أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل إعدام القتلة والمُفسدين هو الحل ؟















المزيد.....

هل إعدام القتلة والمُفسدين هو الحل ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3334 - 2011 / 4 / 12 - 16:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد الزلزال الشعبى الذى أحدثته ثورة يناير2011انطلقتْ أصوات الشرفاء بمطلب القصاص من القتلة الذين خطّطوا ونفّذوا جريمة قتل أبناء من شعبنا فى معظم مدن مصر، ومن الضباط الذين مارسوا التعذيب فى أقسام الشرطة وفى السجون ، ومن الذين نهبوا المال العام وأودعوه فى بنوك أوروبا ، ومن الذين أفسدوا الحياة الاقتصادية فجعلوا مصرفى ذيل الأمم حتى المتخلفة ، ومن عتاولة كبارالمجرمين من (ترزية) القوانين الذين صاغوا تشريعات أبدية الحكم والتوريث وجعلوا السلطة التنفيذية فى يد شخص واحد ، والأكثرإجرامًا تبعية السلطتيْن التشريعية والقضائية فى يد هذا الشخص (الواحد القهار) صاحب صلاحية (كن فيكون).
وإذا كان القصاص العادل من القتلة والمُفسدين أحد المطالب المشروعة لتطهيرمصرمن (كل) البؤرالصديدية التى تركها نظام رئاسى قمعى عبر59 سنة ، فإننى أختلف مع من طالبوا فى الصحف وفى الفضائيات بأنْ يكون (الإعدام) هوالعقوبة الأمثل لهؤلاء القتلة والمُفسدين ، كما طالب البعض أنْ يكون الإعدام فى ميدان عام . وأسباب رفضى لعقوبة الإعدام هى :
1- تأسيس فلسفى : تفترض منظمات حقوق الإنسان (خاصة منظمة العفوالدولية) افتراضًا مشروعًا هوظهوربراءة المتهم بعد إعدامه ، كما حدث فى معظم دول العالم بموجب أحكام قضائية. وفى الولايات المتحدة الأمريكية ثبت براءة 23إنسانًا بعد إعدامهم (نقلا عن كتاب "عقوبة الإعدام ضد حقوق الإنسان"- مطبوعات منظمة العفوالدولية- عام 89 ص31).
2- تأسيس سياسى : إذْ حدّثنا التاريخ الحديث والمعاصرعن آلاف الأبرياء الذين أعدموا لأسباب سياسية. ففى إيران سجّلتْ منظمة العفوالدولية مايزيد عن ألفىْ سجين ورد وقوعهم ضحية لموجة إعدامات سياسية فى الفترة من يوليو88ويناير89(نقلا عن كتاب "انتهاكات حقوق الإنسان فى إيران من 1987- 90من مطبوعات العفوالدولية) وبعد استيلاء الخومينيين على السطلة تم إعدام الآلاف . وفى عام 1980إعتمد النظام الليبى سياسة تصفية خصومه عن طريق أحكام الإعدام. ونفس المنهج فعله نظام صدام حسين فى العراق (المصدرالسابق ص 167، 194) وفى السودان تم إعدام محمود محمد طه فى سجن كوبريوم 18يناير1985بأوامرمن جعفرالنميرى ، لأنّ الشيخ الفاضل كان ضد تطبيق نميرى وأتباعه للشريعة الإسلامية بقطع يد الفقراء. وفى مصرتم إعدام الشابين الصغيرين مصطفى خميس ومحمد البقرى من عمال مصانع كفر الدواربعد شهرمن إنقلاب أبيب / يوليو52. كما تم إعدام سيد قطب وستة من الإخوان المسلمين ، رغم أنهم من أصحاب الرأى وليسوا قتلة.
أما رفض الإعدام فى ميدان عام فيتأسس على مرجعية ثقافتنا القومية المصرية التى تنبذ العنف وتكره رؤية دماء الضحية حتى ولوكانت (فرخة) وفى طفولتى كان الكباريمنعوننا من رؤية ذبح (خروف العيد) وكانت (الست) المصرية عندما تذبح (الفرخة) تقول بعد البسملة ((اللهم صبّرك على ما بلاكى)).
الإعدام أم عودة الأموال المنهوبة: لاشك أنّ عودة الأموال المنهوبة مطلب شعبى لا خلاف عليه. فكيف يتم ذلك إذا تم الإعدام ؟ لذلك فإننى أميل إلى رأى بعض الأصوات العاقلة الذين رأوا أنّ (السجن) هووسلة الضغط الفعالة على المتهم (سيكولوجيًا) للكشف عن البنوك وأرقامه السرية بها واستخدام بصمة الصوت ، لعودة هذه الأموال إلى مصر، وكذا الكشف عن شركاته وفنادقه وكافة أصوله العقارية فى أوروبا وآسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية. ويرى بعض الخبراء أنه يُمكن مساعدة المتهم على إتخاذ قرارعودة الأموال المنهوبة بوعد الإفراج عنه ، مع حرمانه من الإقامة فى مصر. أعرف أنّ هذا الاقتراح قد يختلف حوله البعض ، الذين يؤسسون رفضهم على أنّ عودة الأموال المنهوبة حق مشروع ، وأنّ العقوبة على النهب لاتقل مشروعية. ولكن ماذا لوتعنّتَ المتهم ورفض التعاون مع جهة التحقيق ، وفضل الموت على عودة الأموال لشعبنا ، خاصة من معه دكتوراه فى العند ؟ أعتقد أنّ المخرج من هذا المأزق قد يُسعفنا به الخيال الخلاق والإبداع (حتى فى التشريعات).
إبداعات غيرمألوفة فى تنفيذ العقوبات : فى الحضارة المصرية أبدع جدودنا عقوبة على القاتل (خاصة فى حالات ذوى الأرحام) أشد قسوة من الإعدام ، إذْ نصّتْ العقوبة على القاتل أنْ يحتضن جثة القتيل لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليال ، وتحت إشراف حراسة لضمان تنفيذ الحكم (ول ديورانت- قصة الحضارة- ترجمة د. زكى نجيب محمود ، محمد بدران- المجلد الأول – نشأة الحضارة- هيئة الكتاب المصرية- عام 2001 ج 2 ص 98) وعندما انتصرتْ الثورة الصينية عام 1949كانتْ العقوبة التى فرضها الثوارعلى امبراطورالصين هى أنْ يتحوّل دوره فى المجتمع الجديد من منصب امبراطورإلى وظيفة (جناينى) وتقبّل الشعب الصينى هذا الحكم بارتياح ، وتراجعتْ رغبة الانتقام لتُفسح المجال للبعد الحضارى ، عندما يرى الشعب أنّ الامبراطوريدخل فى منظومة المجتمع الجديد ، ويكون عضوًا نافعًا لهذا المجتمع ، ويعمل بيديه مثله مثل باقى أبناء الوطن.
ونظرًا لأنّ وظيفة (جناينى) لاتصلح ولاتنطبق على قتلة شعبنا بالرصاص وبالتشريعات المعادية لأبسط حقوق الإنسان ، ومن نهبوا المال العام وأفسدوا الحياة الاقتصادية والسياسية ، لذلك أقترح أنْ تكون العقوبة الواجب توقيعها عليهم ، بعد إدانتهم بواسطة جهات تحقيق قانونية محايدة وعادلة ، أنْ يتحوّلوا إلى عمال نظافة وعمال فى مصلحة المجارى . وأعتقد أنّ هذه الوظائف (الشريفة) هى (المطهر) الحقيقى الذى يُزيل (جراثيم) النفس البشرية من صدوركل من أجرم فى حق شعبنا ، وفى نفس الوقت هى عبرة لكل صاحب نفوذ سياسى أواقتصادى ، يُفكرفى (توظيف) جراثيمه العقلية والنفسية ضد شعبنا. عبرة تقول بكل وضوح : إنّ ثورة يناير2011 خلقتْ مجتمعًا جديدًا ، لافرق فيه بين إنسان وإنسان إلاّبالعمل ، وانتهاء عهد (النظام) الذى يتبنى نهج عصابات المافيا العالمية ، وإنتهاء منظومة سادة وعبيد كما قال مديرأمن البحيرة ، وهو يُصدرتعليماته لمرؤوسيه (فى شريط فيديومصورومنشورعلى موقع جريدة البديل) حيث قال لمن يُنفذون تعليماته ((مخطط السيطرة على الحكم لم يكتمل.. وإحنا أسيادهم.. واللى يمد إيده على سيده ح نضربه بالجزمه ونقطعها.. إحنا موجودين ورجاله.. وما فى ش أى عرص يقدريقرّب منكم)) (صحيفة الأخبار1/3/2011ص4) وباسمى واسم كل الشرفاء أتقدم للسيد النائب العام بضرورة تحريك الدعوى الجنائية ضد هذا الضابط ، لأنه إذا كان من يسب فردًا واحدًا تُقام ضده دعوى سب وقذف ، فما بالنا بشخص يسب شعبًا بأكمله بل ويزدريه ويعتبرشعبنا من (العبيد) وهو وأمثاله قد تملكونا وصاروا هم (الأسياد) علينا ، وهذا الضابط يجب أنْ تكون عقوبته تحويله إلى مصلحة المجارى مع باقى القتلة والمُفسدين . أرجوأنْ يُناقش الرأى العام اقتراحى ، ليكون إضافة لثورة شعبنا ، تتعلم منها الشعوب الحرة ، أنّ شعبنا المصرى عندما رفع شعار((سلميه.. سلميه)) فى الأيام الأولى ، لم يكن (مُبدعًا) فقط فى تسطيرحروف ثورة ، كان أحد طرفيها يملك كل وسائل القمع الإعلامية والبوليسية والتعلمية ، بينما الطرف الآخركان سلاحه الوحيد الحرية لولادة مصرجديدة ، يختفى منها كل أشكال التمييز، لم يكن شعبنا مبدعًا فقط فى ثورته ، وإنما أيضًا مبتكرًا لأشكال من العقوبات ، تنزع رغبة التشفى اللاإنسانية (الإعدام نموذجًا) من جهة ، وتحقق مبدأ القصاص العادل من جهة أخرى . فهل يرتفع المشرع إلى مستوى تجليات شعبنا فى الإبداع ، فينتقل من مرحلة العقوبات البدنية والمقيدة للحرية ، إلى مرحلة التطهربالعمل ؟
*****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرادة الشعوب جمرة نارتحت رماد الاستبداد
- هل الرئيس المخلوع وأسرته فوق القانون ؟
- المستشارطارق البشرى بين المؤرخ والداعية الإسلامى
- حمام - قصة قصيرة
- شتاء الحرية وسقوط أوراق التوت
- مبارة عصرية فى شد الحبل بين الحرية والاستبداد
- إقصاء المختلف يبدأ بالكلمة وينتهى بالقنبلة
- الدكتورجمال حمدان والبكباشى عبدالناصر
- الاعتدال والتطرف فى ميزان المرجعية الدينية
- جامعة الدول العربية بين أوهام القدرة ووقائع التاريخ
- تعليم ضد المواطنة أم أمية تحمى الوطن؟


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل إعدام القتلة والمُفسدين هو الحل ؟