أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية محمود - الشخصي هو سياسي – حول الحب والنسوية.














المزيد.....

الشخصي هو سياسي – حول الحب والنسوية.


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6815 - 2021 / 2 / 16 - 09:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بمناسبة الحديث عن عيد الحب، لا بد من تناول موضوعة الحب والمرأة. حيث الهدف من تناول هذا الموضوع هو تحديد "أي نوع من النساء او البشر نريد أن نكون؟ واي من الحقوق نريد ان ننال؟" تركز هذه المقالة على حقوق المرأة حيث ان المرأة والرجل لا يدخلان علاقة متكافئة ومتساوية وعادلة حين يدخلان في علاقة حب. هذا اللا تكافؤ واللا مساواة، كحال اي لامساواة اخرى، يجب التصدي له. ونحن نغتنم هذه المناسبة " عيد الحب" للحديث عنه.


من اين جاءت اللامساواة في علاقة وفي مشاعر يفترض ان تكون مشاعر انسانية رائعة وانسانية بين اثنين وبمحض اختيارهما؟ ان منبع هذا التفاوت، هو الحقوق التي منحها المجتمع للرجل مقارنة بالمرأة. وحيث ان الشخصين، الرجل والمرأة حين يدخلان في علاقة عاطفية، هي ليست بمعزل عن الواقع الاجتماعي والثقافي والاخلاقي والسياسي والاقتصادي الذي يعيشان فيه، فمن المؤكد ان علاقتهما تتأثر بهذا الواقع، بل الواقع هو الذي يرسم ملامح وحدود هذه العلاقة، وحقوق كل طرف في هذه العلاقة.
حين يدخل الرجل علاقة حب، يفتخر بها، يتباهى، يعلنها، وليس هنالك من يعترض. اما حين تدخل المرأة والشابة في علاقة عاطفية، فلا يمكنها التصرف مثل شريكها او حبيبها. فهنالك سلسلة من اشكال التخويف، والتجريم، والتذنيب التي تعيشها المرأة. لأنه ببساطة قرّر للمرأة ان لا تحب. واذا اتيح لها الحديث عن الحب فيكون مسموحا لها، ان سمح لها، في سياق انها ستنشأ اسرة، وستربي اطفال.

المرأة ممنوع عليها الحب، بل وتعاقب بشدة عليه، للحد الذي يوصل العقوبة للقتل. وليس قليل عدد النساء اللواتي قتلن بسبب الشك بان لديهن علاقات حب.

من اجل تغيير هذه العلاقة غير المتوازنة وغير المتكافئة في العلاقات العاطفية. نظام كامل لا بد من تغييره: النظام السياسي، القوانين، الحقوق الاقتصادية، الاخلاق، الثقافة. تغيير على صعيد الدولة وعلى صعيد المجتمع، من اجل التمتع بعلاقة متساوية ومتكافئة بين حبيبين.

وهذا هو عملنا كناشطات نسويات، كدعاة مساواة، مساواة كاملة وتامة وغير مشروطة، بين الرجل والمرأة. يجب فصل الدين عن الدولة وانشاء دولة علمانية. يجب الغاء القوانين التي تقر بقوامة الرجل، وبحق الرجل بتأديب المرأة. القوانين التي تسمح للرجل ان يعدد الزوجات، القوانين التي تخفف من عقوبة الجرائم المرتكبة باسم" الدفاع عن الشرف" هذا الكم من القوانين يجب ان تتغير. وهذه معركة شرسة، ولكن الانتصار فيها ليس مستحيل.

المسار الثاني، وهو؛ نحن نواصل النضال من اجل تغيير هذه القوانين، ونواصل النضال من اجل ان تحصل النساء على حقوق اقتصادية واجتماعية متساوية مع الرجل، ماهي مسؤولية الرجل او الشاب؟ وما هي مسؤولية المرأة او الشابة

الشاب المعاصر مطلوب منه ومسؤول عن اكتساب اخلاق انسانية جديدة محل الاخلاق التي تعززها الدولة والتقاليد والدين والاعراف. ان يعّلم نفسه على عادات وثقافة جديدة. ان يحرر نفسه من قيم " الرجولة" وان يغرز محلها قيم الانسان، والقيم الانسانية. يجب ان " يتنازل" عن الحقوق التي منحه اياها القانون، من اجل اقامة علاقة عاطفية متكافئة وصحية وعادلة. يجب ان يحرر الشاب والرجل نفسه من " هذه الحقوق". لأنها حقوق قائمة على اساس تمايزي وتمييزي بين البشر. يحتاج الشاب والرجل ان يعمل " ثورة" على هذه الاخلاق التي ورثها، ولا يعمل على تكريسها. لكن الرجال والشباب لا يتخندقوا كلهم في خندق واحد، فبعضهم شباب قرر أن "يستمتع" بحقوقه، وان يبقى في خندق الرجعية، وشباب اخر قرر لنفسها ان يكون في خندق المدنية، والتقدم والمساواة والعدالة. الشباب والرجال في هذا الخندق عليهم سلخ الاخلاق الرجعية واللامساواتية كم سلوكهم.

مع قول ما تقدم، الرجل ليس هو المسؤول الوحيد عن رسم شكل وحدود وحقوق الطرفين في العلاقة العاطفية. المرأة والشابة مسؤولة ايضا. مسؤولة عن خلق علاقة قائمة على اساس المساواة. النساء والشابات اللواتي يسعين بكل الطرق الى ارضاء محبيهن بما في ذلك التنازل عن حقوقهن، والقبول بالخضوع لقرارات " الحبيب" القبول بهيمنة وب" قوامته" عليهن، انما يصنعن اسيادا لهن في هذه العلاقة.. النساء والشابات اللواتي قررن ان يكونن متساويات مع الرجل، يجب ان يرفعن من درجة حساسيتهن للهيمنة الذكورية وان لا يسمحن بها باسم الحب، وباسم ارضاء الحبيب. اي ان يدافعن عن استقلاليتهن في العلاقة، ان لا يقبلن الخضوع للتوجيهات وللأوامر عن بعد!

فالنضال من اجل تغيير القوانين "من فوق" يجب ان يترافق معه نضال يومي " في الاسفل" من اجل وضع منطق المساواة موضع التنفيذ. بدون هذا السعي المتواصل من اجل اثبات وتحقيق المساواة، لا يمكن ان " تثوّر" العلاقات بين الجنسين. نحن بحاجة الى ثورة في هذه العلاقات. العلاقات القائمة هي علاقات قمعية، مخيفة، مرعبة، استعلائية، مهيمنة، ولا تملك المرأة والشابة امامها الا ان تقبل بها صاغرة. ولكن هذا حاله حال اية قضية اخرى. الناس تتظاهر من اجل فرص عمل، تتظاهر ضد الفساد، وضد المحاصصة، وضد سلسلة من المطالب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. النضال من اجل نيل حقوق متساوية في الحب، هو امتداد لهذا الصراع الاجتماعي الاكبر، بل الصراع الاجتماعي الاكبر يعبر عن نفسه في داخل العلاقة العاطفية. لذا، يتوجب النضال في هذه الجبهة العاطفية ايضا. من اجل خلق علاقة عاطفية انسانية صحية وعادلة. لقد كان في غاية الاهمية ان تقوم منظمة امان للنساء بتنظيم ندوة بهذا الخصوص، نتمنى ان يكون عملا اوليا لفتح الحوار والنقاش حول هذا الموضوع: المساواة في الحب.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصويت الجماهير قد جرى وتم!
- وماذا يهم اللصوص لو افرغت ميزانية البلاد؟ كلمة حول- الاقتراض ...
- جمرة -الصراع الطبقي- تحت الرماد- بضعة مسائل عن انتفاضة اكتوب ...
- حقوق المرأة وضرورة النضال ضد التيارات الشعبوية
- بين حضور المرأة في انتفاضة اكتوبر في العراق( 2019) وغياب مطا ...
- 27عاما من تاريخ الحزب الشيوعي العمالي العراقي(حشعع) وقضية ال ...
- هل التغيير امر ممكن؟
- وزارة للتركمان، توسيع رقعة المحاصصة الطائفية.
- يجب ان يتحول كل حي الى ساحة تحرير
- كورونا ووجوب انهاء النظام الرأسمالي.
- كورونا والعاطلين وبدل البطالة
- نحن الذين نقرر اية حكومة نريد..
- انسحاب التيار الصدري من الاعتصامات واحراق الخيم في ساحات الا ...
- تاكتيك جديد لحرف الانتفاضة عن اهدافها- تظاهرات الصدر المليون ...
- مقايضة الامان بالمال!
- ألاحزاب الاسلامية اما قمع او افساد التظاهرات!
- بيان صحفي : انعقاد الاجتماع الاول للجنة التاسيسية لمنظمة أما ...
- العاطلون عن العمل في العراق والحاجة الى تنظيم موحد وشعار واح ...
- حملة الشهادات العليا :اما التعيين او بدل بطالة!
- هل النساء اقل عرضة للتحرش الجنسي من الرجال؟ رد على استطلاع ا ...


المزيد.....




- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية محمود - الشخصي هو سياسي – حول الحب والنسوية.