هل سيطرت منصة اليوتيوب على العالم المعلوماتي؟

هناء عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 6752 - 2020 / 12 / 4 - 10:47
المحور: مقابلات و حوارات
    

حوار مع المهندس توفيق أبو حلاوة
اليوتيوب منصة عالمية بدأت عام 2005، استطاعت أن تستقطب ملايين المتابعين خلال فترة وجيزة، عالم مذهل من الصوت والصورة، جعل معظم الشباب يتجهون إليه، فما من صغيرة وكبيرة إلا وتجدها في هذه المنصة التي باتت تسيطر على وقت الكثير منا. ولعلها استطاعت أن تكون أكبر منصة للعالم المعلوماتي، لهذا اتجه الكثيرون من صنّاع المحتوى وسيدات ورجال الأعمال لهذه المنصة لتقديم محتوى من المهارات والهوايات والتعليم وغيرها بقصد الربح أو كعمل تطوعي.
واستطاع الكثيرون تحقيق نجاح منقطع النظير لما تحويه قنواتهم من أعمال مميزة، وللاستفاضة عن الموضوع كان لقائي بالمهندس توفيق أبو حلاوة صاحب قناة ريشة على اليوتوب وخريج جامعة بير زيت بتخصص هندسة أنظمة الحاسوب لأخذ رأيه في هذا الموضوع من خلال هذا الحوار.

1- لماذا استطاعت منصة اليوتيوب استقطاب صنّاع المحتوى وأصحاب الأعمال لعرض أعمالهم فيها؟

. كانت منصة اليوتيوب هي المنصة الأولى التي تتيح للناس تقديم أنفسهم للعالم بالصوت والصورة وبتكلفة تقريبا صفر وبجودة خدمة عالية، فقط تحتاج اشتراك انترنت وكاميرا، والآن أصبحت متوفرة عند الكثير من الناس. فهذه السهولة جذبت الكثير من الناس. فشعار اليوتيوب كان " برود كاست يور سيلف" يعني قدم نفسك للناس.
كذلك بعد أن استحدثت شركة اليوتيوب "برنامج شركاء اليوتيوب" وهو البرنامج الذي يتيح لصناع المحتوى أخذ نسبة من الأرباح التي يكسبها اليوتيوب من عرض الإعلانات على فيديوهات صناع المحتوى.
هذا البرنامج دفع الكثير من الناس إلى تفضيل منصة اليوتيوب، وحتى وقت قريب لم يكن أحد يقدم مثل هذا البرنامج غير شركة اليوتيوب. ولكن الآن دخلت فيس بوك على المنافسة في برامج مشابهة.


2- هل تعتقد أن منصة اليوتيوب ستسيطر على العالم المعلوماتي مستقبلًا؟

. شركة اليوتيوب فعليا الآن هي مسيطرة
على محتوى الفيديو، ولكن يبدو أن شركة فيس بوك أيضا بدأت تأخذ شيئا من الحصة السوقية في عالم محتوى الفيديو، وأتوقع أن تزيد المنافسة في المستقبل. ووجود التنافس يعتبر أمرًا جيدًا لصناع المحتوى

3- يعتقد البعض أن إنشاء قناة على اليوتوب ستكون مصدر دخل كافي، هل هناك صحة في ذلك برأيك؟

نعم قناة اليوتيوب احتمال كبير جدا أن تكون مصدر دخل كافي، بل مصدر دخل جيد جدا في حال نجاح قناة اليوتيوب. ولكن أنا رغم ذلك لا أنصح أن ينتقل الناس مباشرة إلى العمل على اليوتيوب، بل أن يكون اليوتيوب شغل في وقت الفراغ واستثمار بعيد المدى،
فقنوات اليوتيوب تحتاج الكثير من الوقت والجهد حتى تعطيك دخلًا جيدًا، فالمعظم في أول سنتين او ثلاث سنوات لا يحصل على دخل كافي. مع ملاحظة أن هذا يختلف حسب نوع المحتوى وحسب جهدك المبذول على القناة، ومهارتك في استغلال الزيارات التي على قناتك. وهذا موضوع كبير فيه الكثير من التفاصيل.

4- أعداد القنوات المنشأة يوميا تعتبر كبيرة جدا، هل تستطيع أرباح اليوتيوب تغطية كل هذه القنوات؟

يبدو أن اجابة هذا السؤال هي نعم، لأن الأرباح السنوية التي تعلنها شركة اليوتيوب هي أرقام جيدة جدا، ففي هذا الفيديو تحدثت عن تقرير كشفت فيه شركة جوجل عن أرباحها من منصة يوتيوب والتي بلغت 15 مليار دولار في 2019
https://www.youtube.com/watch?v=mPcrAwgKID0
صحيح أن هناك الكثير من الناس تنشر كمية مهولة من محتوى الفيديو ولكن ليس هذا هو العنصر الوحيد الذي يحتاج لامكانيات عالية من شركة يوتيوب بل هو كم تحصل هذه الفيديوهات على مشاهدات فطالما لم تحصل هذه الفيديوهات على مشاهدات فتكون فقط مجرد فيديوهات مخزنة على النظام لا تستهلك الكثير من موارد النظام.


5- بينما نجد أعداد مشتركي قنوات بعض مقدمي المحتوى تصل إلى الملايين، نجد نقيضها في قنوات أخرى حيث الافتقار إلى المشتركين ما سبب ذلك؟ وهل لقوة الإعلان عن القناة دور في جلب المشاركين؟

بالنسبة لعدد المشتركين على قنوات
اليوتيوب، فهناك عوامل كثيرة تلعب في إقناع المشاهد في الاشتراك بقناة يوتيوب يشاهد منها فيديوهات. هنا على صانع المحتوى أن يسأل نفسه لماذا سيشترك الناس في قناتي؟ ما المميز فيها؟ وهنا أقول أسهل طريقة للتميز هي، أن تضيف روحك وشخصيتك وما تحب في فيديوهاتك.
طبعا بإلاضافة للأمور التقنية الأخرى من جودة الصوت والصورة والأهم التركيز على جودة الصوت.

6- ما هي المحتويات الأكثر مشاهدة على اليوتوب؟ وما السر في ذلك برأيك؟
المحتوى الترفيهي هو أكثر محتوى مشاهد على اليوتيوب، لأن الناس بالعادة تدخل على اليوتيوب لأجل الترفيه. فالناس وهي في غرف النوم وعلى سرير النوم لن تشاهد محتوى تعليمي، بل ستبحث عن الترفيه. وبالعادة الساعات التي يخصصها الناس للتعلم من اليوتيوب تكون أقل بكثير من ساعات الترفيه.
وبالعادة يكون فقط عن الحاجة لتعلم شيء معين. بعكس حاجة الناس للترفيه في كل وقت. يعني بكلمات أخرى احتمالية أن يكون وقت المشاهد مناسب للترفيه أعلى بكثير من احتمالية أن يكون وقت المشاهد مناسب للتعلم، في وقت نشر الفيديو. ( وموضوع التفاعل عند نشر الفيديو موضوع مهم جدا لانتشار الفيديو

7- هل تعتقد بأن اتجاه العالم لليوتيوب كما هو ظاهر أمرًا ايجابيا؟

له ايجابياته وله سلبياته. من إيجابياته أنه أصبح بإمكان الكثير من مقدمي المحتوى الهادف أن ينشروا فيديوهات هادفة دون تحكم من جهة مسؤولة أو مؤسسة، وبالتالي مجال منافسة الإعلام التقليدي الذي يكون بالعادة مدعوما من جهات معينة ويحمل فكرة معينة أو يتبع سياسة معينة ويرفض فتح المجال لأصحاب الأفكار والسياسات المختلفة
واليوتيوب أتاح هذا الأمر.
.
8- هل تعتقد أن هناك سلبيات لليوتيوب؟ وما تأثيره على النشء الجديد؟

نعم هناك سلبيات كثيرة خاصة مع انتشار وزيادة المحتوى التافه الذي يحصل على ملايين المشاهدات، وبالتالي آلاف الدولارات. والنشء الجديد يحكم على الأمور فقط بعدد المشاهدات واللايكات والاعجابات، فيظن أن هذا هو المعيار في تقييم الأمور. فنادرا ما نجد قناة الشباب في عمر 12 إلى 20 عاما وتقدم محتوى هادف
كلها محاولات لتقليد المحتوى التافه

9- بصفتك صاحب قناة يوتيوب، ما الذي يمكن أن يجذب المشاهد للفيديوهات المطروحة؟

كل قناة ولها جمهورها التي يفضل محتواها. ولكن في قناتي الناس تفضل المواضيع المتعلقة باليوتيوب وكسب المال من اليوتيوب

10- هل من نصائح تقدمها لأصحاب القنوات؟ أو للمبتدئين في قنواتهم؟

فقط دائما أقدم نصيحة واحدة وهي إن أردت النجاح على اليوتيوب، فقط استمر في نشر الفيديوهات، وقدم ما تحبه بشخصيتك وروحك، ولا تسرق جهد الآخرين، مع ضرورة الالتزام بقوانين اليوتيوب.

وشكرا لكم
توفيق أبو حلاوة من قناة الريشة على اليوتيوب

#هناء_عبيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات