أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - القدس ومخططات دولة الاحتلال














المزيد.....

القدس ومخططات دولة الاحتلال


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7055 - 2021 / 10 / 23 - 18:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


الخشية الكبرى هي أن تسعى إسرائيل لاستغلال لحظة ضعف فلسطينية وعربية ودولية لتنفيذ مخططاتها الإجرامية ضد القدس حيث لا يعمل على مواجتها الآن سوى المواطنين المقدسيين بصدورهم العارية وإمكانياتهم المحدودة، بينما العالم يتفرج او يساوي بين الضحية والجلاد من إخلال الاستمرار في إطلاق النداءات الداعية عن وقف العنف والامتناع عن التصعيد.
من المسائل التي قد تقدم عليها إسرائيل، اتخاذ قرارات دراماتيكية بشأن التوازن السكاني في القدس، وذلك عن طريق إخراج نحو 150 الف فلسطيني من مدينة القدس وحرمانهم مما يسمى "حق الإقامة الدائمة" وهي صيغة اسرائيلية للالتفاف على حق المواطنة، بجعل إقامة الفلسطينيين المقدسيين في مدينتهم مشروطة بالموافقة الإسرائيلية، هذا الاتجاه معلن وسبق أن تحدث به عدد من الوزراء والمسؤولين ولا يتطلب الآن سوى قرار إداري. مقابل ذلك يمكن أن تقدم دولة الاحتلال على ضم عدد من المستوطنات القريبة من القدس والمحيطة بها، وحصيلة هذه العملية يمكن لها أن تقلص عدد الفلسطينيين في المدينة من حوالي 350 الف فلسطيني يشكلون ما نسبته 38% من إجمالي سكان المدينة، إلى حوالي 20% فقط، وحتى هذه النسبة الأخيرة معرضة دائما للتقليص سواء تجاه الفراد أو تجاه سكان احياء بكاملها، وتحديدا في الأحياء المكتظة بالسكان والصغيرة المساحة التي تقع على أطراف المدينة.
كما يمكن أن تقدم حكومة الاحتلال على تدابير من شأنها تنفيذ خطة التقاسم الزماني والمكاني لمنطقة الحرم القدسي الشريف والتي تضم المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، وهي مهدت لذلك من خلال قرار محكمة إسرائيلية الذي يقر بحق اليهود في أداء الصلوات الصامتة في الأقصى، قبل ذلك كان رئيس الحكومة الحالي نفتالي بينيت قد تحدث عن "حرية العبادة" للجميع، لكنه ما لبث أن تراجع عن تصريحه بعد ردود الفعل الغاضبة التي أثرها هذا التصريح المناقض لسلسة من قرارات الأمم المتحدة وقبلها عصبة الأمم، التي اعتبرت الحرم القدسي وكل ساحاته ومبانيه وجدرانه منطقة خالصة للمسلمين.
من الجدير ذكره في هذا السياق أن الاتجاهات الدينية اليهودية الأرثوذكسية (الأصولية) تحرم على عناصرها الاقتراب من منطقة المسجد الأقصى الذي يعتبر في نظر اليهود هؤلاء أقدس مكان على الأرض، وبالتالي فإن الاقتراب منه من دون إذن رباني يعد تدنيسا له، أما عودة اليهود إليه فهي امر مقرون بمشيئة الإله وليس برغبة السياسيين، أما الفئات المتطرفة التي تدعو باستمرار للسيطرة على الأقصى أو هدمه وبناء الهيكل محله فهي من فئات الصهيونية الدينية التي تتعامل مع "اليهودية" بشكل انتقائي وبصفتها هوية قومية أكثر من كونها عقيدة دينية.
لماذا الآن تحديدا يحدث هذا التصعيد ويحضر اشخاص مثل بن غفير وسموتريتش، وما دلالة التوقيت فيما يتعلق بانسداد افق التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي
التصعيد تجارة رائجة في أوساط اليمين العنصري المتطرف، يبدو الأمر وكان الإسرائيليين دائما في بازار انتخابي، والزعماء يتنافسون ايهم أكثر تشددا تجاه الفلسطينيينن، سموتريتش وبن غفير هما من ممثلي تيار الصهيونية الدينية مع أن الأخير يتميز بانه من اتباع الحاخام العنصري الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل مائير كهانا (قتل على يدي المصري سيد نصير في نيويورك عام 1990) ، وهو نفس التيار الديني – الصهيوني الذي جاء برئيس الوزراء نفتالي بينيت للكنيست ومنه للحكم، هذا التصعيد وهذا التطرف يؤكدان أن الجمهور الإسرائيلي برمته يجنح للتطرف والتشدد وهذه ظاهرة لها اسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية عميقة ومتداخلة من ابرزها ارتفاع حجم المستوطنين ونسبتهم إلى إجمالي التعداد السكاني الإسرائيلي ليصلوا إلى حوالي 12% من إجمالي السكان اليهود، كما أن اسرائيل لا تدفع كلفة باهظة لاحتلالها، ولا تجد في الحلبة الدولية من يردعها عن مواصلة الانتهاكات والجرائم اليومية بما في ذلك سياسات سرقة الأراضي وبناء المستوطنات والسيطرة على مياه الفلسطينيين ومواردهم، إلى جانب ذلك يمكن القول أن سموتريتش وبن غفير يمثلان الوجه الفجّ والاستفزازي والصلف للسياسة الإسرائيلية، بينما ثمة سياسيون ينفذون نفس السياسات ولكن مع قفازات حريرية وابتسامات وأحاديث معسولة عن السلام والتعاون والازدهار كما فعل نتنياهو على امتداد سنوات حكمه وكما يفعل ممثلو الحكومة الحالية، في الجوهر الجميع متفق على سياسات الضم والتوسع والاستيطان ومنع قيام دولة فلسطينية، ولكن في الظاهر ثمة تباينات طفيفة في طريقة التعبير عن هذه المواقف.
بالنسبة لآفاق التفاوض، أعتقد أن آفاق الاتصالات واللقاءات مفتوحة وتحظى بدعم وتشجيع أميركي وأوروبي وإقليمي، لكن آفاق الوصول إلى حل تبقى محدودة بسبب ضعف الحكومة الإسرائيلية الحالية وانعدام قدرتها على تقديم "تنازلات"، والانقسام الفلسطيني الذي يبقي الحالة الفلسطينية ضعيفة ومحدودة التأثير في معادلة الصراع.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس بؤرة دائمة وملتهبة للصراع
- زمن الارتجال والخفّة
- 26 تشرين الأول: اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية
- اسرائيل وجرائم الإبادة
- تداعيات قضية الأسرى الستة
- عباس الكردي والثورة والسلطة والأخلاق
- طوابير القهر ويوم العمل اللائق
- استحضار ماجد أبو شرار
- في يوم التراث: كوفية، حطة ، شماغ
- الدين والأخلاق
- لا دولة ولا دولتين... بل إسرائيل الكبرى
- عن الدولة الواحدة
- في الذكرى 40 لاستشهاد الحاج سامي وزوجته مها أبو غوش
- بينيت لا يرى الفلسطينيين
- في ذكرى نعيم الطوباسي: الوطني النقابي العرفاتي
- الحزب اليساري أداة للطبقة الاجتماعية وليس ملكا لمؤسسيه(4)
- مجازر متنقلة بحماية حكومة إسرائيل وصمت عالمي
- مقايضة حقوقنا الوطنية بالاقتصاد
- عام على اتفاقيات ابراهام والتطبيع
- اليسار الفلسطيني والعربي وتعلقه بالماضي (3)


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - القدس ومخططات دولة الاحتلال