشيت به من قبل، ولكنني أثق بأنه من أقذر الشوارع التي دخلتها في حياتي.. أكوام الزبالة على الجانبين لمسافة طويلة، وجوه كالحة، متطلعة بفضول أخرق نحو هذا المزيج الأجنبي/ المحلي، وتزداد نوعية الوجوه رداءة كلما توغلنا عميقًا بالشارع.. كان هناك بعض الأطفال ملوثو السحنات والملابس– ذكورًا وإناثًا – والذين قد تركوا اللعب وأصبحوا يتبعوننا عن كثبٍ، معلقين بعباراتٍ نابية لم أكن أدري دعواها حينئذٍ.
اقتربت طفلة متسخة من مارتن بحيث قطعت عليه الطريق، ثم أمسكتْ في جلبابه قائلة ببلاهة: هو انت أجنبي؟

- لأ.. من اللي منسوره يا روح أوميك.

- ههاهاهاهااااهاهاهااا... (أنا أجزم بأن هؤلاء الأطفال– مجازًا– لا يضحكون جراء الطرفة التي ألقاها مارتن، وإنما هم يضحكون لتكلُمَهُ هكذا.. بالمحلية الواطئة هكذا!)...

أشرتُ عليه بالعودة – اتقاءًا لهذا الكم من العالم البيئيّين جدًا– فقال أننا قد شارفنا على ما يريد رؤيته هنا.. مقام "الملاحي".. بضعة دقائق من المشي ثم توقفنا أمام المقام!
وهو عبارة عن زاوية صغيرة تنقسم إلى قسمين، قال أن الأول هو غرفة الضريح، والتي لها نافذة مفتوحة واسعة تطل على الشارع، وتظهر من ورائها قبة خشبية ذات قرنين، مغطاة بالملاءات البيضاء، والمسابح الصدفية، ولمبات الفلورسنت الرخيصة المطلية باللاكيه الأخضر– كان مشهدًا كوميديًا إلى حدٍ بعيد – أما القسم الثاني فمغلوق الباب وهو – كما شرح لي – حمام شعبي من النوع البائد، والذي يعتمد على التلييف والتكييس وما إلى ذلك من مصطلحات أفلام الأبيض والأسود..

- ما نخش نبص بصه
- لأ.. عالشان هنا واحش خاليس.. danger
- ازاي يعني؟
- يعني حمام دي بتاع اللي شاذ اللي عنيف وزيباله خاليس...
- ........ (ألجمتني المفاجأة فلم أنبس بحرف لدقيقة كاملة بينما نتحرك من وقفتنا عائدين)...
- انت شكلك مدييـ.. ميدهوش خاليس؟...
- ..لا أبدًا.. بس لما انت عارف كده جايبنا هنا ليه؟
- انا كان عاويز إشوف واحد بريتيش هينا ساحبي اسمه dan.. باس ميش موهيم دلوقتي
- أفهم من كدا إن انتاااا...
- gay...
- خخخضحكككـ يا راجل!!

لقد أخبرني بصورة عارضة، كأنه ليس مهمومًا بما يتهم به نفسه. كأنه يقول مثلاً: أنا أحب الجوافة ولا أفضل المانجو... خمنتُ أنه أراد إخباري على هذا النحو المتجرئ.. بيد أن ردة الفعل اللا إرادية متبوعة بإعتام شديد للوجه، كانت قد استوفت إجابته تمامًا....

شخصية مارتن:

منذ القدم وأنا شغوف بتحليل الشخصيات، ومطابقة أوجه الناس على بعضها البعض، لاستخراج خطوط عمومية، تساعد على إيجاد شفرة الإنسان– العميل– بصوره المتعددة، ولم أجد أبدًا مبررًا للادعاء بأنني صاحب طريقة، إذ أن هناك من العلوم ما هو متخصصٌ لتخريج هذه النتائج بشكل علمي مفصل، وهنا يأتي دور الموهبة يا أخي، فأنا على يقين من أن عالِم فيسيونومي غير موهوب– كنموذج– لا يستطيع اكتناه ما يجترحه موهوب غير عالِم من الأساس بما يُدعى فيسيونومي.

لكن هناك من الأمور ما يأتي صادمًا إلى أقصى درجة، بل إنه يعطل أدوات التحليل ويجعلها عاجزة عن اللحاق بما يفصح عنه الشخص – موضع التحليل – متطوعًا وبلا أدنى خوف، أو ارتباكٍ، إذ يكون الأمر شبيهًا بالطريدة التي تصطفي للصياد أماكن الفخاخ!.............. فريد الوهمي...


*******

تقريرٌ كتابي/ من غرفة الشاليه الوحيدة...

عن أي عذر لنفسي سأبحثُ يا ماري، وأنتِ تنيرين لي أصابعكِ العشرة شمعًا، وتعرفين مدة الأجازة التي بدون مرتب، وتدركين أن مغادرتي في هذا الوقت تحديدًا لن تظهر بصورة منطقية على الإطلاق، ذلك أنها ستبدو كنوع من النذالة الفاقعة – تقريبًا مثل خلعان الصديق بالظرف العسر– يا أيتها التي تمرين بضائقة مالية منذ ثلاثة أيامٍ ولم تقولي شيئًا لأحد، أيتها البطلة الإنسانية النادرة، أيتها التي ابتلع معبدكِ الذي على البحر كل سيولتكِ النقدية – أو أنه عاصم بالأحرى – لقد كانت مصارحتكِ لي بالأمر فائقة القسوة على نفسي – تلك الكارهة لهذا النوع من الضوائق، بل وهذه السيرة عمومًا – ولكنكِ والحق يُقال لم تأخذي وقتًا في طمأنتي بأن المال سيصل قبل نهاية الأسبوع، إذ سترسله أمكِ من نيوزيلندا.

لقد فاجئَتْكِ مامَتكِ بآخر مهاتفة جرت بينكما، أن أندريه السائق أصبح هو الشخص الوحيد الذي يسأل عنها ويرعاها. كانت تكلمكِ بالمحسوس على حد تعبيركِ – أي حينما يكون وراء الكلام كلامًا آخر– غير أنه من الحسن جدًا أن ضيقكِ بالأمر لم يأخذ وقتًا طويلاً.

وقطعًا لا أحد سيستطيع إنكار الدور المحوري الذي ألعبه أنا بالأزمة لليوم الثالث على التوالي، فقد أغرقتُ الثلاجة بالأطعمة التي تتقوتين عليها، وأحضرتُ خمسة جراكن كبيرة من المياه المعدنية – من النوع الغالي – إضافة إلى خرطوشة سجائر من الأبيض السويسري – بمائة وخمسين جنيهًا لوحدها– كما تكفلتُ بمصاريف الشاطئ صبيحة اليوم، و...
وهكذا أكون قد أفنيتُ ثلاثة آلاف جنيه من الخمسة آلاف، ثروتي الصغيرة التي أقرضنيها سامي جوهر، وذلك ما يُعد إنجازًا ادخاريًا فريدًا لم أكن أسعى إليه بهذا البلد...

- Are you tired?
- No.. I am only thinking.

المهم الآن هو كيف سأبتكر ظرفًا طارئًا؟ كي يكون مبررًا قويًا للمغادرة؟ وبأقصى سرعة؟...
ذلك أن سامي جوهر بات يلاحقني هاتفيًا بشكل لا يطاق، مما يدل أن هناك أمرًا جللاً يحدث عنده بالفعل. أنا أعرفه جيدًا، خاصة بعد هذا الكم الرهيب من المشاوير الأثرية الفاشلة. هو لن ينبهر بسهولة، وهذا تحديدًا ما أعول عليه يا أخي "هو سامي جوهر لن ينبهر بسهولة"...

فأنا غير مستعدٌ بتاتًا لصدمة جديدة – فشل آخر – إذ ستكون الصدمة مزدوجة هذه المرة، ومضاعفة مئات المرات عن سوابقها، ليس لشيء سوى أن الأحداث هنا تسير في نصابها المضبوط، وتطورها الطبيعي للتوصل إلى نتيجة مستقرة. ولقد بدأ يتسيد الأجواء النفسية، والعاطفية – لكلانا– نوع من النقاش الحميم حول إمكانية دوام العلاقة، ولزومية جعلها متجاوزة للعواقب الوقائعية، والصعاب الحكومية، وأحوال الزمان المر، ويرجع هذا إلـ..............

اللعنة، كما أنه قد دار كلامًا ليلة أول أمس في شأن توقي الشديد نحو السفر إلى الخارج، وسعر تذكرة الطائرة من القاهرة إلى أوكلاند، مقارنة بسعرها إلى لندن.. وما إلى ذلك من كلام يسعد القلب، ويجعل الواحد منا نحن المحليون – محابيس هذا المحل من الأرض – أقول يجعله مقتبِسًا من الآخر الأجنبي، لنور التمكن من تخيل الفكرة، وعدم استحالة وقوعها محليًا، وأن الفرار من هذا الجحيم أمرٌ وارد الحدوث، بشيء من الحظ.. الاجتهاد.. المساومة.. الترغيب.. الترهيب.. التشويق.. الإثارة.. اللعنة...

هناك كلمات تتعلق بكلمات أخرى لكأنها ملحقة بها، وهكذا فإنهما التشويق والإثارة يكونان الأشد حضورًا من اللعنة.. فما الضير إذا طاوعتنا اللغة وقلنا – قلتُ – لها مبررًا حقيقيًا، وليس مخترعًا؟
أعتقد حينئذٍ أن المسألة ستدخل طورًا إضافيًا من القيمة. سالبة أم موجبة؟ لا أدري. فالنتيجة موكلة إلى مدى جودة وسلامة افتراضي التحليلي لشخصها الحقوقي بهذه الشئون الأثرية الخطرة، والمختلف حولها كثيرًا بين الناس– ههنا – لكن الذي سوف يعضد المجازفة بهذه الحالة، هو ما يظهر من تعابير وجهها حينما ترد سيرة لوحة شهيرة، بناء قديم، المتحف المحلي، وادي الملوك – زارته مرة أيام القاهرة – ستجدها تتكلم بتفخيم صادق، وانبهار يعبر عن حسن تقييم، يجـ...

- أنتَ لازلت سرحان تمامًا! (تخرج متبخترة من الغرفة مرتدية قميص نوم فاجر الحمرة)

- في عينيكِ يا ملاكي ... (الرومانسية الإنجليزية تبدو مبتذلة حين تترجم إلى العربية)

- إذا كان الحال هكذا فلا بأس never.. (لا أدري متى سأستطيع التوقف عن التعليق على كل شيء)

- لكِ عينان خياليتان يا Mary.. فهذا الأزرق الداكن شديد الندرة بالفعل...
- كاتب روايات جيد.. hahahha............
- بل حبيبٌ مشتاقٌ.. لا يُمهد لشوقه...
- Huh .......
- ...................
- ...Yeah............
- ....................................

وقد كان الأمر حيوانيًا بضراوة، إنما هي تلك الحيوانية الراقية، العنيفة، المُعبرة عن رغبة في التلاحم العميق إلى حد التباس البدن للبدن، بما يسحق الروح أسفل الشبق المستعر، ساحقًا معها كل التوتر، والحزن، والذاكرة، والحياة المعقدة جدًا، بل والتفكير عمومًا بأيٍ من صوره المرهقة. فعندئذ يقتصر دور العقل الإنساني على الشعور بالنشوة، واختراع الوضعية الجديدة.

*******

شيء 100

...، ويا أيتها الرواية القاتلة، أنا أكرهكِ وأضع الفواصل عنوة، ذلك أنها فاعلة في تنظيم التنفس، وتقنين ما ليس لي به علم مني، أنا الذي ليس له علم به، أو ببعضه حين يكون البعض الآخر ليس هو البعض الغائم.. إن الأمور مشتبكة إلى حد أن تبدو ككتلةٍ واحدة.. لكنها ليست كـذلـك!

- حد فاهم حاجة؟
- يعني.. بس كمل كمل...
- الجو جميل!
- .......

*******

منجز القدر

تكاد الحيرة أن تشرط أوردتي من عند المعصمين، فأحيانًا تكون درجة التفكير بشيء.. نشطة حد الجحود، فترى البدائل والحلول تهطل غزيرة بفضاء أفكارك.. الأفكار التي تغالي في التمدد – الانتفاخ – حتى تنفجر بما فيها خلال رأس النافخ – باعتقادي أن مفردة نافوخ منتزعة من هذا السياق – تاركةً إياه بهذه الحالة الرثة من الوجود الإنساني.. إذ يشعر المرء بثقل روحه، ويسترذل نفسه، ويغمره إحساسٌ فائقٌ بالاتساخ، حتى ليظن أنه قد تعبأ بالوحل....

لكن ما يحدث الآن مُعقد – بشكل استثنائي مُعقد – بحيث لا يمكن إجماله في شكل متسق كما يحدث الآن، عندما تتعاقب الجمل في بناءٍ متراص – أجاد من ابتناه لنفسه/ أرأيت!– فالأمر جد متباين عن مسألة الحكي، والتصور، وكل ما يخص الرواية في شيء...
هذا أنه إحساس يقيني بجبروت الواقع – طوبىَ لمن أنشأه/ تأكد.– بعظمته، بغرائبيته، بإيجاده حلاً واحدًا لمعضلة واحدة، مما لا يدع لك فرصة للاختيار..
تلك هي العبقرية، وقطع العرق من عند المعصمين، وتسييح الدم مرة واحدة.. فلا تتحدث إليّ بأفكار وأفكر.

- What are you doing? (تسألني: ماذا تفعل؟ بينما أنا أتشكل في جلسة التأمل)
- Meditation! (أتأمل!)...
- Please، don’t do that (رجاءًا لا تقم بهذا)...
- Why? (لماذا؟)...
- (وكأنها تُحادثُ نفسها).. الشاليه مليء بهم. ولا أريدهم أن ينشطوا. إنهم يضايقوننيtoo much هذه الأيام.
- Who ? (من؟)...
- (تنظر نحوي بغضب، الضوء الخافت قد أخفى معظمه) ناس البحر.. كثيرون هنا هذه الأيام، وطبيعتهم ثقيلة جدًا على نفسي... الشاليه مليء بهم هذه الأيام....

لا أعرف تحديدًا لماذا ضحكتُ، رغمًا عن وجود عدة سوابق لنوع هذه الحوارات الماورائية، بل حدث أنه ليتني ضحكتُ ضحكًا في المعقول، فقل أنه انفرط فكي متحولاً إلى القهقهة في غير المعقول.. الهيستري كما يقولون.. المجنون.. المُخدر طوال الوقت........

- Excuse me... really I a… (أتكلم وأنا أزم فمي جديًا وبقوة من وراء النابين)
- Excuse me.. sorry. Very kindly! (صوتها يرتفع وتشوح بذراعيها في الهواء) ألم أقل لك سابقًا أنك لا تصدقني. وكنتَ تقول No No أنا أصدقكِ.. أنا أعي هذه الأحوال أكثر من أي أحد آخر (تقلد طريقتي في الكلام بسخرية سوداءٍ مريرة)...
- لم أكن أكذب عليكِ. ولم أكن أقصد إهانتكِ.. أنتِ التي تبالغين في التوتر، و.... (بصوت عال)
- ....................... (صوت عال)
- ....................... .............. (صوت عااااال...).........

تندفع إلى الحجرة الوحيدة كقنبلة، وتصفق الباب خلفها جيدًا..

كنتُ موقنًا بجسامة إثمي، إلا أنها بما فعلتْ ستجعلتني أنقلبُ إلى حالة شبيهة بحالتها........
سأسخطُ عليها بشدة جراء هذه المباشرة الفظة.. والموقف إجمالاً قد صنع بداخلي نوعًا من الكيد، مما جعلني مُصرًا على رده، وزيادة الأجواء سوءًا فوق ما هي عليه.. كان إحساسًا محليًا خالصًا بالرجولة، وبأنه مهما كان حجم خطأ الدكر يا بلد فلا يجب أن تنفعل عليه امرأة.
وثار الغي من حولي، وصرتُ سادرًا به أمشي متوترًا، فوضعية الـ Meditation من جديد، مُتربعًا على الوسادة، مفرود الظهر والعنق، ممدود اليدان على الركبتين. مُتبعًا الأصول بحدة الجلسة، مقطب الجبين عن غير وعي، ومُغرقًا في تعميق التنفس وإصداره بصوتٍ مرتفع.. متسارع... مخيف....

- I want my spaaaace……….!!! (أريد حريتيييييييي...........!!!)

- Ok. Take it! Take your space Mary (حسنًا. خذيها! خذي حريتك يا ماري)

أُسرعُ إلى الغرفة.. أنتزعُ جربنديتي من فوق الدولاب.. وأشرع في حشر حاجياتي، حتى أنني لا أنسى التوجه إلى الحمام لأخذ فرشاة الأسنان والمعجون والإسبراي.... وسأرتدي ملابسي بسرعة لم أعهدها من قبل.. ومن ثم.. ومن ثمـ... "دارت برأسي ألف فكرة خلال لحظةٍ واحدة.. عبارة غير منطقية.. أليس كذلك على أقل تقدير؟... شـشـشـ.. صه..."
ومن ثم أتجه نحو الباب.. وماري تندفع من جلستها الباكية لتحول بيني والرحيل.. و........ ولوعة محترقة من عظم مشهدكِ أيتها المرأة التي تعطي ظهرها للباب، وتشرع ذراعاها كالجناحين قائلة بصوت فطره البكاء:Please, don’t leave me.. (لا تغادرني.. أرجوك..)

- Please let me go, (دعيني أذهب، من فضلك)
- I am sorry.. so sorry. Don’t leave.. forgive me.. please (أنا آسفة، آسفة جدًا. لا تغادر.. سامحني.. أرجوك)
- No(سأبدأ في إزاحتها عن الباب)...
- ....................
- ........................
- Ok Ok Ok Ok.. Catch this. (تنزع سلسلتي عن عنقها نزعًا وتلقيها بيدي)
- ........................ (بمنتهى البرود سأضع السلسلة بجيبي)
- Wait.. Take this also (الطرحة الحريرية الزرقاء ذات الأشكال المتداخلة)


*******


behind the veil.
From:[email protected]>
To:[email protected]
Subject:waraa alhijab.
Date:Mon، 5 Mar 2007 7:27:07 AM





++++++
أنا طريد الوهم، وابن التصور.



#أحمد_عبد_العظيم_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/11
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/10
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/9
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/8
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/7
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/6
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/5
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/4
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/3
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/2
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/1
- 00
- كتاب التبيُّن
- كتاب الخواطر
- الصورة الكاملة -فصل من رواية-
- ديوان تشوه لا إرادي - 8/8
- ديوان تشوه لا إرادي - 8/7
- ديوان تشوه لا إرادي - 8/6
- ديوان تشوه لا إرادي - 8/5
- ديوان تشوه لا إرادي - 8/4


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/12