أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله أبو راشد - ما بين مقولة -شارون- الشهيرة في حصار بيروت وحصار مخيم اليرموك 2012: (ثمة وجوه لعملة واحدة وإن تعددت أوجه الاختلاف والشخوص ولأماكن والمسميات)















المزيد.....

ما بين مقولة -شارون- الشهيرة في حصار بيروت وحصار مخيم اليرموك 2012: (ثمة وجوه لعملة واحدة وإن تعددت أوجه الاختلاف والشخوص ولأماكن والمسميات)


عبد الله أبو راشد

الحوار المتمدن-العدد: 5854 - 2018 / 4 / 23 - 16:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما بين مقولة "شارون" الشهيرة في حصار بيروت وحصار مخيم اليرموك 2012:
(ثمة وجوه لعملة واحدة وإن تعددت أوجه الاختلاف والشخوص ولأماكن والمسميات)
عبد الله أبو راشد*
قد يسأل سائل في الحرب السورية الطاحنة ما بين الأخوة الأعداء، ما هو السر الكامن ما بين ما بين حصار النظام الحاكم في سورية لمخيم اليرموك منذ العام 2012؟ وحصار الإرهابي الصهيوني "شارون" للعاصمة اللبنانية "بيروت عام 1982"، والمقترن بمقولته الشهيرة المهددة لمخيم اليرموك في تلك الفترة. وهل حصار مخيم اليرموك له صلة بحصار بيروت، أم هي مجرد مصادفة ليس إلا؟ وما سر العلاقة ما بين الحصارين وبتصريح "شارون" وتهديده لمخيم اليرموك حينذاك بقولته المشهورة: "لك يوم يا مخيم اليرموك"؟ وما حقيقة العلاقة البينية ما بين الحالتين وارتباطها بمقولته؟
هي بطبيعة الحال، قضية مفتوحة للنقاش، ومساءلة مشروعة للجميع من عامة الناس وخاصتهم. لكن العارفين في دهاليز السياسة السورية في ظل نظام "الأسد الأب والابن" وبطانته الحقيقية الحاكمة، وبالمقارنة مع السياسة الصهيونية والعقيدة العسكرية القائمة على الاغتصاب والقضم المتدرج للأراضي الفلسطينية والعربية بحروبه العربية الصهيونية، والحروب العربية-العربية كرابح وحيد. نجد ثمة مقاربات، وبالنظر إلى عمق الرؤى الاستراتيجية والتكتيكية والفلسفات البرغماتية الذرائعية لكل منهما الصهيوني والأسدي في حروبهم ضد خصومه الحقيقيين. ويُدرك السياسيون قبل سواهم من البشر أن كلا الحصارين مربوطين بسلسلة متشابهة من الأهداف والأليات، مع ملاحظة الفروق في العوامل والمسببات والأدوات والأساليب والتوجهات. فثمة مسوغات مباشرة وغير مباشرة لكل من المغتصب الصهيوني وما بين النظام الحاكم في سورية، ولكل له مصالحه ومبرراته.
فالكيان الصهيوني أراد لحربه في اجتياحه للأراضي اللبنانية عام 1982 وحصار مدينة "بيروت" تحقيق أهداف محددة ، أقلها تهجير ومحو الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان، والقضاء على كل صوت وطني وبندقية وطنية لبنانية وقومية عربية مصوبة نحو الكيان الصهيوني، ومحاولة خلق بيئة جغرافية وسياسية محيطة به أمنة. تُحقق له سلامة مواطنيه في شمال فلسطين المغتصبة وعمقها الجغرافي، ووضع شريط حدودي بعرض ثلاثين كيلو متر عن حدود فلسطين الشمالية، كي لا تكون مستوطناته تحت رماية أسلحة المقاومة اللبنانية والفلسطينية، أو مجال لعبور الفدائيين "الاستشهاديين" وكف حركة الاختراق التي كانت سائدة من جنوب لبنان.
أما بالنسبة لمخيم اليرموك، فالأمر له علاقة مباشرة في الموقع الجغرافي لمخيم اليرموك وقربه من قلب العاصمة دمشق وصلته بالغوطتين الغربية والشرقية، ومكانته الرمزية النضالية، وما يُشكله من مكان أمن للنازحين السوريين من بيوتهم وقراهم وبلداتهم القريبة والبعيدة، ودوره المشهود في احتضانهم كأهل وأخوة في المخيم عملاً بمقولة: "فلسطيني وسوري شعب واحد". وخوفه من اختراق قوى المعارضة حواجزه الأمنية والعسكرية وقربها من القصر الرئاسي الجمهوري ومجلس الوزراء والشعب السوري. وهذا بالطبع لم يرق للنظام الحاكم ولا أجهزته الأمنية والعسكرية وقيادته السياسية، علاوة عن المطامح الإيرانية الساعية لتوسيع مناطق نفوذها، وفق معتقدات أيديولوجية طائفية الطابع في المناطق التي تصلها بمقام "السيدة زينب" وسواها من الأماكن التي يعتقد الإيرانيون أنها مقدسة بالنسبة إليهم، وتنسجم أيضاً مع رغبة النظام في حرمان المعارضين له من بقعة جغرافية استراتيجية تهدد وجوده.
لعل تصريح الإرهابي الصهيوني " إريل شارون" وتهديده لمخيم اليرموك في مقولته المشهورة: "لك يوم يا مخيم اليرموك" له ما يبرره، فقد كانت القوات الفلسطينية والمقاومة اللبنانية المرابطة في حصار بيروت 1982 وفي مناطق التماس ومن جميع الجهات، جلّها من شباب سورية ومخيم اليرموك على وجه التخصيص، ومن الطلاب والجامعيين الذين قاتلوا ببسالة وشراسة في تلك الحرب الصهيونية المجنونة. هذا ما دفعه لذلك التصريح وذاك الوعيد.
وللنظام السوري أسبابه الشخصانية والذاتية أيضاً، للحفاظ على كرسي الحكم وديمومة مقولة: "سورية الأسد وراثية وللأبد" هي من المبررات لحصار مخيم اليرموك وخشيته من أهميته الجغرافية والسياسية كعاصمة المجاز الرمزي للفلسطينيين خارج أسوار الوطن الفلسطيني. وما يحدثه من تأثيرات محتملة ومتغيرات وخلخلة في قوات الأسد، لاسيما جيش التحرير الفلسطيني بقياداته الميدانية التي شهدت حالات من الانشقاقات خصوصاً وقطع الطريق والحد منها. وله في الحرب اللبنانية تجارب مريرة مع الفلسطينيين وفصائلها المسلحة.
هذا يدفعنا لنُدرك اليوم جدوى مقولة "شارون" وفعاليتها على واقع الحصار المفروض على مخيم اليرموك، وبطرق أكثر قساوة وقهراً وظلماً، بالمقارنة مع مراعاة الفرق ما بين العدو الصهيوني ومجازره والنظام السوري بحق شعبه السوري والفلسطيني. ومحاولة الربط ما بين تشريد قوات المقاومة الفلسطينية بعيداً عن فلسطين المحاصرة في بيروت حينذاك. بالمقارنة مع واقع مخيم اليرموك، وما حل به وسكانه من بشاعة التدمير والقتل والاعتقال والتهجير التي نالت من بيوته وشعبه، وقسمته الحرب الدموية السورية إلى قوى فلسطينية موالية للنظام وأخرى شعبية معارضة له. وتُحقق حالة الحصار في كلا الحالتين بشكل ما أو بآخر "بيروت ومخيم اليرموك"، ذلك الانسجام "انسجام المصادفة" ما بين أهداف الصهاينة والنظام الحاكم في سورية، وهو النيل من مخيم اليرموك وشعبه وكسر عنفوانه وثورته، والحد من فاعليته في استيعاب ومساعدة الأسر السورية التي لجئت إليه من الغوطتين الشرقية والغربية وقلب دمشق وحمص ودرعا وسواها من مناطق الحرب في سورية. وكأن ثمة تخاطر روحاني دموي إرهابي ما بين "شارون وطاغية سورية" في اطباق الحصار المضروب على مخيم اليرموك منذ عدة سنوات. وأنه بات في عداد الأرض المبيوعة والمتنازل عنها من قبل الجميع، سواء أكانت فصائل وحركات المقاومة الفلسطينية مجتمعة أو متفرقة، أو المجتمع الدولي ووكالة الغوث الدولية "الأونروا "، ولم يحظى بعد بالاتفاقات الدولية حول تخفيض التوتر شأنه بذلك بقية المدن والمناطق السورية المحيطة به والقريبة. بالرغم أن الأرض التي يقبع عليها المخيم وهي أشد كثافة سكانية، هي أرض مستأجرة من الحكومة السورية-قبل وجود نظام الأسد -من قبل الأمم المتحدة ووكالة الغوث الدولية "الأونروا".
في حصار بيروت حُملت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية على ظهور سفن تقلها إلى مجاهل الأرض العربية وسواها، وفق اتفاقات لبنانية ودولية، وتوزعت تلك القوى في بلاد بعيدة جداً عن حدود فلسطين الشمالية. حيث كان النظام مشغول في مجازر حماة وسط صمت العالم أجمع. وفي ظل المسألة السورية تم حصار مخيم اليرموك تحت صمت الأمم المتحدة والأونروا، وفرض التهجير القسري على سكانه إلى مناطق داخل مدينة دمشق والبلدات المحيطة في قدسيا وصحنايا وجرمانا وغيرها، وبعضهم الآخر ركب معابر الموت وصولاً لأوروبا والأمريكيتين، وخاصوا في عالم التيه والغربة. والعالم العربي عموماً والخليجي خصوصاً أوصد جميع الأبواب في وجوههم وتركهم لقمة صائغة لاستكمال وصية "شارون" في عقاب مخيم اليرموك وأهله.
ويبقى المخيم ذكرى مجيدة في حياة الفلسطينيين والسوريين الشرفاء الذين خاضوا غمار المواجهة الجادة والصادقة للغزوة الصهيونية على لبنان وحصار بيروت عام 1982، لاسيما الشرفاء من العسكريين في الجيش السوري التابعة للواء "82". والحصار الظالم للنظام الأسدي المفروض على مخيم اليرموك منذ العام 2012 وحتى اللحظة المعايشة. وليستقيم المعنى في تحديد جهة العدو من الصديق وإن اختلفت المبررات والأدوات والأماكن والمسميات والشخوص.
• باحث وكاتب فلسطيني سوري.
ملاحظة جوهرية: كتب هذا المقال يوم 21-3-2018



#عبد_الله_أبو_راشد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقولات: المعارضة، الثورة، الطفرة، مدلولها واسقاطاتها في الوا ...
- مفارقات ومفترقات ما بين قيادتين ومرحلتين تاريخيتين (السوفيتي ...
- مئة عام فلسطينية مفتوحة على الألم ومعابر اللجوء القاتلة والم ...
- المُفكر والفيلسوف الأممي -صادق جلال العظم-: تذكرة وذكرى لمرو ...
- ورقة عمل حول: -إشكالية الدين والعلمانية في إقليم الشرق العرب ...
- الكذب لدى العربان: هل هو ثقافة أصيلة أم دخيلة؟
- الرئيس -دونالد ترامب- الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأم ...
- محمد دحلان رئيساً مُحتملاً للسلطة الفلسطينية بالإكراه
- مهزلة طروحات النقاط العشر الفلسطينية بدثار إسلامي
- الولايات المتحدة الأمريكية ومسارات الربيع العربي
- نقاط الدكتور ناصر القدوة العشر: تُرى هل هي استمرار لنهج وسيا ...
- ما بين الشيخين سمير قنطار وزهران علوش: القتلة وجوه لعملة واح ...
- تأملات في عصر الصورة العولمية وموقع الفن التشكيلي العربي فيه ...


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله أبو راشد - ما بين مقولة -شارون- الشهيرة في حصار بيروت وحصار مخيم اليرموك 2012: (ثمة وجوه لعملة واحدة وإن تعددت أوجه الاختلاف والشخوص ولأماكن والمسميات)