شيروان شاهين
الحوار المتمدن-العدد: 3189 - 2010 / 11 / 18 - 15:48
المحور:
الادب والفن
كيِراز
هذا هو القدر الأخيّر, كل شيء في رحيلْ..!
هذا هو قدريِ, بأنْ لا مكان لي,
مهاجراً.. هارباً.. من مدينةِ لِأُخرى,
فصعبُ عليّ لحظة الوداع .. كم أتمزقُ حزناُ من أجل لحظة الوداع..!
..........
في مدينتكم
سروج,
بنيتُ علاقاتِ.. صداقاتِ.. مواعيدْ,
مشيت وحيدا في الأزقةِ..
غنيتُ مع نفسيِ.. مع الفجر.. مع عزلتيِ..
تأملتُ الحياةُ بلونكمْ..!
غنيتُ معكمْ..-
كنتُ منكمْ..!
..........
وهناكْ..
حيثُ هناكْ.. كنتُ أتجولُ في صمتِ عينيكِ ..
أُبحرُ في سنواتِ الموت المهجورةْ..
باحثاً عن مستوطنة لنفسي..!
فبين المنفى والاغتراب موتُ سكران!
..........
دقيقة دقيقة.. كان يهربُ الوقتْ مني..!
كل شيء من حولي تحطمْ,
كل شيء ألمْ!
فحتى الدموعُ.. لم يكن بوسعها أن تُرَمِمَ الزلازلْ!
رويدا رويدا.. تلاشى المكانُ من حوليِ..
والغيومُ تُلبِدُني بعفويتها.. وأنا في الطائرة شريدْ,
أحلقُ بحزنيَ البعيّد.. وغربتي المنتفضةْ..!
أتأملُ وجه مدينة أورفا..ِِ- خرائط الناس من بعيد..!
أتأملُ .. يوما ماْ
ابتساماتكِ..
عيناكِ
!
كيف كنتِ تكتبينَ الفكرَ قصيدةً..
كيف كنتِ تخبئين الفجرَ بين شفتيكِ.. ابتسامات
مشرقةْ,
صباح الخيرْ!
..........
وبعد ساعة من المجهول..
وجدتُ نفسي وحيدا تائها..في استانبول,
وحيداً.. مستنشقاً المدينة الصاخبةْ.. بملامحِ الغريب..!
فتذكرتُ بساتينَ وجهكِ عند البحرْ.. والمدينة النائمة في أحلامكِ..
-وفي تلك الشوارع المتعانقة..
وعلى ضفافِ حدائق استانبولْ.. المجنونة..!
صادفتُ
وردة تشبهكِ
بكثير-
.........
لبرهة أختفيِ.. وأُدندنُ لحنَ أغنيتي.. فأجدُ نفسي وحيداً
غارقا في المجهولْ!
مغادرا إلى المجهولْ..
..........
صعوبة الحياة تكمن بأنكَ تعيشُ الأصدقاءْ, ويأتي يومُ وتهجرهمْ..
فما أصعب الرحيل.. الموت سيدُ الرحيل!
وما أشبه حالي بالموت البعيد..
..........
كلما تذكرت الحوار معكِ
أستنشقُ نسائم الحرية.. وأهمسُ ليل عينيك
الطويل..
-كل الذكريات لعيناك
اللتانِ تتجولان في رواية مدام بوفاري-
.........
شيروان شاهين
[email protected]
#شيروان_شاهين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟