أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - مجزرة قامشلو: الرسالة الواضحة والحبر السري-2















المزيد.....

مجزرة قامشلو: الرسالة الواضحة والحبر السري-2


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5243 - 2016 / 8 / 3 - 16:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مجزرة قامشلو: الرسالة الواضحة والحبر السري-2

إبراهيم اليوسف

جاءت مجزرة قامشلو- وبعيداً عن توصيفات وتفاصيل الحدث الذي هزَّ كياننا جميعاً- كي تضع بين أيدينا- مرة أخرى- رسالة جديدة، لا تحتاج إلى المزيد من الجهد لفكِّ شيفراتها، حتى نصل إلى الإجابات التي يريد بعضنا تبديدها، وهو يقرأ هذه الجريمة النكراء التي لا يمكن أن نرتقي إلى مستوى أخذ العبر منها، بل إلى مستوى التعامل معها، إلا عبر إمعان الفكر والنظر، مقرونين بتعميق الحس المسؤول. ليس من أجل الإنصاف لدماء أهلنا: شهداء، وجرحى، بل ولأهلنا هناك، ولنا جميعاً: حاضراً، ومستقبلاً، وماضياً أيضاً..! وإن كانت الجريمة في عمقها ما بعد الدرامي قد ارتكبت غدراً، وليس في ساحة معركة، أو حرب، في مواجهة الكردي، وفي هذا ما يدل على طبيعة الإرهابي الذي أقدم على ارتكابها، في توصيفه الما بعد وحشي، باعتباره جباناً، بالرغم من حقنه بمخدري الغيب والواقع، كي ينفذ ما هو مكلف به، ليكون أي عمل إرهابي- مهما كانت الدوافع إليه- إعلاناً عن بؤس الثقافة التي تشرب بها من هم وراءه..!.
مؤكد، أننا سنحقق البعد اللامرئي للمجزرة، المجزرة في بعدها الآخر، في داخل ملكة الجدوى أوالفعل فينا، عندما ندور في الحلقة المفرغة التي سهلت اختراق المساحة الأكثر تحصيناً في مواجهة آلة الإرهاب، من خلال تكريس التشرذم، وعدم قراءة اللوحة كماهي. إذ إن المحن طالما دعت الكردي إلى تجاوز الجدران الوهمية التي تفصله عن سواه، بعكس ما بات يجري في الفضاء الزمني الذي تلا انطلاقة"ب ي د" في وجهه الأكثر وضوحاً، بعيد مواقفه من الحراك الكردي الذي بدأ من أمام-جامع قاسمو- ومن ضمن المساحة المستهدفة من لدن الإرهابي، ومن قبله: النظام..!.
لا تحتاج-رسالة داعش- وهو هنا مشجب رمزي لعدو الكردي الذي يحمل بذرة الحقد عليه، من قبل، إلى المزيد من القراءة، مادام أن جرعة سمومه التي يصطلي بها تكوينه النفسي- سايكولوجياه- بهذا القدر العالي من التركيز، في مواجهة الآخر، المختلف-لاسيما الكردي-إلى الدرجة التي تجعله يضيع في عمايته التاريخية، كي يؤدي هذا الحقد الدفين به إلى إضرام النار حتى في جسده، انتقاماً من قذارته- وإن وفق معطيات إحساس المفارقة لديه مع الآخر- وفي أقذر أشكال السادية، وفي هذا ما يحدد شخصيته، وسلوكه، وإن كنا- هنا-في مقام تقويم الفرد، وهو يستنسخ الجماعة على حد سواء.!.
بعد خمس سنوات ونيف من الثورة السورية، أو بعد حوالي ثلاث سنوات من كنتنة المكان الكردي، أو فدرلته، أبعد من الأخطوطة الورقية، بما يصل إلى مرتبة العياني، المكاني، مازالت نقاط الضعف واجبة القراءة، بداهة، تتخلل عقل المتنطع كي يختطف كل شيء منا: الزمان- المكان- الحلم- الشخصية، معلناً بذلك عن حالة نقص، معروفة، تأسست على تأليه الذات- ولوفي خطئها- ونبذ المحيط ولوفي صوابيته!!.، وهو هنا عقل كارثي، لابد من تشخيصه، ليس من أجل إنقاذ قضية كبرى- فحسب- بل من أجل إنقاذه هو الآخر، بالرغم مما في هذا العمل من مخاطر جمَّة، نتيجة شراسة ردود فعله، عبر الكثيرين من الذين يدورون في فكره: انخراطاً عفوياً أو قائماً على أسس المنفعة، ولو عبر خسارة الذات..!.
لقد كشفت مجزرة الحي الغربي في قامشلو-والأجدر بنا تسميتها بمجزرة شارع الحرية أو مجزرة شارع قامشلو عامودا- عن أول مثالب هذا العقل الكارثي الذي منينا به، فهو قادر في طبيعته- شأن أي مغامر- على تشكيل قوته، كيفما كانت. هذا التشكيل الذي تأسس- في الأصل- عبر ترويج الدرجات المحرَّمة من العنف مع الذات، في صورة- الموت المزين- أو- الاستعراضي، الملجم، الكابح، للآخر. و من أوجه هذه المثالب، أن صورة صاحب هذا العقل اهتزت أمام ذاتها، ومحيطها، والآخر، لاسيما أن الاختراق الذي تم قد وجه إليه رسالته عبر دنوه من بعض مراكزه المحصنة، مكتفياً بإلحاق الضرر بأكبر عدد من المدنيين العزل الأبرياء ، كقرابين، لتجاور فرض عليهم، بعد أن عانوا طوال مدة هذه المجاورة من وطأة حضور سلاح أو عقل لم يدافعا عنه. حيث تكمن هنا محنة صاحب هذا العقل وآلته التي تتبجح بانزجاجها في مهمات فتوحاتية خيالية، ليست في المحصلة إلا محض "قبض ريح"، أو استباقاً على الأولويات. أولويات حماية الذات، ومن قدم أوراقه الثبوتية ب"اسم حمايته"..!.
ثمة تحد ووجه به هذا العقل، بعد أن أعفي صاحبه من مواجهة-الداعشي- له، في قرارة عنوانه الرئيس، كي يجعله شاهداً على الفتك الوحشي ببطانته، عبر رسالة صارخة، تعد من أمات رسائل الدم الكبرى التي شهدناها، لاسيما أنها ما كانت تتم إلا نتيجة الخلل في بنية هذا العقل، المتغطرس، الذي تفوته بدهيات معروفة لا يغفل عنها قروي بسيط، ساذج، بينه وسواه ثمة خلاف، فما بالك بمن هو متنطع مثله للائتمان على قضية عظمى. شأن قضية شعب عظيم، طالما كان ضحية التاريخ والجغرافيا على حد سواء..!.
إن هذا العقل المعني، عليه التوقف ملياً عند مفردات الواقع، واستقراؤها، ضمن حدود ماهيتها، لا ضمن شطحات المخيال، والحلم الحزبوي، لاسيما أنه بات يخسر ذاته، وبطانته-تدريجياً- بل بات هؤلاء الذين أصروا على صمودهم، وبقائهم، في مكانهم، مستهدفين، من خلال محو ملامح أجساد الضحايا، أو محو ملامح المكان، لئلا يشبه نفسه، وهو لا يمكنه استعادة اللحظة الفائتة- بكل مقومات قوتها وإشراقاتها واستحقاقاتها- بعد هذه السياسات الكارثية بحق من تبقى من الأهلين، بعد هجرة ثلثي أبناء شعبنا إلى خارج الوطن، بما يعني أن هذه السياسات ستترك أثرها إلى مئة سنة قادمة. ناهيك عن اغترابه عن محيطه، وحاضنته، في الوقت الذي بات ينهك آلته العسكرية، خارج الحدود التي تأسس لأجلها، بعد إلغاء كل عنصر غير متماه معه، وقبل أن يستكمل شروط حضوره غير المنجز في أمكنة شراكة الحضور مع الآخر.
لا يمكن لصاحب العقل عينه أن يحقق ولو جزءاَ ضئيلاً مما كان ممكناً أن يحقق في غيابه النهائي عن المسرح التي أظهر عليه، بموجب توافقات لم تعد تخفى على أحد، بما يجعله مجرد أداة- لا أكثر- إلا عبر المصالحة مع الذات في بعدها الآخر، لاسيما في ظل هذا العداء الذي أسهم في النفخ فيه، وصب- النفط عليه- بعد أن بدأ طريقه من خلال الترويع ولو بإراقة دم الذات في جزئيته المختلفة، وإلغائه، حتى ولو بدت الذات بتراء، متقرحة، حتى يسود اسم مجرد حزب، أو مجرد قائد، وهي مساومة على الاستراتيجي من خلال العابر الأداتي.
لقد وقعت الواقعة، في جزئها الأكبر، مع هجرة أبناء شعبنا عن بكرة أكثريته من وطنه، ونال الفتك من بقية الجسد، بما لا يدعو المجال أمام كل حريص- في فضاء العقل ذاته- سوى من خلال إعلان- مراجعة شاملة جريئة مع النفس- والاعتراف بطوباوية- المشروع- في لحظته-اللاشرعية- مادام عارياً، من معاضدة عناصر الذات الكاملة، في أقل تقدير، عبر الاعتماد على الآخر المتضاد، المنفعي، المجرب في تواصله مع سواه أداتياً- فحسب- وهي مهمة لا يمكن أن تتأسس إلا على دعامات كثيرة منها: اعتبار الذات كما هي جزءاً لا كلاً في بعديها الواقعي والفلسفي- شجاعة مواجهة الذات كمعادل لشجاعة الذات في أرومتها- مقدرة تسمية الأمور بأسمائها، صدقية الخطوات القادمة-الإحساس بهول اللحظة المؤول إليها، وإلا فإننا لأمام مصير كارثي، بعيد لحظة نعوة داعش الرسمي...!.

يتبع....!
الحلقة 3

نحو الخيمة الجامعة



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجزرة المفتوحة 2
- ثلاثية مجزرة قامشلو الرهيبة-شارع الحرية
- من أجل- صندوق قامشلي-....!.
- حوار مع الشاعرفواز قادري على هامش نيله جائزة حامد بدرخان للش ...
- اعترافات: إني أعتذر.....!
- في وداعية الشيوعي المبدئي رفعت روباري
- جدل ساعات القلق أنا ود. محمد حبش والشيخ معشوق الخزنوي رسالتا ...
- مشروع استقلال كردستان: بين كوابح الذات وكاسحات الآخر
- على أبواب المئوية الثانية من- اللاوطن-: حين يأكل الكردي نفسه ...
- على أبواب المئوية الثانية من -اللاوطن-: حجر سنمار الكردي
- على أبواب المئوية الثانية من اللاوطن: كردستان أقدم أضحية غرب ...
- أول تنظيم نقابي للكتاب والإعلاميين الكرد مسيرة ومنجزات وأعيا ...
- لاعيناك تنامان ولاقلبي....!......
- ساعة قامشلو2
- كبريئيل موشي
- عشية عيد الصحافة وبمناسبة عقد مؤتمرالكتاب والصحفيين:
- عشية مؤتمررابطة الكتاب الكرد حوار مع موقع ولاتي نت
- بروفة فيدرالية وقصف واقعي- رداً على المفكر الفلسطيني سلامة ك ...
- خالد إبراهيم يحاور إبراهيم اليوسف
- الفيدرالية في نسختيها الاستباقية والمأمولة


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - مجزرة قامشلو: الرسالة الواضحة والحبر السري-2