أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق محمد عبدالكريم الدبش - رؤيتنا للعراق الجديد .















المزيد.....

رؤيتنا للعراق الجديد .


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 6480 - 2020 / 2 / 2 - 20:49
المحور: الادب والفن
    


التظاهرات التي يشهدها العراق ونحن في اليوم الأول من الشهر الخامس ، التي بدأت طلائعها في الأول من أُكتوبر تشرين الأول 2019 م .
بالرغم من مرور الأشهر الأربعة على انطلاقها وسقوط أكثر من 700 شهيد وما يزيد على 27000 ألف مصاب ومعوق ومعتقل ومغيب ، نتيجة القمع الوحشي والممارسات الإرهابية الشنيعة من قبل القوات الأمنية العراقية ، والميليشيات الطائفية العنصرية المسلحة التابعة لأحزاب الإسلام السياسي الشيعي الحاكم ، والقناصين والعصابات التي تأتمر بأحزاب السلطة وأجهزتها القمعية .
بالرغم من حجم التضحيات الي قدمها الشباب والشابات المنتفضات والمنتفضين والمعتصمين في سوح التظاهرات ، مازال النظام الحاكم يغمض عينيه وأصابه الصمم تجاه تلك المطالب ، التي وصل صوتهم الى السماوات العلا !..
لكن لم تصل الى أذان من يتحكم بمصير البلاد والعباد ، وتزداد وتيرة القمع والقتل والاختطاف والاعتقال والترهيب والاغتيال ، وترتفع وتيرته وأشكاله ملحقة بهؤلاء السلميين العزل أفدح الخسائر .
المتظاهرون السلميون خرجوا مطالبين بوطن كريم أمن حر مستقل ورخي سعيد ، وإعادة بناء دولة مواطنة لا دولة مكونات ، دولة وطنية ديمقراطية علمانية اتحادية ، يحكمها الدستور والقانون وتحقق العدالة والمساواة ، وتوزيع للثروة بشكل عادل ومنصف ، والنهوض بالبلاد في الاقتصاد والخدمات والتنمية والإصلاح الشامل لمؤسسات الدولة وركائزها الأساسية ، المؤسسة الأمنية والعسكرية والسلطات الثلاثة التشريعية والقضائية والتنفيذية وتعديل الدستور ، وبرؤيا دولة المواطنة والديمقراطية والحقوق والحريات ، والمساواة بين الجنسين وضمان الحقوق الكاملة للمرأة كونها النصف الأساس للمجتمع العراقي .
هذه الاستحقاقات والحقوق التي حرم منها شعبنا على امتداد عقود عديدة بشكل عام وال17 عام الأخيرة بشكل خاص ، نتيجة التدهور المريع في مرافق ( الدولة ! ) والمجتمع ، وتوقف شبه كامل في عجلة الاقتصاد وبقاء العراق يعتمد على ما يبيعه من النفط ( اقتصاد ريعي ! ) ، وغياب فرص العمل وغياب الخدمات الأساسية من ( ماء وكهرباء وتعليم وصحة وطرق وصرف صحي وسكن وغياب الأمن وغير ذلك ! ) الذي أنتج لنا ملايين من العاطلين عن العمل وارتفاع نسبة الفقر والامية وانتشار الأمراض والأوبئة والأورام السرطانية ، هذا الذي أفرز واقعا مريرا وفوق قدرة الإنسان العراقي على تحمل تلك الضغوط ، التي دفعت بالملايين بالخروج بمظاهرات عارمة في محافظات العراق في الوسط والجنوب ، وهي تعبر عن سخطها ورفضها وتمردها على هذا الواقع ، وضد النظام القائم وأحزابه الفاسدة والظالمة ، أحزاب وميليشيات الإسلام السياسي الشيعي الذي حكم العراق من 2006م وما زال على نهجهم وفسادهم وقمعهم للحريات ومصادرتهم للحقوق وتدميرهم للدولة ، لينتجوا بديلا عنها دويلات وإمارات حرب ومافيات وعصابات والتي أضحت تمثل الدولة العميقة .
الملايين التي خرجت وتسمرت في سوح التظاهر كان لها مطالب محددة ، طالبوا بإقالة الحكومة وبقانون انتخابات عادل ومنصف ومفوضية انتخابات مستقلة وقانون أحزاب وطني يدين بالولاء للعراق ولا شيء غير العراق ، ويمنع قيام أحزاب على أساس ديني أو طائفي أو عرقي شوفيني ، وتشريع قانون من أين لك هذا ، وإعادة بناء المؤسسة الأمنية والعسكرية وعلى أساس أن تكون مستقلة مهنية وطنية وتمثل إرادة الطيف العراقي ، لتنهض بمسؤوليتها في حماية أمن الوطن والمواطن ، وحصر السلاح بيدها دون غيرها ، وحل جميع الميليشيات والمجاميع المسلحة والعصابات ومافيات السلاح والمخدرات والتجارة بالبشر ، والحشد الشعبي ، ومصادرة جميع الممتلكات الثابتة والمتحركة التي تعود لهذه المجاميع .
ولتحقيق هذه الحقوق والمطالب التي حددها المعتصمون ، ولعدم الثقة بالطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة ، اشترط المحتجون والمعتصمون والمتظاهرون السلميون ، أن يتم تكليف رئيس لمجلس الوزراء القادم وفق المواصفات الأتية [ أن يكون ولائه للعراق .. وطني .. نزيه .. مهني .. غير متحزب ومن خارج أحزاب السلطة والإسلام السياسي وغير جدلي وأن يكون رجل دولة ]ُ .
وقد أعلنوا تلك المطالب عبر سوح التحرير والإعلام والتواصل الاجتماعي وفي الكثير من اللقاءات ، ولكن هذه الأحزاب أصرت على عدم الاستجابة لتلك المطالبات والمناشدات ، وبعناد أحمق وغبي ، ذهبت بدل ذلك الى وسائل القمع والتسويف والكذب والتظليل والمراوغة ، والتنصل عن أي تعهد بالوفاء لمطالب هذه الملايين ، ومازالت تدفع بالأمور نحو مزيد من التصعيد والقمع ، ممعنة في على فرض إرادتها وتعيين من تراها مناسبا لها ولأحزابها ، لا ما تراه الملايين المحتشدة والمعتصمة في سوح التظاهر منذ أربعة أشهر .
بالأمس الأول وقبل تكليف محمد توفيق علاوي كرئيس لمجلس الوزراء ، خرج علينا ليلة الأول من أمس السيد مقتدى الصدر في بيان يدعوا أنصاره الى التظاهر ، وبعد فترة خرج البعض من أنصاره الى ساحة التحرير واعتدوا على المتظاهرين المعتصمين في المطعم التركي وأخرجوهم عنوة ، بعد الاعتداء عليهم ، وبممارسة أقل ما يقال عنها بأنها مدانة وغير مقبولة ولا تنم عن شعور بالمسؤولية الأدبية والأخلاقية والوطنية .
ومساء أمس يعلن علاوي تكليفه برئاسة مجلس الوزراء خلفا للسيد عادل عبد المهدي ، ولم يتمكن الإسلام السياسي وأحزابه الطائفية وميليشياته التي تدين بالولاء لإيران ، لم يجدوا في الأربعين مليون عراقي واحدا وطني ومهني ومستقل من خارج دائرتهم !؟..
يذكرني هذا التكليف بقصة أشبه بقصص ألف ليلة وليلة !,, قصة ظريفة وفيها حكمة وهي تدعوا الى الضحك والحزن والبكاء في الوقت نفسه !..
يقال في قديم الزمان ، لم يكن هناك وسائط نقل غير الحيوانات أو المشي للتنقل بين القرى والمدن ، وكانوا في أغلب الأحيان يسيرون على شكل أفواج أو مجاميع كبيرة درئا من خطر الحيوانات المفترسة وقطاع الطرق ومن ( الطنطل هههه ! ) .
فتصادف في الطريق أثناء المسير [ الحق .. والباطل ! ] فتقدم الباطل الى الحق وألقى عليه التحية !!.. فرد الحق على الباطل بأحسن منها !..
فقال الباطل للحق هلا ترافقني في رحلتي فأنا لوحدي وأنت لوحدك ، لنسير وندردش سويتا حتى نصل إلى ما نحن نريد !..
فوافق الحق وبعد مسير لساعات !.. أشار الباطل الى الحق .. هل تشعر بالتعب فقال له بلا !..
فقال له الباطل ماذا تقول لو كل واحد منا يحمل صاحبه ونتبادل الأدوار !.. فقال له الحق فكرة قد تكون معقولة !.. ولم يمضي وقت طويل فطلب الباطل من الحق قائلا ( دعني أركب ظهرك !.. فنادى الحق من بجواره في القافلة !..
اسمعوا يا ناس ( الباطل يريد أن يركب الحق! ) !..
فصرخوا السابلة الذين معهم بوجه الباطل كيف لك أن تركب الحق ؟ ) ..
ومن تلك الحكاية ركب الحق على الباطل !.. وبقي الباطل هو الماشي ؟؟...
كل الذي جرى والسيناريوهات والتظليل والكذب والمسرحيات التي أخرجوها ويسوقوها اليوم ، تأتي على مبدأ [ تريد أرنب أُخذ أرنب !... تريد غزال أُخذ أرنب !.. وهناك من يقول لشعبنا وللمتظاهرين الذين قدموا كل هذه التضحيات وتحملوا الجوع والمطر والبرد والإرهاب والقمع ، ويأتي من يقول لهم !..
لماذا لا تعطوهم فرصة ؟.. جربوهم !.. وبعد ذلك يكون لكل حادثة حديث !.. ’
لم تكتفي السنوات ال17 من السنين ، التي حكموا بها العراق والجميع يعلم كم من الفرص كانت بين أيديهم [ وكانوا كل مرة .. يطلعون من حفرة !.. ويدخلون شعبنا بعدها في بئر سحيق ! ] .. وما زالوا يريدون مزيدا من الفرص !..
والعربي شيمه وأخذ عباءته !..
ونسامح مرة لخاطر الإيرانيين لأنهم من لحم ثورنه !..
ومرة نسامح لخاطر أمريكا وإسرائيل كونهم أولاد عمنا !..
نريد نشوف بيت الفرس وين ؟؟..
وإلى متى نبقى ندور كما لو أننا ( رابوت ألي ! ) والريمون بيد إيران مرة !.. وبيد أمريكا مرة .. ويمكن انوب نسلمه بيد روسيا والصين !.. شنو رايكم ؟..
بقي شيء أخير سأقوله بصراحة أبو كاطع الله يرحمه :
أقسم بسقراط وجلجامش وحمورابي والحلاج !..
سوف لن تستطيعوا قتل الانتفاضة أبدا .
ولن تستطيعوا حرف مسيرتها ، وتحقيق أهدافها في سعيهم لقيام الدولة الوطنية الديمقراطية العلمانية المستقلة .
هذا أولا :
والهدف الثاني الذي لا تراجع عنه ، وهو تقديم قتلة المتظاهرين والمعتصمين السلميين الى العدالة لينالوا جزائهم العادل وتعويض عوائل الشهداء وتكريمهم واعتبارهم شهداء الشعب والوطن ومنحهم أرفع الأوسمة ، والتكفل بعلاج الجرحة والمصابين وما لحق بهم من إعاقة أو ضرر .
إعادة بناء المؤسسة الأمنية والعسكرية على أسس بيناها فيما سبق .
القيام بإجراءات سريعة بتشريع القوانين الضامنة للديمقراطية والحريات العامة والخاصة وحرية التعبير والحصول على المعلومة ، وحق التعبير والنشر بما في ذلك الفنون والثقافة والأداب وتشجيع الإبداع والابتكار .
إن فرض إرادتكم على شعبكم وتشبثكم بالسلطة والامتيازات الغير مشروعة والتفرد في صنع القرار، والعداء للتعددية وللديمقراطية وللمرأة ، هذه وغيرها ، والاستمرار بنهجكم هذا ، سيسيقكم الى جهنم غير مأسوف عليكم .
2/2/2020 م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يجب أن يبقى أحد قاعدا على التل ؟!..
- ومكروا .. ومكر الله والله خير الماكرين !..
- السيدة ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق .
- الاغتيال والاختطاف والاعتقال والترهيب لن يمنع عملية التغيير ...
- قانون الحياة عادل ويسير الى الأمام دائما .
- يا جماهير شعبنا العراقي العظيم .
- المنافقون والمُظِلون الظلاميون يكشفون عن وجههم القبيح .
- الاغتيال والبطش ضد المعتصمين ما زال مستمرا !..
- هذا زمن الطاعون .. الزمن الرديء !..
- التصدي لغلات المتطرفين الساعين لإشعال حرب في الشرق الأوسط .
- السادة أعضاء المحكمة الاتحادية .
- أملي أن يكون عاما أسعد من السنوات الماضية .
- نهج معادي لتطلعات الشعب تمارسه السلطة الحاكمة !..
- ماذا يجري في الغرف المغلقة للكتل السياسية ؟..
- المهمات التي يجب أن تنهض بها ثورة الأول من أكتوبر الأن ؟..
- لا تبخسوا دور الشيوعيين المشرف وتضحياتهم الجسيمة .
- خفافيش الجريمة والعهر السياسي تغتال الناشطين المدنيين !..
- مناجات عبر الأثير !..
- توقفوا عن قتل الشيوعيون والديمقراطيون والمعتصمون يا أعداء ال ...
- الكعبة لها شعب يحميها !..


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق محمد عبدالكريم الدبش - رؤيتنا للعراق الجديد .