أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فراس حاتم - ا لحياة الديمقراطية في بلاد سومر














المزيد.....

ا لحياة الديمقراطية في بلاد سومر


فراس حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 6336 - 2019 / 8 / 30 - 13:21
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من منا يعرف ان الديمقراطية موجودة في بلاد الغرب اوربا و امريكا و بقية البلاد المتقدمة لكن الديمقراطية ليست حكرا على المجتمع دون الاخر لكن قبل 5000 عام كانت الديمقراطية في بلاد سومر موجودة على قدم و ساق في الحياة السياسية للمملكة السومرية .فالحكومة السومرية مكونة من برلمان ذو مجلسين فالمجلس الاول هو مجلس الاعيان او مجلس الشيوخ او ما يسمى ارك من اعيان المدن السومرية ووجهاءها الذين هم يحصلون على مقاعدهم بالتزكية لانهم يتعهدون بمبدا الحكمة في حل مشاكل مدنهم و صلة وصل مدنهم بالبلاط الملكي و الحكومة و المملكة ككل و من ابرز من تقلد هذا المنصب كلكامش صاحب ملحمة كلكامش الشهيرة لما كان له نفوذ في ذلك المجتمع انذاك و دور في الحفاظ على وحدة المملكة انذاك و اما المجلس النيابي كان النواب فيهم او يسمى مجلس العموم حيث المملكة المتحدة اي بريطانيا اخذت هذه التسمية و العملية السياسية من المملكة السومرية بتضمينها بوثيقة الماغنا كارتا التي هي وثيقة المبادىء الاساسية لبريطانيا المستوحى من الحكم السومري و مسلة حمورابي حيث ان النواب في المملكة السومرية يتعهدون بحمل السلاح و الخدمة كجنود في حالة نشوب حرب في البلاد و يتحول البرلمان الى برلمان حرب .ليس هذا فقط عند اجماع المجلسين على القرار يتم احالته الى الملك ليصادق عليه و ان لم يتم الموافقة عليه من قبل الملك يعود الى المجلسين لمناقشته و اصلاحه ليعاد الى الملك ليتم توقيعه .في حين اليوم نرى في بريطاني نرى ذات الشي في قرار الخروج من الاتحاد الاوربي (البريسكيت ) حيث اصرار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على الخروج دون اتفاق مع المعارضة التي تريد الخروج مع اتفاق فالامر الذي ادى الى قرار الملكة اليزابيث بتعليق عمل البرلمان بعد غدم الوفاق بين مجلس العموم البريطاني و اللوردات بعد احالته للملكة اليزابيث و عدم المصادقة عليه بقرار تعليق عمل البرلمان حتى اكتوبر . في قصة مشابهة له في المملكة السومرية حيث قبل الحرب الاهلية السومرية التي كانت مملكة كيش المتمردة تريد الاستقلال عن البلاط الملكي حيث دارت نقاشات في مجلس العموم و مجلس الشيوخ (ارك ) برئاسة كلكامش الذي كان من المؤيدين للحرب لان الحرب ضامن الاستقلال و السلم يجب ان ياتي باي ثمن كان لان الذي لان النتائج التي لا تاتي في الحرب يجب جنيها بالسلم لان كلكامش كان من اشد المدافعين عن المملكة المتحدة السومرية بالرغم من انه كان شاعرا و سياسيا و كاتبا لكن مصالح البلاد اعلى المصالح الى لا نقاش فيها .غير عن ذلك كان سر قوة كلكامش و نفوذه وجود كوكبة من التجار الكبار الذي كان يتاجرون مع الهند و بلاد فارس و عبر البجار مع الاغريق و الفراعنة اما اختراع الكتابة كان له تاثير في نشوء جيل من الكتاب و الشعراء الذين يخلدون ابطالهم و رموزهم و اساطيرهم غير عن رجال دين يكتبون بالواح الطين موعظاتهم الروحية و يلتقون الملك في فترات عديدة .لكن كلكامش ليس فقط كاتب ملحمة بل سياسي من الطراز الاول كان يكتب كل خطاباته السياسية بشكل قصيدة ملحمية ليتسنى للشعب و القيادات العليا فهم ما يود قوله و شرح غاياته خصوصا عندما ارسل انذارا الى ملك كيش بقصيدة .و بعد الانقسامات بين السياسين و غرفتي البرلمان رفض الملك قرار الحرب الذي كان يؤيده كلكامش بعد ضغط المعارضة انذاك للتراجع فذهب كلكامش الى اهل مدينته و القى قصيدته امام بحثهم على القتال في سبيل وحدة المملكة و اعادة كيش لحضن المملكة الامر الذي اضطر مجلس النواب و الشيوخ الى الانعقاد و اتخاذ قرار الحرب و اعادة توقيعه الى الملك و لكن بالرغم من معارضته دخلت البلاد في حرب اهلية كبيرة تغيرت ملامح المملكة السومرية تغيرا جذريا و عاشت بعدها لسنوات رهينة الفساد حتى ان اتى الملك اوروكجينا الذي يسموه ابو الحرية الذي قام بسن قانون يجوز للمملكة السومرية محاسبة الملك على الفساد و تعيين ديوان خاص للكتابة و رصد الفساد من خلال مراقبة رصد تخزين الغلال من الشعير و القصب ورفع التقارير الى الملك شخصيا ليقرر بنفسه هو و القضاة الحاكمين بنفسهم ما حكم من يسرق غلال الشعب .و هنا بدات المملكة السومرية بالازدهار و القوة مرة اخرى بعدما ساد العدل الديمراطية السومرية حتى و ان ساد الاضظراب فيها لكنها كانت تجربة ديمقراطية عظيمة بمقاييسنا و ارث عظيم ان نرى ذلك اعرق ديمقراطيات العالم تستوحي هذا النموذج السومري و تحدثه ليكون اساس حكم رشيد بينما بلاد الرافدين ترزح تحت انقاض الكوارث من دون امل او افق اصلاح تخرج فيها البلاد من نفق الظلام .و ايضا كيف للكتابة كانت اساسا في تطور الحياة السياسية و الاجتماعية للمملكة يعكس تقدمها و رفاهيتها و لشعبها فما اشبه الامس باليوم ان نرى ذلك سنة 3000 ق.م و عام 2019 بعد الميلاد حيث يجب انا ناخذ العبرة و الدرس في ذلك الموروث العظيم الذي هو هدية عظمائنا و صناع حضارتنا السومريين لنا و الى الاجيال القادمة .
تحياتي



#فراس_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة التلوث اللامنتهية
- صراع الفن بين الجشع و الابداع
- درس النمسا الديمقراطي
- نظرة على الاستثمارات الالمانية في العراق
- افاق في نجاح نظام التعليم في فنلندا
- الثورة الثقافية في الصين
- الجزائر قصة الامس و اليوم و غدا
- قيمة البلاد هي حماية ارواح العباد
- دور صناعة السينما في بناء المجتمع
- عبقرية اديناور في بناء المانيا الجديدة
- التنمية و السلام في افريقيا
- دور العلاقات الدولية في احلال السلام في شبه الجزيرة الكورية
- تاملات في مستقبل باكستان الجديدة
- الوصايا العشر التعليمية للشرق الاوسط
- تاثير اصلاحات الملك اورنمو على ازدهار المملكة السومرية الحدي ...
- اسباب الانهيار الامني في الموصل


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فراس حاتم - ا لحياة الديمقراطية في بلاد سومر