أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كوره جي - أنشودة السرو المتصاعد














المزيد.....

أنشودة السرو المتصاعد


حميد كوره جي
(Hamid Koorachi)


الحوار المتمدن-العدد: 8551 - 2025 / 12 / 9 - 11:34
المحور: الادب والفن
    


قوانين الفناء لا تفرض سلطانها على من اختار الطيران. فحين ينقشع رماد النهاية، تبدأ تلك الأسطورة الخالدة للنار التي تأبى الاصطفاء، والميلاد الذي يتحرر من قيود التكرار.


أنشودة السرو المتصاعد ليست عزفاً عابراً، بل هي رسالة بقاء ورفض للانهيار. أنت لست قشة تقتلعها الرياح الهوجاء لتقذف بها إلى مهاوي الهلاك، ولا غصناً نحيلاً يتمايل تحت سطوة العواصف. لست نبتة واهنة تتغذى على فتات غيرها، ولا شجرة تحني أغصانها خضوعاً أمام لمسة النسيم العابرة. أنت تدرك طريقك جيداً، تركض نحوه بعزمٍ لا يلين، **تاركاً خلفك يأس من يحاول اللحاق بك عبثاً.

تمتد بجذورك عميقاً، حتى تتغلغل في طبقات الأرض السحيقة، متمسكاً بصخور الزمن الصامتة التي تصونك من كل زعزعة. شامخٌ كالسرو الذي يناديه أفق النور عن بعد، وكأنك شجرة الحور الواثقة التي تناطح بكبريائها السماء، ترفع رأسك بتحدٍّ وتصميم.

في أعماق قلبك تختبئ تلك الصخرة التي تشكلت مع العهد الأول، فولاؤك راسخ لا تهزه رعشة الرعد ولا يكسره البرق المباغت. أنت من سلالة لا تعرف القيود سوى حوافٍ للقفز والطيران، يتداخل في نسيج أحلامها الشغف بنجمٍ جديد لم يولد بعد، وتشتعل في دمائها جذوة ثورة أبدية، تأبى الإطفاء والنسيان.

حريتك ليست هبة مسلوبة أو إرثاً واهناً، بل هي نقش النار ذاته الذي يغفو في داخلك ليستيقظ مع كل محاولة تقودك نحو الأسر أو خداع الذات. إنها القوة المتأصلة في كيانك، التي تناهض الوهم كما يتحدى الصباح جلال الظلام.

لستَ إنساناً مارّاً عابراً يُحتسب عليك عدد الأيام، بل أنت طائر الفينيق بعينه، ذلك الرمز الأبدي للصعود والانبعاث. إنك شعلة لا تخفت، تنهض بشجاعة من تحت رمادها لتحيا مجدداً بروحٍ يملؤها المجد المتجدد والإرادة التي لا تعرف استسلاماً أو تراجعاً.

حين تتسلل ظلال الرماد وتمتزج برائحة الخسارة، فإنك تُلقي بنفسك إلى أعماق النار الطاهرة دون أن تخشى لهيبها الحارق أو نهايتها الظاهرة. تلتهمك الحرائق كي تعيد تشكيلك من جديد أكثر إشراقاً وأشد قوة. من هذا التلاشي العابر ينبثق وجودك على نحو أكثر نقاءً وصلابة، محملاً بحكمة العصور ومضاء برؤية وعي استثنائية.

لا يمكن اختزالك في عدم أو فراغ مشتت بلا معنى. لست ذرة عابرة تقاذفها الرياح أو ظلًا هشاً يبتعد مع الغروب. أنت امتداد لنسل يقدّس البقاء ويتشبث بأسطورة وجود لا تنتهي. تقف ثابتاً شامخاً تواجه الكون بجرأة المستحيل، وتخطو خطواتك بثقة نحو العلياء، حيث العظمة مرساك الوحيد وأفقك اللامحدود.
2025-12-09



#حميد_كوره_جي (هاشتاغ)       Hamid_Koorachi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي العراقي والافراط في الوطنية
- ترامب والتناقضات الهيكلية في الديمقراطية الليبرالية الغربية
- -التفوق الزائف-: كيف يفرّغ العنصريون إحباطهم العالمي في حقد ...
- وهم الحضارات الكبرى: تفكيك الأسس الدينية والثقافية للتمايز ف ...
- ترامب يفقد السيطرة: هل هذه بداية النهاية؟
- الفردوسي ودوره المحوري في سياق التاريخ الثقافي الإيراني
- الترجمة الأيديولوجية: بين أفيون -الشعب- و -الشعوب-
- التباين الجمالي بين الشعر العاطفي والسياسي
- فجر الاعترافات
- التأطير الأحادي للإبداع -2
- التأطير الأحادي للإبداع -1
- الأزمة الهيكلية في بلدان الشرق الأوسط
- الترجمة العربية: تحريفات لأسباب إيديولوجية
- أسباب ضعف السلع الاستهلاكية في الاتحاد السوفيتي
- الأهمية المستمرة لكتاب -رأس المال- في عصر الرقمنة
- الشوفينية الفارسية أمام تحديات العقلانية والأممية
- حقبة الركود السوفيتية
- بين مزيج الأمواج والذكريات
- ركود الأغنية العربية: بين أسطورة الماضي وتحديات الحاضر
- أزمة اليسار في العالم العربي: تحديات الهيمنة القومية والليبر ...


المزيد.....




- -ضايل عنا عرض- يحصد جائزتين في مهرجان روما الدولي للأفلام ال ...
- فنانون سوريون يحيون ذكرى التحرير الأولى برسائل مؤثرة على موا ...
- -تاريخ العطش- لزهير أبو شايب.. عزلة الكائن والظمأ الكوني
- 66 فنا وحرفة تتنافس على قوائم التراث الثقافي باليونسكو
- فنان من غزة يوثق معاناة النازحين بريشته داخل الخيام
- إلغاء حفلات مالك جندلي في ذكرى الثورة السورية: تساؤلات حول د ...
- أصوات من غزة.. يوميات الحرب وتجارب النار بأقلام كتابها
- ناج من الإبادة.. فنان فلسطيني يحكي بلوحاته مكابدة الألم في غ ...
- سليم النفّار.. الشاعر الذي رحل وما زال ينشد للوطن
- التحديات التي تواجه التعليم والثقافة في القدس تحت الاحتلال


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كوره جي - أنشودة السرو المتصاعد