أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام المنفي - هيباتيا . شهيدة التعصب الديني














المزيد.....

هيباتيا . شهيدة التعصب الديني


حسام المنفي

الحوار المتمدن-العدد: 4552 - 2014 / 8 / 23 - 01:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في أوائل القرن الخامس الميلادي كانت بالأسكندرية جامعة أنشأها البطالسة وكانت تدرس الفلسفة وكانت بالجامعة أستاذة تدعى -هيباتيا- تقوم بتدريس فلسفة أرسطو وأفلاطون بجابب تدريسها للمنطق والرياضيات ، وكان أسقف الأسكندرية في ذلك الوقت رجل يدعى كريلس اشتهر بعدائه ونفوره الشديدين للعلماء والفلاسفة وخاصة الفلاسفة اليونان لأنهم كانوا من وجهة نظره كانوا وثنيين وكفار وملاحدة ، أو ربما خاف "كرليس" من تأثير الفلسفة والمنطق على عقول أتباعه ومن المعلوم أن الفلسفة تحض دائما على التسائل والشك والنقد وتجعل الفرد لا يتقبل المعتقدات "الدوجماطيقية" دون إخضاعها لمعايير العقل والمنطق وهذا سبب كافي جدا لتبرير قتل فيلسوفة وحكيمة نبيلة مثل "هيباتيا" ، رغم أن الفكر المسيحي في القرن الثالث عشر الميلادي قد اصطبغ بصبغة "أرسطية" خالصة عندما مزج ( ألبرت الكبير والقديس توماس الأكويني) فلسفة "أرسطو" باللاهوت المسيحي ، وهذا الفضل يرجع إلى المعلم والشارح الكبير "ابن رشد" فإن أوروبا في العصر الوسيط لم تتعرف على فلسفة "أرسطو" إلا بفضل كتب ابن رشد التي ترجمت من العربية إلى العبرانية أو من العربية الى الاتينية و كانت تحتوي على شرح مفصل لمذهب أستاذه أرسطو بجانب أرائه وأفكاره الخاصة ، ففي حين أصدر الخليفة المنصور في قرطبة منشور تحريم الفلسفة والعمل بها وحتى قرائتها واصدر قراره بنفي ابن رشد إلى مدينة "اليسانة" (بلدة قريبة من قرطبة) بتهمة الكفر والزندقة واحراق بعض كتبه في المنطق والفلسفة في ساحات قرطبة ، كانت في ذلك الوقت بلدان مثل فرنسا والمانيا وغيرهما من البلدان الأوروبيا تستعد لقدوم أفكار هذا الفيلسوف العقلاني المستنير . وثمة مفكرون كثر يرون أن فلسفة ابن رشد لها الفضل الأكبر في تأسيس عصر الإصلاح الديني وعصر التنوير الأوروبي .
ونعود إلى الفيلسوفة "هيباتيا" وبالتحديد في سنة 415 ميلادية وفي أحد أيام الأحاد بعد خطبة نارية ألقاها كيرلس على جمع غفير من الناس في الكنيسة المرقسية..كان يحرض فيها على الفلاسفة ويصفهم بالكفار والمهرطقين..خرج الناس من الكنيسة يركضون ويهرولون نحو قاعة الدرس التي كانت هيباتيا تلقي فيها بعض محاضراتها في الفلسفة وعند خروجها من القاعة ، إذ بعشرات من الناس يتوافدون إليها ويحيطون بها كأنهم عثروا أخيرا على فريستهم التي طالما انتظروها ، ثم قاموا قاموا بتجريدها من ملابسها وجرها وسحلها في شوارع الأسكندرية ثم مزقوها أشلاء إلتهمتها الكلاب الجائعة...وهم يرددون ويهتفون بحناجرهم التي تشبه نعيب الغربان-بإسم الرب سنسحق الكافرين-بإسم الرب سنقتل المهرطقين أعداء الله والمسيح؟
يقول برتراند رسل : كان "القديس كرليس" رجلا غيورا علة الدين غيرة فيها هوس التعصب ، فاستخدم منصبه ، منصب البطرق ، في إثارة المذابح ضد الجالية اليهودية في الأسكندرية ، وقد كانت جالية كبيرة جدا ، وأشهر ما يشتهر به هو محاكمته ومعاقبته ل"هيباتيا" غير ميتند إلى قانون ، وهي سيدة ممتازة انصرفت -في عهد سادة التعصب الديني- إلى فلسفة الأفلاطونية الجديدة ، واتجهت بمواهبها إلى الرياضة ، " فانتزعت من عربتها انتزاعا ، وعريت من ثيابها ، وجرت إلى الكنيسة ، وذبحت ذبحا وحشيا على يد "بطرس القارىء" وطائفة من المتهوسين الدينيين الغلاظ القلوب القساة بغير رحمة ، وكشط لحمها عن عظامها بمحار حاد الأطراف ، وقذف في النار بأعضاء جسدها وهي ترتعش بالحياة .
=========================================
*انظر كتاب "تاريخ الفلسفة الغربية" لبرتراند رسل . الجزء الثاني ص101
*انظر كتاب "ابن رشد وفلسفته" للأستاذ فرح أنطون ص46 . تقديم الدكتور مراد وهبة
*انظر كتاب "حرية الفكر" للأستاذ سلامة موسى ص52



#حسام_المنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبحث في الجانب الأبستمولوجي -نظرية المعرفة- في الفلسفة الحدي ...
- سقراط . الرجل الذي جرؤ على السؤال
- أنكساجوراس . والحجر الأسود
- العلم والدين بين الفكر القديم والفكر الحديث
- نظرية المعرفة من منظور فلسفة ابن سينا
- الغزالي واهدار قيمة العقل
- العقل في فلسفة ابن رشد


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام المنفي - هيباتيا . شهيدة التعصب الديني