أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ايام الكرمة33















المزيد.....

ايام الكرمة33


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5365 - 2016 / 12 / 8 - 12:35
المحور: الادب والفن
    


كان على متاى ان يتعلم حمل السلاح هو وفتيانه من قبل كانوا فلاحين يزرعون الكروم ولم يفكر احدا منهم ان يقاتل ...كانوا يخشون على ارضهم من ان يصيبها الجفاف ...خرجوا لبيع كرومهم الى الادوميين والى المدن الاخرى المجاورة ...لم يكن يعنيه غرباء ام لا قال كلنا نسكن تلك الارض لما لانبيع ونشترى ...عاب عليه جيرانه لكنه لم يكن يبالى ...علم اولاده فلاحة الارض وان يتجنبوا فعل الشر لانه حينها فقط سيطردهم ...
نسى امر ولده الاكبر الذى طرده من البيت لانه قال كلاما مع يوحنان ...امتلىء قلبه بالخوف ..ماذا لوقابل ولده ..هو حقا قام بطرده ..لكنه لن يقتل لن يستطيع يعلم انه ولدا اخطا وخرج عليه ..لكنه لا لن يفعلها هكذا قال لنفسه لتهدئتها وهو يرى فتيانه يتقدمون دروس القتال على يدى كهنة العازر .....
مضى الوقت عليه سريعا ..صاح بهم العازر ان الليلة سيتخلصون من يوحنان ان هم ثبتوا فى العزم ولم يتراجع احدا منهم ...شعر بالراحة بالراحة اذا هم قتلوه الليلة ستعود المدينة سيتمكن حينها من العودة لارضة ويعيد بناء االبيت من جديد ....
كان ممن سيبقون فى الخلف ويطلقون النيران الملتهبة من الاعلى على الجانب الاخر ،كان ولده الاخر سيقدم الصفوف الامامية ....كان يطلق النيران فى شغف نعم لانها ستقربه من بيته وارضه .....كان صوت الصراخ ياتى مرتفعا من الجانب الاخر ...صاح رجال العازر فى نصر ....كانت النيران لاتزال مشتعلة فى البيوت والحقول على مرمى البصر ....
جال ببصره يبحث عن ولده لم يكن من العائدين ....ركض لم يستمع الى صوت التحذيرات ..هبط الى المدينة ...يجول ببصره وسط الجثث المتناثره على الارض والتى تركت لتتعفن من دون دفن .....ركض حتى وصل للهيكل ..كان يبكى ..دخله ..كان يتخطى الجثث التى وصلت حتى داخل الهيكل ...لمح هناك دماءمتناثره على العمود ....جرجر قدمه تجاهها ...راهما متعانقين ....لاول مرة يتعانقون ...لم يكف بيته يوما عن معايرة النساء وابناء زوجتة من المدينة لابناء زوجتة من هناك من الامم ...لم يعانق الصبيه اخاهم من قبل قالوا ان دماءه مختلطة بدماء اقل منهم من اهل الامم لذا لن يقربوه ...شعروا بالراحةعندما طرده والده لانه اراد ان يشترك فى الحرب ..قالوا له انظر دماءه نضحت عليه .....نهرهم بنظراته تمتم كل الدماء واحد ....كلها واحد .....
تعانقا الان امام الموت وفى بهو الكهنة ...فوق جثث اخريين هلكت هنا من قبل ....انزلق على الارض ..بسبب الدماء ....لم يلحظ ذلك الرجل المختبىء خلفاحد الاعمدة الاخرى فاجهز عليه ....

رفع راسه يستطلع الضوء القادم من بعيد ،نظرت له ثيودورا بخوف تعلم انها خرجت من المدينة وانه هنا بالجليل ،يوجد مثلها وانه لافارق بين احدا ،لكنها انتفضت بجوار يوساف عندما استيقظ على الضوء القادم ...تذكرت الخوف التى شعرت به وهى تهرب مع تلك القافلة التى جازفت ذات مساء للخروج من المدينة والهرب من وجه رجال يوحنان والخوف من السقوط فى ايدى شمعون ...كانت ترتعش لم تشعر بذلك الخوف من قبل ..تمنت لو كانت لدى سيدتها مجرد عبده على الاقل هناك كانت ستنعم ببعض الامان ....
فى ذلك الوقت خرج رجال يوحنان ليقاتلوا رجال شمعون فلم يبالى بامر القافلة التى تمر ..كانت نيران مشاعلهم التى تسقط من جانبها تزيدها رعبا ...كانت تصرخ عندما سقطت على امراةبجوارها ...فاشتعلت ....ركضت ..ركضت حتى ابتعدت ..سقطت على ا لارض لترتح..تذكرت شماى لقد اخبرها بطريق الهرب وضمن لها مكان بتلك القافلة ..لكنها لم تنسى ابدا انه فى اول الامر رحل ...حل هو وابنائة وزوجاتة وعبيده ...رحل من دونها ..وارسل لها من هناك ....
اقسمت فى ليلتها ووسط الخوف و الظلام من ان تسقط فى يد قاطع طريق او تموت على الطريق ان لاتعد ترى او تهتم بذلك شماى مرة اخرى...وفعلت عندما دخلت الجليل فى المرة الاولى ...لم تبحث عنه مثلما اقسمت .....انبهرت هناك بالامم ..تعرفت على غرباء مثلها ..هناك لم يكن غرباء كانوا جميع سكان لتلك الارض...
لكنه وجدها ..هناك كان لهما كوخهما بلا خوف ....لكنه كان خائف ..قالت له من يهتم الان ...المدينة تموت بين يدى يوحنان وشمعون ...كان شاردا قال لها بخفوت نعم اراها تموت ...اراها تموت كل ليلة اراها تحترق وتتبخر ..تعود تراب ...والجميع يهرب ..يرحل ..يموت...ولكن انا ولدت هنا ثيودورا ..من هنا انا...لااعلم اين كان اجدادى ...ولكن انا من هنا ....صمتت لا تدرى ماذا تقول فهى لم تتمكن من رؤية مدينتها ورحلت ملامحها من ذاكرتها ...
وقفت من بعيد تراقبه وهو يفتح باب الكوخ ..حاولت تحذيره ماذا لو ؟قال لها لا هنا لا لن يهاجمونا هنا....فتح كان هناك ملثم ..طويل ..خافت هى تعلم الملثمين كادت ان تصرخ ..لكن شماى اوقفها عن ذلك ...تراجع ليدخل الغريب....
نزع اللثام عن وجه قال انا صادق قد ارسلنى لك يوسيفيوس برسالة ...تراجع شماى ردد ضادق..قال نعم صادق الادومى تريد ان تتسلم رسالتك
قال بتردد نعم
رد يوسيفيوس يطلبك لديه فى الجبل ....انه هنا فى الجليل ...لقد اصبح قائدنا هنا ضد الروم وارسلنى فى طلبك ....هيا انه متحصن فى يوذات الان ....
تطلع لذلك الكاهن الشاب الذى لم يحبه من قبل ..تقدم اليه يوسيفيوس فاردا ذراعيه ..تقدم اليه شماى بقلق ..قال له اجلس ياسيدى ..كما ترى لقد هربت برجالى الى ذلك الحصن ...تطلع شماى من حوله بينما مال يوسيفيوس عليه :اسمع ياسيدى اعلم انك كنت ضد القتال ولم تحبه ..وقد علمت اننا الان نحارب الروم ولكنك تعلم ان عددهم فى ازدياد ....
رد قلت لكم نحن لسنا اهلا للقتال اليوم المدينة منقسمة ما بين لصوص يوحنان وشماى وبين العازر.....صديقك ولدينا لص الجبال عازر ايضا ..اين هو ؟..صديقك هو ايضا انا اعلم ...
قاطعة يوسيفيوس :اسمعنى ياسيدى نحن هنا لسنا بمفردنا حتى الادومين يقاتلون معنا بالالاف من شبابهم ..اتعلم لماذا ..لان الروم سيقضون علينا ولسنا اهل لذلك الشجار الان ..لم يكن امامنا سوى ان نقاتل معا حتى تنتهى منهم وكدنا ان نفعل لكنهم يحاصروننا من الخارحج
رد شماى اعلم والان ماذا تريد منى ان افعل ...ان اخرج وسط الجنود الهالكين واقول لهم ان يصمدوا اليس كذلك ؟....
رد يوسيفيوس:لا
اندهش شماى :ماذا؟
لا اريدك ان تخرج لهم للقتال ....بل اريدك ان تذهب فى رسالة اخرى الى هناك حيث اورشليم ...ولا تخف ..ساجد لك طريقا للخروج ...
رد شماى :كيف..ولماذا ؟....
اريدك ان تقول لهم اننا لم نعد اهلا للقتال وعلينا ان نتوقف لقد ارسلوا لى طلب صلحا ..وكما ترى الجنود يقتلون ويموتون عطشا كل يوم .....اريدك ان تخبرهم ان يوافقوا على الصلح وحينها سيرسل الينا القائد الرومانى ولنرى ماذا سنفعل .....
تريدنى ان اذهب لهم للتسليم اليس كذلك ؟
عقد يوسيفيوس حاجبيه :عجبا الم تكن انت ضد قتالهم ...
نعم عندما كنا نخطىء ...لانى اعلم ان سيدى حينها سيتركنا ..ولكننا الان توحدنا ...وانت من تدخل بيننا الان هؤلاء القوم من القبائل الاخرى
سيدى الا تفهم نحن الان سنموت انا لا اهتم بان احيا ولكنى اريد مصلحة شعبى ...ومصلحة هو فى ان يحيا ....
خرج شماى من لدى الجبال كان يهمس الى نفسه :اى مصلحة فى حياة نجسة كتلك ...كيف اسلم نفسى لغريب ...لم ارضى بان اقترب منه من قبل...كيف انسى من انا ومن هم عائلتى ....وقبيلتى ...
اقتربت ثيودورا ..ستعود الى هناك ...رد وهو يتجهز ..نعم ...قالت لماذا ؟لماذا لاتنظر لى ؟
اعلم انك تريد قتالى اهلى ..ولكن لماذا لماذا لا نستيطع ان نحيا جميعا سويا ؟لماذا علينا ان نقاتل ؟...
رد شماى بغضب :لانه حقا لنا ....لان علينا ان نعيش هنا ..وعلى الغرباء ان يخرجوا ....لقد تنجسنا بفضلكم
قالت لا ..نحن نحب بعضنا..وهل حبنا نجاسة لديك
تراجع ونظر اليها :نعم .....نجاسة ثيودورا ..نجاسة كان عليها ان تنتهى ..كان على ان اقتلك حتى امحو نجاستى ولكنى لم استطع ان افعلها من قبل....لقد قبلت التضحية بوالدى حتى نحيا جميعا ...بسببك ..بسببك انت اصبحت عارا على عائلتى وعلى قبيلة اجدادى .....
صرخت :لا ترحل شماى ...دعنا نعيش
ركض ناحية الباب ..ملعونة
لاترحل اتركنا نحيا هنا بسلام لاتجلب الموت على الجميع ...اجعنا فقط نعيش .....
ركض الرجال فى الظلام ...كانوا يتجهون ناحية المغارة خارج المدينة ..اشار يوسيفيوس لاحد رجاله بان يتاكد من خلو المغارة وامانها ...ثم اعطى اشارته الى بقية الرجال فدلفوا اليها مسرعين ...جلس وحوله رجاله الاربعين ....لم يتبقى غيرهم فى المدينة بعد ان قدم الروم ..تمتم يوسيفيوس كل هذا خطا هذا الكاهن شماى لولا عناده لما مات اهل المدينة لم يبقى احدا من اهلنا هناك لم يبقى الروم سوى على القليل من الغرباء الذين استسلموا لهم .....



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميراث كراهية المراة
- انتظر عودة
- ايام الكرمة32
- ايام الكرمة31
- ايام الكرمة30
- ايام الكرمة29
- الكسندرونا2
- ايام الكرمة28
- الكسندرونا 1
- ايام الكرمة26
- ايام الكرمة25
- ايام الكرمة24
- ايام الكرمة23
- هامشية المراة فى الدراما المصرية
- ايام الكرمة22
- ايام الكرمة21
- بانهمى الاخيرة
- بانهمى13
- بانهمى14
- بانهمى12


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ايام الكرمة33