أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - نابلس 106 أيام من منع التجوال والحبل على الجرار..















المزيد.....

نابلس 106 أيام من منع التجوال والحبل على الجرار..


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 269 - 2002 / 10 / 7 - 02:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



6 أكتوبر 2002

 

 

مدينة نابلس, جبل النار, مصنع البطولة ومهد الثوار, لازالت تحت حظر التجوال منذ 106 أيام مضت, والحصار كما منع التجوال وحالة الخناق مازال مستمرا بلا  توقف. والمقاومة كذلك مستمرة ولم تتوقف ولن توقفها إرهابيات مجرمي الحرب من جنود وضباط جيش الاحتلال السائر نحو نهايته المحتمة وزواله عن أرض فلسطين المحتلة. فلكل احتلال بداية ونهاية وبداية نهاية الاحتلال الصهيوني لفلسطين أصبحت وشيكة وحتمية بهمة شعب الانتفاضة وتضحياته الجسام.

أن الاحتلال العنصري يريد أن يكسر الإرادة الفلسطينية الحية والقوية من خلال فرض حالة من الرعب ومنع التجوال والعقاب الجماعي ونشر الذعر والإرهاب بين سكان المدينة ومخيماتها الصابرة الصامدة. والهدف من ذلك كله هو إجبار الشعب الفلسطيني على التسليم والاستسلام والقبول بما هو غير مقبول بالنسبة لكل فلسطيني لا زال الدم الفلسطيني يسري في عروقه.

لكن تجارب الاحتلال مع نابلس الشامخة خير دليل على عزة جبل النار وإصرار أهلها على البقاء في خط المواجهة الأول مع أعداء شعبنا ومحتلي أرضنا. فمدينة نابلس كانت وستبقى مفخرة لشعبنا وكفاحنا الوطني العادل في سبيل تحرير بلادنا من نير الاحتلال الاستعماري الظلامي, هذا الذي بدأ بالإرهاب وأستمر بتحديث إرهابه من خلال ابتكاراته الإرهابية المنوعة, ومن خلال تفننه في سياسة التمييز العنصري والاستعلاء الحاقد.

مهما طال مدى العقوبات الذكية أو الغبية التي تفرضها قوات شارون على المدن الفلسطينية فأنها في النهاية إلى زوال ولن يجنوا منها أية فائدة تساعد كيانهم الموبوء بالإرهاب على العيش بسلام. وكل إجراءاتهم الوحشية ستنعكس عليهم وبالا وانتقاما وأعمالا تجعلهم يدفعون الثمن مضاعفا.

 فالسلام لا يأتي بالاستعلاء, ولا عبر أهانه الشعوب وفرض منطق القوي على الضعيف. بل بالعمل الحقيقي من اجل علاقات حقيقية تحفظ للأجيال القادمة حرية الحياة في محبة ووئام وسلام. وفي حالة إسرائيل الغريبة عن باقي سكان المنطقة, يقول المنطق أن عليها أن تظهر نية حسنة ونوايا سلمية فعلية, وأن يكون في نيتها التكفير عما فعلته بأهل البلاد وبالعباد من سكان فلسطين وجوارها. وأن تقدم البرهان على نيتها الاعتذار عما قامت به من مذابح وويلات ومجازر ومعاناة تسببت بها لكل فلسطيني ولذريته التي تشردت وعانت بفعل الاحتلال أو في ظل حكمه العسكري والأمني العنصري. فمن حق الفلسطيني عليهم أن يقرأ ويسمع ويشاهد اعتذارهم واعترافهم بمسئوليتهم التاريخية عما حل به من نكبات ومصائب بفعل غزوهم واحتلالهم لبلده, ومن ثم عدم قبولهم أو تقبلهم للقرارات الدولية التي تطالبهم بتحمل المسئولية والانسحاب وإرجاع الحقوق الفلسطينية المغتصبة لأصاحبها وكذلك حق اللاجئين وذرياتهم بالعودة لديارهم والتعويض عن الضرر الذي لحق بهم نتيجة للاحتلال وسنوات العذاب تحت الاحتلال أو في منافي اللجوء والغربة.

لكن قادة إسرائيل ومن خلفهم من أنتخبهم ووثق بهم وبقيادتهم لتلك الدولة الدخيلة والغريبة عن بلادنا العربية, هم من يعطل أية عملية سلام حقيقية تعطي كل ذي حق حقه. فهم يعلمون خير العلم أنه لا حق لهم في فلسطين وأنهم يتحملون مسئولية كل العذاب الذي لحق بشعب فلسطين منذ النكبة الكبرى عام 1948 وحتى يومنا هذا, حيث يواصلون عبثهم  بالوطن الفلسطيني, ويعيثون به فسادا وظلما وحقدا.

قادة الكيان الصهيوني القدامى والجدد, الكبار والصغار, من اليمين واليسار, يتحملون بشكل كامل مسئولية نهر الدماء المتدفق بفعل البناء العدائي والفاشي والإرهابي الأصولي لجميع فئات المجتمع الإسرائيلي. لأن شعب فلسطين يواجه إرهاب مجتمع كامل يبدأ مع جندي الاحتياط الذي لديه كل الاستعداد لارتكاب مذبحة كما فعلوا في حي الياسمينة والبلدة القديمة في نابلس وكذلك كما صنعوا في مجزرة مخيم جنين. ولا ينتهي عند وحدات الدوفدافان والمستعربين وغولاني.

 هذه القيادة العنصرية بفعل بناءها الفكري الفاشي وسادية توجهاتها المؤسسة بناء على الخزعبلات والخرافات والأساطير, لن تتراجع عن حلمها الاستبدادي والاستعلائي الذي يريد بناء دولة إسرائيل المهيمنة على الشرق العربي, أن كان بفضل التفوق التقني والحربي والدعم الأمريكي والغربي غير المحدود أو بفضل الضعف العربي وحالة اليأس من الأنظمة العربية الحاكمة ظلما والمحكومة بدورها من قبل أمريكا الظالمة.

إن الذين ابتكروا صنوفا جديدة وغريبة وفريدة من أصناف الإرهاب الذي تعجز عن وصفه الألسنة البشرية ولا تقبل به أية عقول وضمائر إنسانية حية, ليسوا دعاة سلام ولا نواة بناء شرق أوسط جديد. إن أقل ما يقال عنهم أنهم جماعة من المتعطشين للدماء ومن قطاع الطرق وسارقي الأوطان ومرتكبي المذابح والمجازر. تمادوا في ظلمهم واستهتارهم وتحديهم حد التطاول على عقول البشر وتغييب حواس السمع والبصر عند كل إنسان يملك رؤية مغايرة لرؤاهم أو وجهة نظر لا تتطابق ومسعاهم نحو أقامه نظام الحكم الصهيوني العنصري على أنقاض أنظمة الحكم الحالية, ليس في فلسطين فقط بل في كافة بلاد الدنيا ...

مدينة نابلس كما جنين ورام الله وكافة المدن الفلسطينية المحتلة, ستتسمر في مقاومة الحصار والخناق ومنع التجوال. وسوف تقاتل دفاعا عن حق أبناءها في الذهاب إلى المدارس والمعامل والجامعات وأماكن عملهم وسكنهم بحرية, ودون إزعاج و إعاقة من قبل جنود ومستوطني الإرهاب الأصولي اليهودي.

 

*باحث سياسي فلسطيني مقيم في النرويج



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الطفل الشهيد محمد الدرة في يومه المشهود, يوم الطفل العرب ...
- هل أصبح العرب أكثر شعوب العالم عجزا؟
- تظاهرة في أوسلو
- الإرهاب الصهيوأمريكي لازال مستمرا
- الانتفاضة الثانية تسير واثقة الخطى
- شعب فلسطين أكبر من أن يهان..
- رابين كان إرهابيا محترفا ومات هكذا..
- من مجزرة إلى مجزرة ,إلى متى ؟
- العراك لأجل العراق
- 11 أيلول يوم الضحية والجلاد..
- الوزير اليحيى وعقاب الرجم بحجارة فلسطين..
- إلى الشهيد المجهول عفيف الحنفي
- في الذكرى الأولى لرحيلهأبو علي مصطفى باق وأن غابت طلته..
- ناجي العلي والمقام العالي..
- تموز 1987 ناجي العلي المقام العالي
- الصهيونية شكل من أشكال العنصرية, مع سبق الإصرار..


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - نابلس 106 أيام من منع التجوال والحبل على الجرار..