أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - اللعبة الكبرى في سوريا !















المزيد.....

اللعبة الكبرى في سوريا !


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 5854 - 2018 / 4 / 23 - 01:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كون هالينان : ترجمة منذر علي

لقد ظهر تحالف ثلاثي غير معتاد جراء الحرب السورية ، من شأنه أن يغير ميزان القوى في الشرق الأوسط ، ويفكك حلف الناتو ، ويُعقِّد تصميمات إدارة ترامب على إيران. وقد يؤدي أيضا إلى خديعة أخرى لإحدى أكبر المجموعات العرقية في المنطقة ، وهم الأكراد.
إنَّ "تحالف الترويكا"( الثلاثي) - تركيا وروسيا وإيران - يتألف من ثلاث دول لا تحب بعضها البعض ، ولها أهداف مختلفة ، وتتحرك سياساتها بمزيج من الأهداف الجغرافية العالمية والسياسات الداخلية. باختصار، أنها تحالفات "هشة ومعقدة" يتعذر وصفها.
ومن غير واضح، كيف يمكن للتحالف الثلاثي: الروسي التركي والإيراني أنْ يتأثر بالهجوم الأمريكي والفرنسي والبريطاني المشترك على سوريا ، لكن من المرجح على المدى الطويل أنْ يحافظ التحالف على استمراره مع تنامي الأعمال العدائية.
على أنَّ الأرضية المشتركة لهذا التحاف، تتلخص في مضامين ما خرج به اجتماع أنقرة في 4 أبريل بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ففي اجتماعهم تعهدت الأطراف الثلاثة بدعم "السلامة الإقليمية" لسورية ووحدة أراضيها ، وإيجاد نهاية دبلوماسية للحرب ، والبدء في إعادة بناء سوريا، التي دمرتها سبع سنوات من الحرب. وفي حين دعمت روسيا وتركيا بشكل صريح المحادثات، التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، فأنَّ إيران كانت متحفظة حول هذه القضية، مفضلة حلًا إقليميًا بدون "خطط خارجية".
ومع ذلك ، فإن "الأرضية المشتركة" التي انبثقت عن هذا الاجتماع لا تعني أن أعضاء "الترويكا" متوافقون بشكل كامل على كافة المسائل.
فتركيات لها مصالح داخلية وخارجية متداخلة. إذ يقوم الجيش التركي في الوقت الحالي بعمليتين عسكريتين متلازمتين في شمال سوريا ، تتمثلان: بغصن الزيتون ودرع الفرات ، بهدف دفع وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) خارج الأراضي المتاخمة لتركيا. لكن هاتين العمليتين متشابكتين بعمق مع السياسة التركية.
لقد تآكل الدعم الداخلي لأردوغان بسبب عدد من العوامل، منها : استنفاد حالة الطوارئ المستمرة، التي فُرضت في أعقاب محاولة الانقلاب في عام 2016 ، واهتزاز الوضع الاقتصادي ، والانخفاض الشديد في قيمة الجنيه التركي. لذلك فأنَّ أردوغان دعا في الأسبوع الماضي إلى إجراء انتخابات مبكرة ، بدلاً من انتظار موعد الاستحقاق الانتخابي عام 2019 ، فضلًا عن أنه في عراك دائم ، مع الأكراد و القوميين الأتراك. وغني عن البيان أنَّ أردوغان يحتاج إلى جميع الأصوات التي تمكنه من الفوز في الانتخابات لكي يتمكن من تنفيذ سياسيته الجديدة التي ستمنحه سلطة رجل واحد.
لقد كان على أردوغان ، كجزء من التحالف الثلاثي ، أن يُعدِّل هدفه ، المتمثل في التخلص من الرئيس السوري بشار الأسد، والاتفاق - في هذه المرحلة على الأقل، على الانسحاب في نهاية المطاف من المناطق التي استولى عليها الجيش التركي في شمال سوريا. ولقد دعت روسيا وإيران تركيا إلى تسليم المناطق التي غزاها الأتراك إلى الجيش السوري.
على أنَّ أهداف موسكو ، تكمن في الحفاظ على موطئ قدم لهم في الشرق الأوسط عبر الإبقاء على قاعدتها الوحيدة في طرطوس ، ومساعدة حليفتها القديمة ، سوريا. والروس ليسوا متمسكين، بقوة، بالرئيس الأسد شخصياً ، لكنهم يريدون حكومة صديقة في دمشق. كما أنهم يريدون تدمير تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، اللتين تسببتا في مشاكل كبيرة لموسكو في القوقاز.
كما أن روسيا لن تمانع في دق إسفين بين أنقرة وحلف الناتو، حيث تشكل تركيا ثاني أكبر جيش في الناتو بعد الولايات المتحدة . لقد خرق حلف شمال الأطلسي (الناتو) اتفاقية 1989 مع الاتحاد السوفيتي ، القاضية بعدم تجنيد أي من الدول السابقة في حلف وارسو ، في إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو) ، كإجراء بديل مقابل انسحاب السوفيت من أوروبا الشرقية. لكن منذ الحرب اليوغسلافية في عام 1999 ، سار تحالف الناتو إلى حدود روسيا. و كانت حرب عام 2008 مع جورجيا، والاستيلاء على شبه جزيرة القرم عام 2014، بمثابة رد فعل كبير على ما تعتبره موسكو إستراتيجية لمحاصرتها من جانب خصومها.
إنَّ تركيا على خلاف مع حلفائها في الناتو حول النزاع بين اليونان وقبرص، بشأن موارد النفط والغاز في البحر، وقد اتهمت تركيا في الآونة الأخيرة جنديين يونانيين انتهكا الحدود التركية بالتجسس. كما غضب أردوغان من رفض دول الاتحاد الأوروبي تسليم الجنود والمدنيين الأتراك، الذين ، حسب زعمه، ساعدوا في هندسة الانقلاب ضده عام 2016. وفي حين أن معظم دول الناتو أدانت موسكو بسبب الهجوم الكيمائي الأخير على روسييْن في بريطانيا ، إلا أنَّ الأتراك لم يجاروا مواقف دول حلف الناتو المعادية لروسيا.
من جانب آخر فأنَّ العلاقات التركية مع روسيا لها جانب اقتصادي أيضا. إذْ أنَّ أنقرة تريد خط أنابيب للغاز الطبيعي من روسيا ، و دشنت مفاعل نووي روسي بقيمة 20 مليار دولار ، وأنفقت 2.5 مليار دولار للحصول نظام روسيي مضاد للطائرات من طراز S-400.
الروس لا يدعمون حرب الرئيس أردوغان على الأكراد، وقد مارسوا الضغط على تركيا من أجل إشراك الوفود الكردية في المفاوضات حول مستقبل سوريا. لكن من الواضح أن موسكو أعطت الأتراك الضوء الأخضر لمهاجمة مدينة عفرين الكردية في الشهر الماضي ، حيث تم طرد وحدات حماية الشعب الكري من عفرين ، التي حررتها من تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات القاعدة المدعومتان من تركيا. و هو ما حدا ببعض الأكراد إلى اتهام موسكو بخيانتهم.
السؤال الآن هو ، هل سيقف الروس محايدين إذا ما انتقلت القوات التركية إلى داخل سوريا وهاجمت مدينة منبج ، حيث يتحالف الأكراد مع القوات الأمريكية والفرنسية؟ وهل سيؤدي عداء الرئيس أردوغان للأكراد إلى صدام مسلح بين الأعضاء الثلاثة في الناتو.
أنَّ مثل هذا الصدام يبدو غير محتمل ، على الرغم من أن الأتراك ظلوا على مدى الأسابيع القليلة الماضية، يصدرون خطابات شديدة اللهجة . إذ قال نائب رئيس الوزراء التركي، بكير بوزداج، في إشارة واضحة إلى دعم فرنسا للأكراد: "ستستهدف تركيا أولئك الذين يتعاونون مع المنظمات الإرهابية [ يقصد وحدات حماية الشعب]". إن تهديد الفرنسيين على هذا النحو ، هو في الوقت ذات شجار مع الجيش الأمريكي.
بطبيعة الحال ، إذا قام الرئيس ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا ، فسيكون من المغري أن تتحرك تركيا ضد الأكراد في منبج. وفي حين أنَّ "تحالف الترويكا" قد وافق على "السيادة" السورية ، فإن ذلك لن يمنع أنقرة من التدخل في الشؤون الكردية ، حيث شرع الأتراك بتعيين المحافظين ورؤساء البلديات للمناطق التي احتلوها في عفرين، سوريا.
إنَّ قلق إيران الرئيسي في سوريا يتركز في الحفاظ على منطقة عازلة بينها وبين تحالف عدواني شرس ، لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية ، الذي يبدو أنه في المراحل الأولية للتخطيط لحربٍ، ضد ثاني أكبر بلد في الشرق الأوسط.
إيران لم تكن على الإطلاق هي التهديد المفترض في هذا السياق. فجيشها صغير جداً، والحديث عن ما يسمى "الهلال الشيعي" المتمثل - بإيران ، والعراق ، وسوريا ولبنان - هو اختراع غربي إلى حد كبير (على الرغم من أن المصطلح قد أخرجه ملك الأردن)
لقد ضعُفت طهران بفعل العقوبات المعوقة ، وتواجه إمكانية انسحاب واشنطن من الاتفاقية النووية وإعادة فرض المزيد من العقوبات عليها. و تعيين مستشار الأمن القومي جون بولتون ، John Bolton ، الذي يدعو علناً إلى تغيير النظام في إيران ، بعث برسالة تهديد قوية للإيرانيين . ولذلك فأنَّ ما تحتاجه طهران، أكثر من أي شيء آخر، هو الحلفاء الذين سيحمونها من عداء الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية. في هذا الصدد، يمكن أن تكون تركيا وروسيا دولتان نافعتان.
لقد عدلَّت إيران أهدافها الأصلية في سوريا ، من نظام يهيمن عليه الشيعة، إلى الموافقة على "شخصية غير طائفية" لسورية، ما بعد الحرب. كما تخلى أردوغان ، بدوره، عن رغبته في تشكيل حكومة يهيمن عليها السنة في دمشق.
إنَّ الحرب مع إيران ستكون كارثية ، فهو نزاع لا يمكن الفوز به، و من شأنه أن يزعزع استقرار الشرق الأوسط أكثر مما هو عليه الآن. على أنَّ مثل هذا النزاع، إن حدثْ، فأنه سيؤدي إلى ارتفاع سعر النفط ، الذي يبلغ حاليًا نحو 66 دولارًا للبرميل. فالمملكة العربية السعودية تحتاج إلى بيع نفطها بما لا يقل عن 100 دولار للبرميل ، وإلا فسوف تفقد قدراتها المالية بسبب أزماتها المتفاقمة . ذلك إن المستنقع المستمر للحرب اليمنية ، والحاجة إلى تنويع اقتصادها ، والمطالب المتنامية من قبل الشباب السعودي - 70 في المائة من السكان – للوظائف، يتطلب الكثير من المال ، والاتجاهات الحالية في أسعار النفط لن تغطي الفواتير.
الحرب والنفط يصنعان تحالف غريب. ففي الوقت الذي يبذل فيه السعوديون قصارى جهدهم للإطاحة بنظام الأسد وتغذية المتطرفين، الذين يقاتلون الروس ، فإن الرياض تحاول إقناع موسكو بالتوقيع على اتفاقية طويلة الأجل لمنظمة أوبك للسيطرة على إمدادات النفط. وربما أنَّ ذلك لن يحدث - فالروس يبدو أنهم راضيين بسعر نفط ، يتراوح ما بين 50 إلى 60 دولارًا للبرميل - وهم قلقون من الاتفاقيات التي من شأنها تقييد حقهم في تطوير موارد جديدة للنفط والغاز. إن جهاد السعوديين ضد الإيرانيين تجعلهم على مشارف اليأس. غير أنَّ التهديد الأكبر للمملكة السعودية يأتي دائما من الداخل.
فالصخور والمياه الضحلة التي يمكن أن تدمر التحالفات في الشرق الأوسط كثيرة للغاية ولا يمكن الاعتماد عليها ، كما أن "الترويكا" ممزقة بتناقضاتها ومصالحها المتضاربة. لكن الحرب في سوريا تبدو كما لو أنها قادمة إلى نوع ما من الحل ، وفي هذه المرحلة يبدو أن الإيرانيين والروس والأتراك ، أكثر من غيرهم ، يمتلكون تصورًا، يتجاوز مجرد إطلاق صواريخ كروز على البشر.



#منذر_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد العدوان الغاشم على سوريا!
- العالم العربي قُبَيْلَ العدوان المرتقب !
- كفى صراعًا : علي ومعاوية تصالحا، يا جماعة!
- أبشركم: اليمنيون سينتصرون!
- العرب التعليم الديني والمستقبل
- مجرد تساؤلات في ضوء المحنة اليمنية!
- اليمن وعلي سالم البيض وحكم التاريخ!
- تأملات في دلالات الأحداث الأخيرة في اليمن !
- جار الله عُمر سيبقى مشرقاً كالحقيقة!
- اليمن الوضع القائم والاختيارات الممكنة
- لنوقف الحرب ونتصالح صوناً لليمن (2)
- لنوقف الحرب ونتصالح صوناً لليمن (1)
- أضوء على العلمانية
- الضمير الإنساني والموقف السياسي!
- أي وطن هذا الذي نحلم به؟
- ما الوطن ؟
- حتى لا نفقد البوصلة تحت وقع المحنة!
- كيف نتجاوز التخلف؟
- الأميرُ الغِرُّ يغدو ملكاً!
- نداء عاجل: اليمن والطاعون القادم!


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - اللعبة الكبرى في سوريا !