أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عدنان سلمان النصيري - جراديغ بغداد عبر حقبتين، بين التسلية البريئة وممارسة الرذيلة!!














المزيد.....

جراديغ بغداد عبر حقبتين، بين التسلية البريئة وممارسة الرذيلة!!


عدنان سلمان النصيري

الحوار المتمدن-العدد: 7266 - 2022 / 6 / 1 - 19:32
المحور: كتابات ساخرة
    


ليالي صيف بغداد في العهد الملكي ولغاية بداية العهد الجمهوري في الربع الاول من ستينات القرن الماضي، اتسمت بإقامة (الجراديغ) ومفردها (الجرداغ)، وهو عبارة عن غرفة او مخدع على شكل كوخ مسقف السطح، يشبه الكباري المقامة على شواطئ السباحة، وتكسى هيكليته المكونة من جذوع أشجار (القوغ) بالحصران المنسوجة من أشرطة سيقان القصب (المضغوط والمشقوق) ، وتدعى بـ(البَواري) ومفردها (باريّه).
وغالبا مايكون مفتوحا من جهة إستقبال هبوب نسيم النهر، أو يكون مثل الغرفة مغلقا بالقفل والمفتاح على بعض الاحتياجات والمستلزمات الضرورية في داخله.
وقد اعتاد البغداديون من شرائح المثقفين والرياضيين والأدباء على إرتيادها لقضاء سهراتهم فيها مساءً هرباً من شدة حر العراق.بعد اختيار الترخيص لاماكنها من البلدية، وبمسافات متباعدة لفسح ممارسة الحرية الشخصية للاخرين والحرص على اتباع اللياقة بعدم الازعاج .
وكان إرتيادها يشكل تقليدا لبعض الاسر البرجوازية في العهد الملكي، ومنهم الاسر اليهودية البغدادية التي كانت مهتمة اكثر من غيرها بتعليم أبناءها وبناتها للسباحة.. وهم يصطحبون معهم مالذ وطاب من طعام وفواكه ومشروبات مفضلة لتلك الامسية إضافة لكل مايحتاجونه من أدوات لعب ولهو وطرب لقضاء أمتع الأوقات البريئة لأغلب العائلات والعناويين. ومن المهم بالذكر كان للسمك الطازج المستخرج بالصيد من نهر دجله يشوى على الحطب بالطريقة العراقية الذي يدعى بـ(المسكوف).
ولكن بعد اعلان الجمهورية بصيف تموز ١٩٥٨، التي كان من اول أهدافها القضاء على الطبقة البرجوازية والرأسمالية. وبث ممارسة الحرية والديموقراطية بين كافة افراد الشعب العراقي. كانت للطبقات الفقيرة التي تشعر بالتهميش، من اول الشرائح التي أخذت على عاتقها بالاستئثار بممارسة هذا الحق بالحرية وإقامة الجراديغ بشكل عشوائي وغير مسبوق في الانتشار والتزاحم بالتلاصق.. بعد ان اتسعت النشاطات الحزبية والمهنية والنقابية بشكل كبير مما اضفت بمظاهرها على العلاقات الاجتماعية بين مختلف الشباب البغدادي وضيوفهم من المحافظات الاخرى.. وبحصول التقدم بمجالات فرص التعيين والعمل ازدادت مدخول الفرد وتشجع على ممارسة الكثير ماكان يحس بالحرمان منه.. وخصوصا بعد الإفراج عن قيود محلة الكلجية (سيئة الصيت بالدعارة).. وكما يذكرنا حدث هدم سجن الباستيل بالثورة الفرنسيه.. اصبحت المنافسة بممارسة الدعارة إلى اعلى مستوياتها المقرفة داخل مدينة بغداد.. ومنها مجمعات الجراديغ المزدحمة على شواطئ ابي نؤاس والاعظمية.. ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد ازدادت الموبقات بكل أشكالها في هذه الآمنة، إضافة للجرائم بالاغتيالات والغرق وحرق الجراديغ تصفية للحسابات والثارات ، التي كانت باغلبها دواعي للمنازعات الشخصية حول( گحبة او لوطي) (أجلكم الله).. قبل أن يصل الأمر إلى تصفيات سياسية من داخل الاحزاب ومن خارجها في مراحل متأخرة.
وبعد ثورة ٨شباط ١٩٦٣.. جاءت حكومة البعث لتراهن على الاصلاحات السياسية والاخلاق الاجتماعية بتولي مشروع اجتماعي مزعوم، بإشراف مباشر من وزارة الداخلية ووزيرها (صالح مهدي عماش).. وكأن من اول خطواته بعدم السماح بنصب الجراديغ وممارسة فوضى الحرية كما كان يحدث في حكومة قاسم.. و مطاردة وجود العاهرات في الشوارع العامة والقيام بملاحقة الفتيات اللائي يرتدين موضات الميني جوب والمكروجوب.. لتنتقل الدعارة الى وكالات ودكاكين خاصة بالنخاسة ترتبط بشكل مباشر مع المخابرات والامن وبدعم خاص من بعض مسؤولي الدولة الكبار، داخل بيوت عدد من القوادات المعروفات في بعض احياء بغداد مثل (ام نضال) و(أم غانم) وغيرهن في شارع النضال وشارع ٥٢ وكم ساره.
ًََــ ــ ــ



#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسباب وعلل تصحر النقد الجاد، وافول نجم النقّاد!!
- هل كل من أكل سمك الجِرّي.. من الامام علي متبري؟؟!!
- حزام العفة بين الإشاعة والواقع الأخلاقي!!
- مجرد هلوسة خواطر في زمن الاحباط والانحطاط!!
- المرأة محتاجه الي دفعه قويه من الرجل وحسب تقارير منظمة العمل ...
- شمهوده تحذركم بليلة الانتخابات..إياكم والسياسي ولو كان نبيا! ...
- الفكر الشيوعي وجدلية التغيير المدني في مظهر حياة المرأة داخل ...
- همسات الى قلب ِ إمرأة
- المحطة الثالثة من سِفْرِ حواء.. قولي لطواغيت الذكور!!
- المحطةالثانية من سِفْرِ حواء.. من يُكفركِ باعتقادكِ يا حواء ...
- تعديل خطأ مكرر في نص قصيدة نثرية بعنوان (متشيطنه) ليوم £ ...
- يامتشيطنة !!
- المحطة الاولى من سِفْر حواء.. يسألونكِ كُنْهَ اسمكِ ياحواء!!
- اول محطة من سفر حواء!!
- فرقعةُ الحُب
- نزف المطر
- وشاح الفاجعة !
- تلوّلبني دوّامات حسرتي!!
- فيروس -حوقيد 1400H- عبر التاريخ.. هو الاخطر من -فيروس كوفيد1 ...
- في الصميم .. ألمرأة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر في دولة ...


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عدنان سلمان النصيري - جراديغ بغداد عبر حقبتين، بين التسلية البريئة وممارسة الرذيلة!!