أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار نوري - لغز كرسي ---- وأزمة - صدمة - مفتوحة















المزيد.....

لغز كرسي ---- وأزمة - صدمة - مفتوحة


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 6447 - 2019 / 12 / 26 - 16:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



وكانت حكاية أنتفاضة ترقى إلى ثورة تصحيحية للأسف بطعم تراجيدي مأساوي دموي في ساحة التحريروسط بغداد الحبيبة وشاهدها جدارية الحرية الحمراء لجواد سليم في الأول من أكتوبر 2019 بمظاهرات شبابية ثورية صاعدة بشعارها الخالد " نازل آخذ حقي " دفعت أستحقاق فاتورة ثقيلة دماء زكية لأكثر مئات الشهداء وآلاف جرحى ومعوقين ومفقودين ومخطوفين ، أحرقت أوراق الحكومة الغارقة بسوء الأدارة .
والغليان الشعبي يتصاعد في مدن الوسط والجنوب وساحات التظاهر تؤكد رفضها تدوير الوجوه وترشيح شخصيات متحزبة ، وأصبح الصراع على تدوير الكتلة الأكبر هو صراع مصالح وليس حجة فراغ دستوري لأنهُ لا يتحقق الفراغ ألأّ بغياب واحدة من الرئاسات .
والسؤال الذي يفرض نفسه : لماذاجماهيرالوسط والجنوب ؟ لكونها مستلبة الحقوق والغارقة بثالوث الموت البطيء المرض والجهل والفقر ، فحراك الشارع العراقي بهذا الشكل من التظاهرات العنيفة والصاخبة والغير مسبوقة في أنطلاق صوت الأحتجاج حسب قناعتي ترقى لأزمة مستعصية مستديمة بل أخذت أبعاد "صدمة " بالنسبة لأصحاب القرار السياسي والكتل السياسية التي لاتزال لم تستوعب هذه الصدمة كان عليهم أن يدركوا أن شارع 2019 ليس شارع 2003 وأن العراق تحوّل إلى كتلتين : الشارع والكتل السياسية ، ولم يستوعبوا ثقافة وحضارات البلدان التي عاشوا فيها وما زال بعض من الكتل السياسية مصراً على ترشيح متحزبين لرئاسة الحكومة وهو بالضد من مطالب المتظاهرين ، أصبح كما نرى اليوم تمسك كتلة البناء بمرشحها السهيل وهو ما يؤكد تمسك الكتلة بمكاسبها ، والحقيقة المرّة : أن الطبقة السياسية تعاني من التأخر في أستدراك الخطأ ، وكأن الشعب العراقي المبتلى يعيش على فوهة بركان عيوننا ترنو بحذر وترقب إلى " حراك الليلة الأخيرة بأنتظار الكتلة الكبيرة " والحقيقة التي فرضت نفسها : لا يستطيع أي طرف فرض مرشح لرئاسة الوزراء ، ولا أضمن ترشيح شخصية خارج الكتل لرئاسة الوزارة ، وربما لن يمر مرشح لرئاسة الوزراء ( ألاّ ) بالتوافق السياسي بين الأطراف السياسية المعنية والمنتفضين ، لأن المنتفضين في الساحات شركاء للساسة والشريك الأكبر في صناعة القرار ، ولتتوقف الأحزاب تهافتها على منصب رئاسة الوزراء لتيقنها أنّها مؤقتة ذات مسؤولية أقل ، ورئيس الجمهورية هو الآخر في وضع قلق لايحسد عليه فهو تحت ضغوطات قوية من الكتل الشيعية ودول الجوار والمحتل لأمريكي ، لذا أصيب بالدوار حزم حقيبة سفره إلى السليمانية ليهرب من الدوامة التي أبتلي بها ، ليعلم ان سفره هروب إلى الأمام لأني أذكرهُ { إذا لم يسمي رئيسا للوزوراء ضمن الوقت الدستوري 16 يوم يعتبر خرقاً دستورياً يحاسب عليه وفق الدستور والقانون } ، ثم يبدو لنا أن رئيس الجمهورية يتعامل مع هذا الملف بالذات بسذاجة ومزاجية في اختيار مرشح لرئاسة الوزراء ، أقول لهُ ولأصحاب القرار السياسي :أن أختيار رئيس الوزراء معركة صغيرة في حربٍ طويلةٍ .
فأصبح هذا الكرسي اللعين لغزاً كرته تتقاذف بين الكتل السياسية كل يبكي على ليلاه ويبدو أنه لغز محيّرأرسله الرئيس إلى العراف في المحكمة الأتحادية بكتاب توسل " أفتونا يرحمكم الله " فجاء الحل مرضيا للبعض وكارها لأخرى ، ورد عليهم الشارع العراقي الملتهب نحن الكتلة الأكبر بعدد شهدائنا ال 400 فهي أكثر من رقم نوابكم ال 329.
فأحتجاجات الشارع العراقي أزمة مفتوحة من دون أفق لأن الذي حدث في أكتوبر " حوار طرشان " بين المتظاهرين والحكومة التي أستفاقت من هول الصدمة لجأت إلى الحلول الأصلاحية ب17 قراراً تشمل تدابير أجتماعية تتراوح بين مشاريع أسكان ومساعدات إلى الشباب العاطلين من العمل وأعتبار ضحايا التظاهرات والقوى الأمنية شهداء وطرح أراضي سكنية لمحدودي الدخل وفتح باب التطوع للشباب بالجيش العراقي ، ولكن هذه الأصلاحات رفض سماعها المتظاهرون لكونهم طرحوا في 25 أكتوبر شعاراً { الشعب يريد أسقاط النظام } وهو تصعيد خطيرللوضع السياسي برمته أما الحكومة العراقية حسب رأيي : لم تقرأ الوضع السياسي و تكتشف نوع الأزمة جيدا فأخذت تتصرف بعشوائية وتخبط و تشخيص مستقبل ما سيؤول أليه العراق . أحتجاجات العراق فعلاً أزمة مفتوحة من دون أفق وغرق في حلقة جديدة من عدم الأستقرار ، وربما قد تكون أخطر ما يواجهه منذ أحتلال العراق 2003 ، وجاءت الأحتجاجات في لحظة حرجة بالنسبة للعراق الذي أصبح بين فكي المطرقة والسندان بين حليفه الأمريكي وصديقه أيران ، ومما زاد في حدة التوتر تهديدات أيران بأستهداف القواعد الأمريكية المتمركزة في العراق ، وأن الحكومة بأصلاحاتها ربما نجحت بعض الشيء في وضع حدٍ للتخفيف عن بعض الظواهر المتأزمة لكن سيكون مثل الجمر جاهزاً للأشتعال في أي وقتٍ ومكان وعندما يحدث ذلك سيحرق الكل ، وليعلم الجميع أن حراك الشارع العراقي وتظاهراته الصاخبة وأهتزاز الأمن الداخلي هو عامل مساعد في نشاط الخلايا النائمة وأنتشار الجريمة المنظمة وهي فرصة ذهبية لداعش الأرهابي وعيد ميلاده في أستثمار التظاهرات لأعتبارها ثغرات رخوة .
ما الحل إذاً ؟؟؟!!!
لا أبدو سوداوياً ولكن هي الحقيقة عند قراءة الخارطة السياسية للوطن الحبيب الذي يمر بأخطر مطب سياسي منذ تأسيسه في 1921 وهو محبوس في عنق الزجاجة فأضع هذه الأقتراحات المتواضعة ربما هي خاضعة للخطأ والصواب :
-الأستجابة لمطالب الشعب الذي يمثل قمة العقل والحكمة .
- يجب أن لا يبقى البلد ( خالياً ) من حكومة تديره .
- يجب مراعات ظروف البلد عند تشريع أي قانون .
- على رئيس الجدمهورية أن يرسل عدة مرشحين للبرلمان .
- يجب أن ينظم الشارع صفوفه ويبعد المندسين حتى تلبي الحكومة مطالبه .
- أن تتفهم الحكومة الحقيقة { أن المظاهرات ترقى إلى قمة مفاهيم الأنتفاضة الجماهيرية بطروحاتها الواقعية أن العراق بحاجة لأصلاحات بنيوية عميقة وثورة أقتصادية واجتماعية وفكرية لتحقيق التنمية المستدامة والديمقرطية الحقيقية وتوفير الحياة الكريمة في ظل نظام وطني كامل الأستقلال والسيادة .
- أعتقد لا يمكن تمرير رئاسة للوزراء ألآ أن يكون قاضياً أو عسكريا ً .
- وللحقيقة أن الكتلة الأكثر عدداً بالتوافق ألتفاف على الديمقراطية ولآرادة الشعب المنتفض ، وأنتصار لرغبات القوى السياسية .
- الأمور المتفاقمة وأزمة الصدمة في الشارع العراقي يجب أن تكون قوى الأمن الداخلي والعسكر والسلطات الثلاثة وخصوصاً البرلمان والأعلام الموجه في حالة الأستنفار القصوى ولتصل لدرجة ( ج ) لسد الثغرات على أعداء العراقمن داعش والمخربين وليرتقي الجميع للوحدة والتآلف ووضع الوطن في حدقة العين حينها يكون الأرتقاء إلى مستوى المخاطر المحدقة بالعراق المفدى .
- حزم الحكومة بأتجاهين الأستجابة الموضوعية لمطالب المتظاهرين السلميين وقطع الطريق أمام المندسين والمخربين ونواياهم الأجرامية ونكون قد وصلنا لحماية الوطن .
- أستشارة ثلاث قوى عند أتخاذ القرارات المصيرية والمهمة هي : المتظاهرون السلميون ، النقابات والأتحادات ، بعض القوى السياسية المعتدلة . والله وراء القصد -----
كاتب وباحث سياسي عراقي مغترب



#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستجدات الميدانية ---- وتأخير البديل
- الأتفاقية الأمنية ---- -بورتسموث- جديدة بصياغة أمريكية ؟!
- مزاد العملة الأجنبية----فرية أمريكية بريمرية
- رواية - أولاد حارتنا - ----- وعالم نجيب محفوظ
- تايتانيك الوطن ----- يغرق؟!
- طريق الفشل والنكوص في - مجالس المحافظات -
- العدالة الأجتماعية / مقاربة معرفية للمفهوم ومآلات النموذج ال ...
- خطأ - الشيعة - في أختيار عادل عبدالمهدي
- الخور ---- ليس للبيع
- اللبرالية الجديدة ------قناع يخفي تغوّلْ الرأسمالية
- أخرجوا من اليمن على خطى الأماراتيين لكون اليمن - مقبرة الغزا ...
- الصرخة المكبوتة في زمن العتمة --- في رواية - الكنزة الزرقاء ...
- موازنة 2019 الأنفجارية والعجز الغير مبرر
- - لا - للتعديل الأقصائي لنظام سنت ليغو 9-1
- رذاذ من وجع الغربة على بستان الناقد العراقي - جمعه عبدالله-
- قراءة سياسية للمنهاج الوزاري للسيد عادل عبدالمهدي
- نزعة الأنسنة في قصيدة الشاعر شلال عنوز / هذيان عند فم العاصف ...
- فردريك أنجلز--- هل تحقيق الأشتراكية ممكناً في كتابهِ - فيورب ...
- lمسارات الأزمة الراهنة بين أمريكا وأيران / مواجهة أم مفاوضات ...
- الأطفال --- وحمى - الآيباد - والهلوسات الأفتراضية


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار نوري - لغز كرسي ---- وأزمة - صدمة - مفتوحة