لمى محمد - كاتبة وطبيبة أخصائية في الطب النفسي و الجسدي - في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول: فيروس الكورونا ومالم يقال بعد - أنتَ تسأل و الطب النفسي و الجسدي يجيب - ….


لمى محمد
الحوار المتمدن - العدد: 6526 - 2020 / 3 / 29 - 12:03
المحور: مقابلات و حوارات     

من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة، وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى، ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء، تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا رقم 230 سيكون مع الأستاذة لمى محمد - كاتبة وطبيبة أخصائية في الطب النفسي و الجسدي - حول: فيروس الكورونا ومالم يقال بعد - أنتَ تسأل و الطب النفسي و الجسدي يجيب .




هل هي حقاً المرة الأولى؟


في الثاني من كانون الثاني من عام ٢٠٠٧، أبلغوا الأمم المتحدة عن عشرات الوفيات، و آلاف المصابين..
اجتاح الجرثوم العراق.. فقتل من قتل، يتّم من يتّم..
لم تكنز به الأخبار، ولا زخّ الخوف في سراويل الشُطّار..

حدث ذاك قبل حكم الكورونا..
وحكمت جراثيم الكوليرا حيوات الفقراء.. أجل الكوليرا التي مازالت تأكل من فقراء البلدان النامية.. في زمن لا صوت فيه للفقراء…


ماحدث كان عادة.. أجل قصة تحدث بشكل اعتيادي في بلداننا من المحيط إلى الخليج..
الموت عندنا مجانيّ.. نحن أرقامٌ متغايرةُ وزنِ الريشة عند شعوبٍ تُهمِلُ الله بينما تبني له دور العبادة!

مع الكورونا هذا لن يستمر، وسنرى الناس وقد انقسموا بين مرتد عن الدين مؤمن بالعلم فقط.. و بين متطرف للدين معتقد بكون ما حدث غضب من الله…

سيبقى ذوو العقل ممن يؤمنون بفصل الدين عن الدولة أقليّة.. وستبقى الدول التي ترعاهم وتحميهم بقوانينها أفضل دول الأرض.

أما الشعوب التي حاولت خداع الله ببهرجة بيوت العبادة، و إهمال بيوت العلم و المشافي، فسترى بحق أن الله لا يقبل بعبادة الأصنام ولا يحب البيوت المبهرجة…

مناظر ما يسميه المتدينون (بيوت) الله اليوم فارغة..محزنة.. بينما يحاول من يزاود هنا و هناك على ضمان حقه في سرير في مستشفى محترم، يعمل به طبيب متخرج من جامعة ومدارس محترمة…


هل من العدل أن يكسي الذهب بيوت الله بينما يباع الأطفال هدايا جنسيّة من شدة الفقر و قلة الحيلة؟
هل تقبل السماء هدايا الفاسدين؟
باعتقادك ماذا يجب أن نفعل لنحد من سلطة و تسلط ذكور الدين و مدعيّ التديّن؟
***********


ما أسباب الكورونا؟
يشيع استخدام الناس لمصطلح انتقام الله، انتقام الخير .. هل ينتقم الله بأذية الجميع؟
من الأسباب التي أقنعتني هي أنّ الأمراض أخوة سوء حالة الطقس.. الأعاصير و الإعصارات.. وأخوة القادمين قريباً -البراكين و الزلازل -
أخوة ولدت جميعها من رحم الطبيعة المقتولة بيد الإنسان..
كتبتُ في مقال سابق كيف أن غابات استراليا الجميلة الخضراء الكبيرة كانت رئة في هذا الكوكب.. التهمت الحرائق ملايين الهكتارات وقتلت ما لا يعد ولا يحصى من الحيوانات و النباتات.. كان هذا وغازاته السامة-في رأيي الشخصي- سبباً من أسباب الكورونا…

هل من المعقول أن تصمت الأرض على الدماء المظلومة التي شربتها؟ هل ننتظر الزلازل و البراكين كفاجعة قادمة؟ أو أننا سنتعلم الدرس و سنعرف أننا تحت هذه السماء سواسية فنوقف التحزب و نحارب التطرف؟

***********

حدث هذا و حرب المياه المباشرة لم تبدأ بعد، ماذا سنفعل عندما تبدأ الحرب المباشرة على المياه؟

عندما باع ملوك العرب بغداد.. -ولسوء حظهم لم يقبضوا حتى اليوم الثمن- لم يعرفوا أنهم يبعون ثروتهم المائية قبل ثروتهم النفطية.. وقبل كل ذاك لم يعرفوا أنهم يمنحون قطعة مباركة من الأرض لآلهة الحروب…
منذ سقطت بغداد، لم يرَ العرب يوماً أبيض..
كانت حكوماتهم ومازالت تعتمد لصق (القفا) بالكراسي.. هل تعلمون ماذا يحدث.. لو صار الغراء صندوق اقتراع؟

انتشرت التعصبات القوميّة و الطائفيّة و تطرف أغلب الناس تحت غطاء طائفتهم، موروثهم و ماوجدوا عليه أجدادهم..
هل تعلم الأنظمة العربيّة و حكوماتها أنّ عقد الأفضليّة التي رسخوها في عقول الأطفال، و وسموا بها ولاء البغال ساهمت في خلق أجيال متصارعة..
حول العالم لم يبقَ إلا قلة عادلة من حملة القلم من كُتّاب اللغة العربيّة .. لذلك في عصر الكورونا:
العنصريّة ستظهر حتماً، وسيدفع الجميع ثمن عدم اهتمامهم بنشر المساواة و وقف الحروب الأهليّة..

كتبت في مقال سابق أنني: إن استمر هذا الوباء، أخاف أن نسمع عن كمامات وُزِّعَت على دين دون آخر، و عن منفسة طبية وُضِعَتْ على لون وجه محدد.. أخاف أن نسمع عن لوائح أفضليّة لقبول في المشافي...
فيما يحمل العديد من (الكتّاب) أقلامهم كبنادق موجهة إلى شرف المخالفين، فيما يفجرون قنابلهم في أجساد البسطاء الذي تحزبوا في صراعات الساسة.. تنسل العنصرية كأفاعي بلا أجراس..
تقتل مستقبل الأحفاد.. في أزمنة لا مكان فيها لمستقبل الشعوب…

هل يحق لنا نقد الحكومات، و حملة أقلامنا أشد جهلاً.. أدقّ حقداً.. و أكثر تطرفاً؟
أين أصوات العقل؟
شاركني برأيك كيف تختار أخبارك؟ كيف تختار كاتبك المفضّل؟ وما تقترح لمحاربة العنصريّة و دعم المساواة؟
************

هل يجب أن نخاف؟

الخوف هو سرطان الجهاز المناعي الأول.. كلما كثرت خلايا الخوف.. أكلت الجهاز المناعي أكثر..
لا يقتل الجهاز المناعي شيء كالخوف.. يقتله بثبات وتدريجياً حتى يقضي عليه…

ما يحدث اليوم من تخويف للعامة من الفيروس.. يحمل نتائج عكسية على الصحة، تحدثت كفاية في مقالات سابقة حول الموضوع عن الأثر الألماسي للنظافة في الوقاية، ولن أعيد هذا هنا.. لكن أن تقي نفسك لا يعني أبداً أنك ستنجو إلى الأبد.. ماذا أقصد؟

-هل سبق لك أن عانيت من (الكريب) أو ما يسمى في أماكن أخرى ( الرشح)… (البرد) .. (الانفلونزا).. و في بعض الثقافات يلقب بالكذب الأبيض لأنه يمر على الجميع؟

-جوابك حتماً هو نعم.

وهذا أكثر ما يشبه فيه الكورونا صديقه الانفلونزا.. أجل غالبيتنا الساحقة ستصاب.. الغالبية منها ستكون بلا أعراض و ستشفى دون أن تعرف أنها أُصيبَت.. قسم سيصاب و سيظن أن لديه (الكريب) أو (البرد).. القسم الأقل سيحتاج عناية طبية غير السوائل، الراحة و كثير من الخضروات و الفواكه.. القسم الأندر سيموت -غالباً لديهم أمراض مضعفة مناعياً و غير معتنى بها-…
ما يحدث اليوم من محاولات للحد من انتشار الفيروس، هي ببساطة محاولات للحد من ازدحام المشافي لأن لأية مشفى في العالم قدرة استيعاب خاصة للحالات الحرجة… لذلك من الذكاء بمكان أن نحاول تقليل حدة ارتفاع معدل الإصابات.

ما سبب خوفك إذاً؟ هل تحتاج أن تعرف معلومات طبية عن الفيروس؟ شارك سؤالك هنا
***********


هل صحيح أن الطب في بلاد العرب أسوأ منه في الغرب؟

بغض النظر عن اتهامات الكثيرين لبلدانهم بسوء الخدمات الطبيّة.. لا يوجد أشجع، و لا أكثر كفاءة و لا مهنية من غالبية أطباء و ممرضي المنطقة العربيّة…
يعتمد التعليم الطبي في البلدان العربيّة على رؤية المرضى و تشخيصهم و إعطاء العلاج.. بينما تحتل مرحلة التوثيق وكتابة كل شيء في ملف المريض مكانة غير مذكورة…
يقضي الطبيب العربي وقت الزيارة المرضيّة مع مريضه، بينما في غالب دول الغرب يقوم الطبيب باستخدام (الكمبيوتر) و التوثيق في ذات وقت المعاينة.. هذا طبعاً يؤثر سلباً على جودة العناية الطبية و يؤدي إلى إرهاق الكوادر الطبية…

أيضاً الطب الدفاعي، وقد عرّفته في مقال سابق بالتفصيل.. وببساطة هو أن يُجبَر الطبيب على تدوين كل شيء لأن المريض قد يقاضيه لأي سبب…
هذا انتشر كثيراً في الغرب بسبب فتح مجالات كثيرة لمقاضاة الأطباء، مما جعل الكثيرين منهم يطلبون تحاليل لا داع لها، وصور أشعة ليست ضرورية.. يعني من باب " في حال كان هناك شيء آخر، فالطبيب طلب كل شيء ممكن و لن يقاضيه أحد". مثال آخر: أن يفصّل الطبيب في القصص المرضيّة لأن المريض يريد دفعه لوصف مسكنات ألم مخدرة و الطبيب لا يعتقد أنها لازمة للمريض.. الخ…

في بلدان العرب تسود ثقافة احترام رأي الطبيب و الوثوق به غالباً لذلك ترى الغالبية العظمى من الأطباء يعالجون المريض و لايكترثون للتوثيق و لا للطب الدفاعي…

في بداياتي في الولايات المتحدة، قمت بتشخيص مرض بورفيريا عند مريض مصاب بالذهان .. تمّ تشخيصه سابقاً بالفصام.. كانت هذه إحدى الحالات التي فتحت لي أبواب المشافي الأمريكية، في حين الفضل في تشخيصها يرجع إلى أساتذتي في كلية الطب في سوريا.. الذين علموني في المشافي، رحبوا بي خلال العطل الصيفية.. تعاملوا مع الطب كرسالة نبيلة و علمونا كيف نحترم الرسالة…

في بلاد العرب نحتاج: تجهيزات مشافي أفضل هذا صحيح.. و نحتاج قانونا ًيسري على الجميع فيصبح الشخص المناسب في المكان المناسب. هذا أيضاً صحيح .. لكننا نمتلك كوادراً طبية و تمريضية من الأفضل في العالم.

هل تخاف أن تمرض لأنك في دولة محددة؟
************



فيما يحدثونا عن عوامل الخطورة يجب لا ينسوا أن الاكتئاب هو عامل الخطورة الأكبر في عالم الأمراض:


تظهر الحالات في دول العرب تباعاً.. يحاول الناس لوم أصحابها.. هذا لا داعٍ له.. طالما تسكنون هذا الكوكب ستصابون آجلاً أم عاجلاً.. لكن كما قلت في مقالات سابقة.. نحن نحاول تقليل ذروة العدد المصاب في الوقت نفسه.. حتى تستطيع المشافي استيعاب المرضى.

يحاول الناس إعطاء نصائح تزيد المناعة.. كطبيبة أقول لكم:
يوجد عناصر غذائية مفيدة للصحة حتماً مثل: العسل، الثوم، البرتقال، الليمون، القمح النابت…

يوجد مكملات غذائية مفيدة: ك الريسفيراترول وهو مادة موجودة بشكل طبيعي في قشر العنب و في كثير من الفواكه و الخضراوت، تباع أيضاً كحبوب مكملات غذائية في الصيدليات.. تنتشر الدراسات حولها في عالم الطب كمادة مضادة للسرطان و الأمراض الخمجية و ربما يكون لها مكان في علاج الكورونا يوماً…

يوجد توابل مفيدة: ك الكركم والذي يسمى ترياق الحياة في بعض الحضارات.. وتمت دراسته في علاج كثير من الأمراض أيضاً…

لكن الأهم من كل ذلك أن تتذكر أنّ ما يقويّ المناعة حقاً هو السعادة.. و السعادة تكمن في الرضى عن النفس.. التفكير الإيجابي.. للأفكار طاقة و الطاقة تسكنك حتماً.

هل سمعت عن نصائح أخرى تزيد المناعة؟



في المقال أعلاه أسئلة كثيرة، ومجالات رائعة للعصف الذهني.. شاركوني نخب عقولكم التي أتشرف بها أخواتي و أخوتي…

لمى محمد.


لتعرف أكثر عن لمى محمد: اضغط الرابط:
http://www.ahewar.org/m.asp?i=2509