جميلة شحادة
الحوار المتمدن-العدد: 5601 - 2017 / 8 / 4 - 14:29
المحور:
الادب والفن
وَدَدْتُ لو كانتْ قصائدي وُروداً
أُقدِّمُها للأُمهاتْ
وَطَوْقَ فُلٍ يُعانقُ الفرحةَ
بمَلْقى البنين والبناتْ
**
وَدَدْتُ لوْ كانتْ قصائدي
قصائدَ غزلٍ في القمرِ والنجماتْ
ووصفَ براءةِ الطفولةِ
لا آهاتِ محزونينَ
في الحياةِ والمماتْ
**
لكنْ بربِكُم أَخْبروني:
كَيفَ يَقْطُرُ يراعي حُباً
ويبوحُ بعِشْقِ ليلى وعبلا...
ويسردُ قصصَ الأميراتْ؟!
وكلُنا خنساءُ
والدمُ يُسفكُ في كلِ مكانٍ
ومِنْ كلِ الجِهاتْ؟!
**
كيف أَجْعلُ الأطفالَ يأْكلونَ الحلوى في قصائدي
وأَدَعُ الفتياتِ يلملمن عبيرَ الزهرِ من مَرابِعي؟!
ونحنُ نَرْضَعُ في الصَّباحِ حليبَ الكرْهِ والبُغضِ
ونتجرعُ عند الظهر سُمومَ الأَزماتْ؟!
ثم نعود في المساء... لنتغزل بتفاهة الكلماتْ؟!
*
نحنُ يا سادَة! وجبتُنا الصباحية دَسِمةٌ بالطائفيَة
وغداؤنا وفيرٌ بالجاهلية
أما عشاؤنا... فَ عنفا وعنجهية
ثم نحلُم بالإنسانية... فقط في المنامات
*
نحنُ نساء العرب...
باكياتٌ على أبنائنا في الحربِ
في الشوارع
في أزقة الحواري والساحاتْ
وعلى رجالِنا في مجالس النخبةِ
وقمم المذلةِ وسخافةِ المؤتمراتْ
*
وفي السلم المُزَيَّفِ... نطحنُ ماءً
ونجني من زَبَدِهِ هواءً وخواءً
ومن قالتْ مِنَّا دعوني أحلقُ
حيث لا قهر خلفَ الغيماتْ
قتلناها... ونشرنا نعْيَها في المنابر
ومن على المنصات.
#جميلة_شحادة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟