أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - موريس صليبا - هوبار لومار : -المسلمون يكذبون علينا وعلى أنفسهم-















المزيد.....

هوبار لومار : -المسلمون يكذبون علينا وعلى أنفسهم-


موريس صليبا

الحوار المتمدن-العدد: 4842 - 2015 / 6 / 19 - 21:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


صدر مؤخرا في فرنسا كتاب للباحث "هوبار لومار" ( Hubert Lemaire) بعنوان ،"أيها المسلمون، أنتم تكذبون علينا!" ( Vous nous mentez ! Musulmans !) عن دار نشر "ريبوست لاييك" (Riposte laïque). يبدو أن مبيعاته بلغت مستوى عاليا في المكتبات وعلى شبكة الانترنت، خاصة في الحقبة التي تلت مجزرة مجلة "شارلي إيبدو " الساخرة ومقتل عدد من صحفييها ولاسّاميها في شهر يناير الماضي على يد مسلمين متطرفين فرنسيين من أصل جزائري. صحف فرنسية عديدة أشارت إلى هذا الكتاب وعلّقت على مضمونه مؤيدة أو منتقدة. غير أن الصحافة العربية بقيت كعادتها صامتة دون سبب، لم تشر إليه ولم تعلّق على ما جاء فيه.

خلال حفل توقيع كتب نظمته مؤخرا يوم الأحد الماضي إحدى المؤسسات الإعلامية في باريس، لفت نظري عنوان هذا الكتاب المثير، وكان صاحبه جالسا مع آخرين على منصّة يوقع عليه لمن يشتريه. فبعد إلقاء نظرة سريعة على فهرس محتويات الكتاب اشتريته وذهبت به حالا إلى صاحبه فوقّعه كما هو مألوف، ثم سألته إن كان يقبل بحوار حول هذا المؤلف. تفاجأ في البداية من سؤالي وارتاب كثيرا خوفا من أن أكون عميلا لإحدى المنظمات الإرهابية التي تلاحق وتضطهد كل من ينشر كلمة تنتقد الإسلام وتعاليمه أو تسيء للمسلمين. حاولت إقناعه بأن لا علاقة لي لا من قريب ولا من بعيد بأي حركة إسلامية راديكالية أو معتدلة. أعلمته أنني سأحاول نشر حوارنا في موقع "الحوار المتمدّن" الذي بدا لي لاحقا بأنه يعرفه جيّدا ويتابع باهتمام كلّي من حين إلى آخر ما ينشر فيه. بعد تردّد حذر قبل الدعوة، وبعد يومين حصل لقاء معه أجاب خلاله على بعض الأسئلة التي طرحتها عليه، وليس على كلّها:

س – سيّد " هوبار لومار"، عنوان كتابكم مثير للغاية من شأنه أن يسبب امتعاضا وغضبا من قبل المسلمين ليس في فرنسا فحسب بل أيضا في أنحاء أخرى من العالم. فكيف تتجاسرون وتصفون المسلمين بالكذبة؟ من أنتم وبأية صفة تنشرون ذلك؟ ما هو مستوى اطلاعكم على الدين الإسلامي وعلى سلوك المسلمين؟ كيف تعرفتم على الإسلام ومتى عاشرتم المسلمين ودرستم عقليّتهم، كي تسمحوا لنفسكم بإطلاق صفة "الكذب" عليهم؟ أليس هذا افتراء مسيء مجّانيّ وازدراء بكرامة الإنسان المسلم؟

ج – أود أن أقول لكم بأن تساؤلاتكم هذه تؤكد لي واقعا مريرا يقضّ مضجع كل عربي أو مسلم. ما أن يكتب أو ينشر أي إنسان غير مسلم شيئا ينتقد فيه الإسلام أم المسلمين، حتى تعتبرونه إساءة لهم وازدراء بدينهم. هذه النغمة الكلاسيكية اعتدنا عليها منذ زمن طويل لأنها ترتدّ دائما على صاحبها. فالرجاء التخلّي عنها، لأنها أصبحت لعبة مكشوفة ومفضوحة، يمارسها المسلمون والمتأسلمون هروبا من التفكير الصحيح ومن التركيز على موضوع النقاش. وهذا دليل ساطع على الضعف والخوف والخداع عندهم. ليكن معلوما لديكم ولدى كل من يقرأ هذا الكتاب بأني لم أقدم على كتابته ونشره بهذا الهدف. كتبته لألقي الضوء فقط على واقع حسيّ اكتشفته منذ صغر سنّي وطيلة حياتي، وهو وسيلة الكذب التي يرضعها المسلم مع الحليب ويتلقّنها منذ نعومة أظفاره مع أهله وعائلته ومحيطه، ويتمرّس عليها طيلة حياته للمراوغة، ثم يمارسها للدفاع عن دينه وعقائده ونبيّه وإلهه. فأنا من مواليد المغرب، ترعرت فيه قبل الانتقال لاحقا للخدمة العسكرية في الجزائر. إذا، عرفتُ الإسلام وعاشرت المسلمين عن كسب منذ تلك الفترة، كما سمحت لي لاحقا ظروف العمل ونشاطي المهني الفنّي بزيارة عدد كبير من الدول العربية والإسلامية والإقامة لفترات ليست بقصيرة في كل من فلسطين واسرائيل ولبنان والعراق وإيران وتركيا والهند، وما زلت حتى اليوم أتردد على بعضها وأقوم باتصالات مع عدد كبير من المعارف فيها والتعامل معهم في المجال الفنّي. منذ ولادتي في المغرب لم يتوقّف إذا احتكاكي بالمسلمين، وهذا ما سمح لي بالتعرّف على عقليّتهم ونفسيّاتهم وسلوكهم وكيفيّة التعامل معهم. وهذا ما دفعني أيضا إلى الإطلاع على دينهم والبحث عن حقيقة هذا الدين وتعاليمه المتضاربة والمتناقضة والمسيئة لحقوق الإنسان، وعلى سيرة مؤسس هذا الدين المهووس بالنساء والنكاح والغزو والسلب والنهب، وعلى طبيعة إله صنميّ خياليّ يعبدونه، بينما لا وجود لمثل هكذا إله إطلاقا إلا في مخيّلتهم.

س – وهل دفعكم كلّ هذا إلى اعتماد أسلوب لاذع وطريقة مثيرة لمشاعر الكثيرين من المسلمين بدلا من معالجة هذه المواضيع الحسّاسة بأسلوب راق لا يسيء لأحد؟

ج – سيّدي، أكرر ما قلته، فأنا لا أريد الإساءة لأحد. كتابي هذا لم يأت من فراغ بل هو ثمرة اختبارات شخصية عديدة مع المسلمين ونقاشات حادّة وصريحة مع من يدّعون معرفة هذا الدين، بالإضافة إلى ما استنتجته من قراءة الكثير من الكتب عن الإسلام وسلوك المسلمين صدرت بلغات متعددة بما فيها العربية. إذا، أردتُ تضمين هذا الكتاب موجزا مبسّطا وشاملا لما اطلعت عليه واختبرته وعايشته مع عدد كبير من المسلمين ومراقبة تصرفاتهم ومناقشة معتقداتهم. وبعد كل ذلك وصلت إلى إقتناع لا عودة عنه وهو أن المسلمين لا يكذبون فقط على الآخرين، بل يكذبون أيضا على أنفسهم ويعيشون طيلة حياتهم في أجواء الكذب والعنف والرعب والإرهاب خوفا على دين لا أسس ثابتة يقوم عليها وعلى إله جامد أو إله وهميّ عاجز عن الدفاع عن نفسه. فالمسلمون يتصرّفون وكأن إلههم لا قدرة له، مستضعف، لا حول له ولا قوة، خائف على نفسه، وهو يستنجد بهم بإلحاح للدفاع عنه وللموت والشهادة في سبيله. فأي إله هذا الذي يطلب من أنصاره "القتال في سبيله" ويكتب عليهم القتال "خفافا وثقالا والجهاد بأموالهم وأنفسهم في سبيله"؟ ماذا تقولون عن مثل هذا الإله؟ أليس جبانا موتورا مخادعا "مكّارا" كما يصف نفسه في القرآن بـ "خير الماكرين"؟ لماذا لا يدافع عن نفسه إن كان حقا كليّ القدرة كما يدّعون؟ هل هذا الإله مغلوب على أمره فعلا وبحاجة إلى إنقاذ ومساعدة؟ وممّن؟ كلّ ما أتمناه هو أن يتوقّف المسلمون عن هذا الهراء وعن استخدام هذا الأسلوب التافه من المراوغة والضحك على بعضهمبعض وعلى غيرهم.

س – لا أريد الدخول معكم في مثل هذا الجدال الميتافيزيقي أو البيزنطي، لربما قام المفسّرون والفقهاء في الدين الإسلامي، وما أكثرهم، بتوضيح هذه الأمور من منظور آخر ووفق اقتناعاتهم والردّ عليكم. ولكنكم تتوقفون عند محطات كثيرة في هذا الكتاب، وتحاولون تفنيد بعض المواضيع التي تطرّقتم إليها، وتدّعون بأنها توحي لكم واقع الكذب في حياة المسلمين وفي معتقداتهم وفي سلوكهم. أين هي ظاهرة الكذب في هذه الأمور وهل من أدلّة تثبت ذلك لكم أم أنها نسيج خيال عقل مريض يدّعي بأنها كاذبة؟

ج – كشفت عن مدى الكذب والنفاق في معظم المواضيع التي تطرّقت إليها. لا أعتقد أن الوقت يسمح لنا بالتوقّف عند كل منها ولا أجد ضرورة لتعدادها الآن في حوار قصير. فقد أوردتها كلها أو معظمها في كتابي. يكفي أن أذكركم بمدى الكذب والتناقض عندما أرى أو أسمع المسلمين يتبجّحون رافعين شعار دينهم، فبقولون لنا "الإسلام يعني السلام" أو "الإسلام هو دين السلام". يا سلام على هكذا إسلام. أين هو السلام في هذا الدين؟ غالبا ما يتشدّق المؤمنون أو المدافعون عن الإسلام، خاصة الذين يتوجّهون بالكلام إلى غير المسلمين، فيقولون لنا إن كلمة "إسلام" مرادفة لكلمة "سلام"، وهما من أصل أو من جزر لغوي واحد. فإذا كانت الكلمتان مترادفتين، فلماذا لا يستخدمون كلمة واحدة لا غبار عليها ولا لبس. ولكن هنا يبرز الكذب والنفاق والتحايل، خاصة أننا نعرف جيّدا أن الإسلام لا علاقة له بالسلام، ولا يعني إلا الإستسلام والإستعباد والخضوع، أي الإنبطاح تماما أمام "الله الصنم" الذي يعبده المسلم ويقدس شريعته، وأمام نبيّ مزعوم يؤلهونه ويقدّسونه أكثر من إلههم. وهذا يعني أيضا انعدام تام وكلّي في إرادة المسلم. وهناك معنى آخر للخضوع ذا طابع سياسي خطير، خاصة عندما يحاول المسلم تطبيقه على غير المسلمين كي يخضعهم لكل ما هو إسلامي. لذلك أقول بأن الإسلام لم ولن يعرف إطلاقا أي منحى سلميّ، بل كان منذ نشأته وحتى اليوم إيديولوجية توتاليتارية قائمة على الفتح والإرهاب والغزو والسلب والنهب وسبي النساء، يستخدم الجهاد والترهيب والعنف والقتل وكل أنواع الدمار للوصول إلى مآربه. راجعوا تاريخكم أو بالأحرى تاريخ الإسلام منذ نشأته وحتى اليوم، فهو كفيل بكشف الحقيقة الناصعة وإسقاط قناع الكذب الذي يختبئون وراءه. فالذين يقولون ويرددون باستمرار: الإسلام دين سلام ورحمة وتسامح هم كذبة ومنافقون، يمارسون مبدأ "التقيّة" الذي يتقنه أتباع هذا الدين في كل الظروف وذلك للوصول إلى مبتغاهم. كم من مرة سمعت المسلمين يرددون: "تمسكن حتى تتمكّن"، أو الآية التي تقول: "لا إكراه في الدين"! أليس هذا كذب ونفاق وتدليس ومراوغة؟ ألم تُنسخ هذه الآية في آيات القتال والحرب والجهاد التي يرددها شيوخ المسلمين وأئمتهم في خطبهم الرنانة ؟ وما أكثرها! فأين السلام والرحمة والتسامح في كل ذلك؟ ألا تعتبرون ذلك كذبا ونفاقا وإرهابا واستفزازا وتحريضا على الشر والكراهية والضغينة؟

س – ولكنكم إذا كنتم تعتبرون نفسكم كباحث، عليكم التحلّي بالموضوعية في الأحكام. ألا تعتقدون أن هذه الآيات أو المعتقدات التي تشيرون إليها لها طابع تاريخي يرتبط بأحداث أكل الدهر عليها وشرب؟ فهل من الضروري العودة إليها اليوم واعتمادها مبدأ دائما، ومرجعا معصوما من الخطأ، وبالتالي مادة تستغلّونها لانتقاد المسلمين ووصفهم بالكذبة والازدراء بدينهم؟ ما شأن المسلمين اليوم مع مسلميّ القرن السابع؟

ج – من يعود إليها؟ من يذكّرنا بها؟ أليس المسلمون هم الذين يقدّسونها ويرددونها ويعلّمونها في مدارسهم وكل مؤسساتهم الدينية ويعتبرونها صالحة لكل زمان ومكان؟ فإذا كانت قد تعفّنت وزال مفعولها، فلماذا التمسّك بها حتى اليوم، ولماذا اللجوء إلى ما يسمّى بالتقيّة، أليس هذا تكريس واضح وفاضح لممارسة الكذب والتحايل؟ ألم تقرأوا الكتب التي تفسّر وتنظّم ممارسة التقيّة في الإسلام، أي ممارسة الكذب الشرعي والتحايل المقدّس باسم الدين وتدريسها في كل المؤسسات الإسلامية شيعيّة كانت أم سنيّة؟ فكل مرة أتلو أمام المسلمين الآيات التي تدعو إلى القتل والتمييز والجلد والتعذيب، يسارعون حالا ويرددون أيات التسامح المكيّة التي نسخت لاحقا في المدينة. أليس هذا أيضا استمرار في ممارسة الكذب والرياء والمراوغة والنفاق علينا وعلى أنفسهم وعلى إلههم بالذات، إذا كان موجودا؟ فإلى متى سيعيشون في مثل هذه الحالة من الإنفصام النفسي؟ كيف يربّون أولادهم في مثل هذه الأجواء وماذا ينتظرون منهم في المستقبل؟ أليس هذا هو الطريق المؤدي إلى الإجرام والجنوحيّة والإرهاب؟

س – أنا لا أرى في مثل هذا الكلام أي فائدة على الإطلاق، ولربما اعتبره الكثيرون نوعا من السخرية بعقائد المسلمين وبإلههم وحثّا على معاداتهم؟ ألا تعطون هنا صورة سوداء عن حالات استثنائية لا يجوز للباحثين ولا للسياسيين تعميمها؟

ج – كلا، أنا لا أسخر من أحد، بل أعتقد أن إله الإسلام، إن كان إلها حقيقيا، فهو الذي يسخر من أتباعه ومن كل المؤمنين به. ألا تسمعون الأدعية التي يقدّمها له الشيوخ والأئمة في الجوامع، يستغيثون به لينصرهم على اليهود والنصارى وأعداء الدين، يطلبون منه ترميل نسائهم وتيتيم أطفالهم والحصول على أملاكهم غنيمة للمسلمين، إلى آخر الأدعية الرنّانة التي يتقنها بامتياز كهّان السجع وأئمة السلاطين. هل ردّ عليهم أو سمعهم مرّة واحدة هذا الإله الصنميّ الوهمي؟ هل استجابهم مرّة واحدة منذ ظهور الإسلام وحتى اليوم؟ فهو الذي يسخر منهم بصمته وبصنميّته، وهم لا يدرون، بل يتابعون ترداد معزوفة الكذب على أنفسهم وعلى أولادهم وشعوبهم. أليس هذا نوع من الغباء والضلال ووسيلة للتضليل ولحجب الحقيقة عن بصائر الناس؟

س – بالرغم من إثارتكم كثيرا لمثل هذه المواضيع في الكتاب والكشف عن مدى التناقض الوارد في مفهومها، ألا يمكنكم التمييز بين مسلم معتدل ومسلم راديكالي. فهناك عدد كبير من المسلمين معتدلون ومسالمون وصادقون، ينبذون كل أنواع العنف والفتن، ويريدون العيش بسلام مع الآخرين. وأنا شاهد على ذلك وتربطني صداقة عريقة بالعديد منهم منذ سنوات طويلة. ويؤلمني كثيرا وصفهم بالكذبة. لذلك أعتبر أن ما جاء في كتابكم يشكل إساءة ليست لهم فقط بل لكل من يصادقهم أيضا؟

ج – لا أعرف إذا كان المسلم يعرّف بنفسه إن كان معتدلا أو متطرفا. ولا يجرؤ من تسمّونهم بالمعتدلين على استنكار تعاليم القرآن العنفية والإرهابية علنا؟ ولا أعرف أيضا إن كنتم ضليعين كفاية بأصول الإسلام ومعتقداته وتعاليمه. أنا لم أقصد إطلاقا التجريح بأحد، واحترم كل إنسان بقطع النظر عن دينه أو جنسه أو لغته أو عرقه. تتكلّمون عن المسلمين المعتدلين أي غير المتطرفين. لقد ورطتم أنفسكم في الإشارة إلى هذا الأمر، فاعطيتموني فرصة لأبيّن لكم مهزلة وسخرية ونفاق ما تصفونه بالإعتدال الإسلامي أو بالمسلمين المعتدلين. أنا أعتقد أن المسلم المعتدل هو أكثر كذبا على نفسه وعلى الآخرين من المسلم الراديكالي. فكلاهما يؤمنان بتعاليم الإسلام ويقدّسان القرآن الذي يأمرهم بقتال غير المسلمين دون أي ذنب. فإذا كان المسلم المعتدل لا يطبّق تعاليم قرآنه فهو منافق ولا يمكن أن يكون مسلما صادقا. إذا، فهو إما مسلم كذّاب أو جبان أو عاجز عن تطبيق تعاليم الإسلام أو جاهل لها. والمسلم الراديكالي هو الذي يحاول تطبيق تعاليم دينه، ويقاتل الذين لا بؤمنون بالله وبرسوله وباليوم الأخير. وعندما يفعل ذلك، لا يعارضه إطلاقا من تصفونهم بالمسلمين المعتدلين. فكل مسلم يؤمن بتعاليم القرآن هو بنظري إنسان إرهابيّ بالقوّة، وعندما يطبّقها يتحوّل إلى إرهابيّ بالفعل. وإذا أردتم مواصلة وصف أصدقائكم المسلمين بالمعتدلين فذلك لأنهم يعيشون مثلكم وبينكم، يكتفون بتعريف أنفسهم سوسيولوجيا كمسلمين،أي بالإسم فقط، لا يهتمّون إطلاقا بتعاليم الإسلام لا بل يجهلونها تماما، ولا يتردّدون على الجوامع ولا يصغون إلى خطب الجمعة التي يلقيها الشيوخ والأئمة المنافقون، ولا يمارسون صوم رمضان، بل يرتادون المقاهي والمطاعم وعلب الليل وملاهي القمار، ويشربون كل أنواع الكحول، ويأكلون لحم الخنزير، ويتلذذون مثلنا بالجمبون. فهؤلاء بنظري طلّقوا الإسلام بالثلاث ولا يجرأون على المجاهرة بذلك خوفا من حدّ الردّة، أي من السيف المسلّط على رقابهم طيلة الحياة، وأنتم تعرفون ذلك. "فلولا حدّ الردّة لاندثر الإسلام وزال من الوجود منذ زمن طويل"، كما يقول الشيخ القرضاوي المحكوم عليه بالإعدام مع أطراف آخرين من الإخوان المسلمين بسبب مواقفه الراديكالية وحثّه على القتل والعنف والتدمير والإرهاب. وللأسف اعتقد أنّ من يصفون أنفسهم بالمعتدلين يواصلون العيش في أجواء من القلق والأسى وفي حالة من الإنفصام النفسي والشخصي والرعب والمكر والخداع. وهذا أمر مؤسف، إذ لا يتمتعون أبدا بالحرية الكاملة ولن يشعروا إطلاقا بالطمأنينة الداخلية والسلام النفسي.

س - يناء على ما ذكرتم في هذا الكتاب، ماذا تطلبون من المسلمين، لا بل ماذا تتمنون لهم ؟

ج - جلّ ما أتمناه هو أن يتوقّفوا عن الكذب على أنفسهم وعلى العالم أجمع. ولتحقيق ذلك عليهمم أن يلبّوا نداء الرئيس المصري عبد الفتّاح ألسيسي لإصلاح دينهم. فهو أوّل مسؤول سياسيّ مسلم، يدرك خطورة الإسلام وتعاليمه الهمجيّة. ولولا ذلك لما تجرأ على المطالبة بإصلاح الخطاب الدينيّ في صرح أكبر مؤسسة إسلاميّة تخرّج الشيوخ والأئمة. ولو لم يكن على حقّ، فلماذا لم يردّ عليه العلماء والفقهاء وشيوخ الأزهر؟ نعم يحقّ للعالم أجمع أن يطالب المسلمين بتنظيف القرآن من كل الآيات المسيئة للإله الرحمن الرحيم وللخليقة التي أبدعها على صورته ومثاله والتخلّي عن كل التعاليم التي لا تتوافق إطلاقا مع مفهوم الإله القدوس أو تنتهك شرعة حقوق الإنسان. وهكذا يقطعون الطريق نهائيا على كل من تسوّله نفسه لانتقاد هذا الدين أو الإساءة إلى مشاعر أتباعه.

حاولت طرح أسئلة أخرى عن بعض الأمور الواردة في الكتاب، فلم ير "هوبار لومار" ضرورة في الإجابة عليها أو توضيحها أو تبريرها، فقال باختصار:
- إن الذي لا يقتنع بما جاء في الكتاب، فلتكن له الجرآة للردّ عليّ وانتقادي وتفنيد كل ما جاء فيه عبر الصحافة أو بواسطة بريدي الإلكتروني الذي أطلب منكم نشره. وأنا مستعدّ للإجابة عن كل سؤال أو انتقاد.

وقبل أن نفترق سألته: هل ستواصلون البحث في الإسلاميات أم لديكم مشاريع أخرى ؟ فكان جوابه:
- أركز اهتمامي الآن على ترجمة هذا الكتاب إلى لغات أخرى بما فيها العربية، وسأكون سعيدا إذا وجدت دار نشر أو موقعا إلكترونيا ينشره ويضعه في متناول المسلمين الناطقين باللغة العربية والمتعطّشين لمعرفة حقيقة دينهم، لعلّهم يهتدون ويقلعون عن استخدام ازدواجيّة اللغة وانفصام الشخصيّة، ويبتعدون عن الكذب والنفاق والتدليس والمراوغة علينا وعلى أنفسهم، ويتطلّعون إلى حياة أفضل وأسمى بعيدا عن العقد النفسيّة، كي يتنعّموا في هذه الحياة الدنيا بحرية وكرامة. هذا جلّ ما أتمناه لكل المسلمين في العالم.

أمنية خاصّة: الرجاء من القراء والمفكرين المسلمين الملّمين باللغة الفرنسية الإطلاع على هذا الكتاب والردّ عليه بشكل علمي وموضوعي وحضاري، فهم أدرى من غيرهم بأمور دينهم، كأهل مكّة الذين هم أدرى بشعابها. أما السكوت عن ذلك فسيُعتبرإثباتا وتأكيدا لما أفسح عنه السيّد "هوبار لومار" في مؤلفه.

عنوان الكتاب:
Hubert Lemaire : Musulmans, vous nous mentez, Editions Riposte Laïque, 2014
يمكن الحصول عليه بواسطة "أمازون" أو مباشرة من الناشر.
العنوان الإلكتروني لصاحبه:
[email protected]



#موريس_صليبا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن في مشرحة -اللوغاريتم-
- حول كتاب حامد عبد الصمد - انهيار العالم الإسلامي -
- ألإسلام بحاجة إلى ثورة جنسية - الحلقة الثالثة والأخيرة
- ألإسلام بحاجة إلى ثورة جنسية - الحلقة الثانية
- ألإسلام بحاجة إلى ثورة جنسية


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - موريس صليبا - هوبار لومار : -المسلمون يكذبون علينا وعلى أنفسهم-