أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - قراءة في كتاب رياض العطار: إنتهاكات حقوق الإنسان في العراق















المزيد.....


قراءة في كتاب رياض العطار: إنتهاكات حقوق الإنسان في العراق


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 212 - 2002 / 8 / 7 - 02:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

صدر إلى الأسواق حديثاً كتاب الناشط في حقوق الإنسان الأستاذ رياض العطار والموسوم ب (إنتهاكات حقوق الإنسان في العراق). والكتاب عبارة عن مجموعة مقالات ودراسات نشرها المؤلف في السنوات الماضية في الصحف العراقية في المهجر وكذلك في الصحف العربية، وتدور موادها حول معاناة الإنسان العراقي من جرائم النظام من إنتهاك لحقوقه كإنسان وكمواطن.

 

يمكن القول أن حقوق الإنسان والديمقراطية وجهان لعملة واحدة، إذ لا يمكن بناء نظام ديمقراطي ما لم تكن حقوق الإنسان مضمونة فيه وبدون أي تجاوز على هذه الحقوق. فعندما نتحدث عن حقوق الإنسان، لا يعني هذا فقط تحرير الإنسان من إضطهاد السلطة المستبدة، وإنما تحريره أيضاً من الخوف من جميع مصادر العسف والإضطهاد السياسي والإجتماعي والديني والعرقي وغيره، بمعنى منحه حقه في حرية  التفكير والتعبير والإنتماء السياسي، والفكري والآيديولوجي، والديني والمذهبي، وتحريره من الفقر والفاقة والجهل والمرض. فمصطلح (حقوق الإنسان) مصطلح واسع وله مدلولاته السياسية والإنسانية وعلى نطاق واسع. لذلك يضم هذا الكتاب طيفاً واسعاً من المواد التي تصب في هذا المجال.

قال فولتير: " أينما حل الظلم، فالكتاب هم المسؤولون عنه." وقد ذهب جان بول سارتر أبعد من ذلك عندما قال: "الكتاب مسئولون عن الظلم في أي مكان من العالم حتى ولو لم يسمعوا به ". بمعنى أن من أهم واجبات المثقف هو العمل على رفع وعي الجماهير لمقاومة الظلم وحماية حقوق الإنسان أين ما كان هذا الإنسان، أي أخذ إجراءات وقائية لمنع وقوع هذا الظلم.

ومن المؤسف القول أن الكتّاب العرب قد أهملوا هذا الجانب الثقافي في رفع وعي المواطن العربي بحقوقه الإنسانية وكمواطن له حقوق وعليه واجبات. لقد أهملت ثقافة حقوق الإنسان من قبل الجميع، السلطة والمعارضة، قوى اليمين واليسار على حد سواء. ولم ينتبهوا إلى هذا الجانب الثقافي المهم  إلا في وقت متأخر، وبعد أن حلت الكارثة واتسع الدمار وعم الخراب في كل مكان من الوطن العربي وشّرِدَ وهُجَّرِ أكثر من أربعة ملايين مواطن من العراق وحده، يعيشون في المنافي ومنهم صار طعاماً للحيتان.

فمن المعروف أن الظلم وحده لا يكفي لتثوير الإنسان والمطالبة بحقوقه وإنما الشعور بالظلم هو الذي يدفع الإنسان بالثورة ضد هذا الظلم والمطالبة بحقوقه وحقوق الآخرين. من هنا تأتي أهمية الوعي السياسي والتثقيف بهذه الحقوق. فلما حصلت الثورة الفرنسية يوم 14 تموز/يوليو 1789، لم يكن الملك لويس السادس عشر أظلم ملوك آل بوربون في فرنسا، العكس هو الصحيح، إذ كان أقلهم ظلماً، ولكن حصلت الثورة في عهده، لأن وعي الجماهير الفرنسية المضطهدة قد بلغت مستوىَ عالياً مما كان كافياً لتفجير الثورة وذلك بتأثير الكتاب الفرنسيين الكبار من أمثال جان جاك روسو وفولتير ومونتسكيو وغيرهم الذين عملوا على رفع وعي الجماهير وإيقاضهم من نومهم وأشعلوا فيهم روح التمرد على الظلم وتحريضهم على الثورة والمطالبة بحقوقهم كبشر أثمن كائن على وجه الأرض، لهم الحق في أن يعيشوا حياة حرة وكريمة خالية من الخوف والعوز والإضطهاد.

ومن نافلة القول أن ما يميز الإنسان عن الحيوان هو الوعي. فيمكن أن يقع الظلم على أي شعب، كما كان يحصل طيلة العهود القديمة في التاريخ ولحد الآن في العالم الثالث، ومنها شعوبنا العربية. وكانت الشعوب تسكت في الماضي عن هذه المظالم بسبب الخدر الذي أصاب وعيها، فكانت تعتبرها قدراً مكتوباً عليها وما لها سوى الإذعان والطاعة والخنوع للسلطان الجائر.

والجانب المشرق في منافينا هذه هو أن هذه المنافي قد وفرت للمثقفين المشردين، حرية التفكير والتعبير التي افتقدناها في أوطاننا، ومنحت الفرصة لإعادة النظر في كثير من الأفكار والمواقف السياسية والأيديولوجية وخاصة أولئك الذين عاشوا في الدول الغربية الديمقراطية ليراقبوا بأنفسهم عن قرب، وماذا تعني لهم الديمقراطية وحقوق الإنسان في المجتمع الغربي.

يبدأ الكتاب بمقدمة بقلم الدكتور أحمد الموسوي رئيس الجمعية العراقية لحقوق الإنسان-فرع سورية.  ويقع في ثلاثة أقسام:

القسم الأول ويضم تسع دراسات منها مثلاً التعذيب أداة لكسر أي تمرد ضد السلطة، جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، المواثيق الرئيسية الخاصة بحقوق الإنسان، وغيرها. أما القسم الثاني فيضم أكبر عدد من هذه الدراسات وفي مختلف مجالات حقوق الإنسان. والقسم الثالث والأخير فيضم عهود ومواثيق مختلفة ومنها مثلاً إعلان الأمم المتحدة لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان وهو عبارة عن مراجعة لمجموعة من قرارات الأمم المتحدة فيما يخص حماية حقوق الإنسان تزوِّد القارئ والباحث بمصادر مهمة لا يستغني عنها. كذلك إعلان برشلونة وعهد الشرف والميثاق العربي لحقوق الإنسان، إضافة إلى نبذة تاريخية عن ميثاق الشرف العظيم Magna Carta الذي تم إصداره عام 1215 في بريطانيا من قبل البارونات وفرضه على الملك جون بعد هزيمته في الحرب مع فرنسا. ويعتبر هذا الميثاق الخطوة الأولى في تطور الديمقراطية الحديثة. وله أهمية تاريخية بالغة. ثم يتطرق الباحث إلى القضاء في الإسلام والمحاولات في تحقيق حقوق الإنسان والتقريب بين المذاهب الإسلامية في العراق في وقت مبكر مثل مؤتمر النجف 11 كانون الأول(ديسمبر) 1743، ويعتبر هذا العمل من الإجراءات المهمة في سد الثغرات التي كانت تستغل من قبل الأجانب لإشعال الفتن الطائفية. إضافة إلى مواد أخرى في غاية الأهمية.

كما ويضم هذا القسم من الكتاب تعريفاً موسعاً لمصطلحات كثيرة تستخدم في مجال حقوق الإنسان مثل: العهد، ولاية المظالم، الهجرة (وهي مقالة قيمة بقلم الباحثة الدكتورة فيوليت داغر)، الإبادة الجماعية، الوقف. ويختتم الكتاب بتوصيات المقرر الخاص لحقوق الإنسان.

 

 والمؤلف شخصية وطنية، ناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان. لمَ لا وهو أحد ضحايا إنتهاكات النظام الحاكم في بغداد لحقوق الإنسان. وقد عانى هو وعائلته كثيراً من العسف مما اضطر إلى مغادرة وطنه الذي أحبه كثيرا، ليعيش مع عائلته بعيداً عن الإضطهاد، ويسلم من بطش السلطان الجائر. وفي نفس الوقت، ساعد أخوته من المواطنين المشردين الآخرين.

فمنذ مغادرته العراق، قبل أكثر من عشرين عاماً، انخرط الأستاذ العطار في الدفاع عن حقوق الإنسان بنشاط منقطع النظير. فمد الجسور مع منظمات حقوق الإنسان في الوطن العربي والبلدان الأوربية وخاصة البلدان الإسكندافية وكذلك مع منظمة العفو الدولية في هذه البلدان ومكاتب منظمة اللاجئين للأمم المتحدة في بلدان الشرق الأوسط. ونتيجة لعلاقاته الواسعة مع هذه المنظمات استطاع مساعدة العشرات، إن لم أقل المئات، من العراقيين المشردين في الشتات من جور النظام الصدامي، والحصول لهم على حق اللجوء في البلدان الأوربية.

وفي نفس الوقت قد أبدى نشاطاً كبيراً في نشر ثقافة حقوق الإنسان في الصحف العراقية في المنفى وكذلك في العديد من الصحف العربية وله إهتمام واسع بالقانون الدولي. إضافة إلى حضوره الملحوظ ومساهماته القيمة في المؤتمرات والندوات التي أقيمت في العواصم الأوربية وعدداً من البلدان العربية.

والكتاب يقع في 328 صفحة بطباعة أنيقة وإخراج جميل، عبارة عن حصيلة جهود المؤلف في مجال نشر ثقافة حقوق الإنسان التي نحن بأمس الحاجة إليها… وهو جدير بالقراءة متمنين للأستاذ رياض العطار كل التوفيق والمزيد من النجاحات في هذا المجال والعودة المشرفة للعراق الديمقراطي.

 

الكتاب: إنتهاك حقوق الإنسان في العراق

المؤلف: رياض العطار،   الناشر: الجمعية العراقية لحقوق الإنسان- فرع سورية.

 

 



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة 14 تموز لم تكن إنقلاباً فاشلاً
- ثورة 14 تموز وموضوعة تسييس العسكر في العراق
- ثورة 14 تموز وموضوعة الديمقراطية
- ملاحظات حول كتاب عزيز الحاج: شهادة للتاريخ


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - قراءة في كتاب رياض العطار: إنتهاكات حقوق الإنسان في العراق