تصاعد العنف الإسرائيلي في الضّفة الغربيّة إلى أعلى مستوياته في العشرين سنة – قتل 44 طفل هذه السنة وحدها
شادي الشماوي
2025 / 11 / 11 - 22:42
جريدة " الثورة " عدد 931 ، 10 نوفمبر 2025
www.revcom.us
ليلة 5 نوفمبر 2025 ، نفّذت عدّة آليّات عسكريّة إسرائيليّة توغّلا في القرية الفلسطينيّة اليامون ، شمال غرب جنين في الضفّة الغربيّة الفلسطينيّة . و تجوّلت عبر الأحياء و نظّمت حملات مراقبة و حراسة و أطلقت الرصاص الحيّ على أيّ شاب فلسطيني واجهها .
مع العاشرة و 45 دقيقة ليلا ، مراد فوزي يوسف أبو سيفان ، طفل عمره 15 سنة وهو في مقتبل العمر ، سقط على الأرض نازفا حدّ الموت . و زعم الجيش الإسرائيلي أنّ مراد كان عضوا من مجموعة من الشباب الذين كانوا يلقون الحجارة و المولوتوف تجاه الآليّات المدجّجة بالسلاح . و قد قُتل مرد من بُعد حوالي 200 إلى 260 خطوة ، وهي مسافة أبعد من أن يقدر أيّ شاب على رمي الحجارة أو المولوتوف منها .
وفق المنظّمة العالميّة للدفاع عن الطفولة – فلسطين ( DCIP ) ، القوّات الإسرائيليّة تقدّمت نحو جسد مراد و رمت عليه غطاء مانعة الناس من مشاهدته . و حاولت سيّارة إسعاف فلسطينيّة الوصول إليه إلاّ أنّ الجنود الإسرائيليّون منعوها من ذلك لمدّة نصف ساعة . بإختصار ، تركوا مراد ينزف حدّ الموت . و تاليا ، استولي الجنود على جثّته ، واضعيه في آليّة عسكريّة و غادروا به المكان .
كان مراد الطفل عدد 44 من الذين قتلهم الإسرائيليّون في الضفّة الغربيّة هذه السنة وحدها . " واحد من كلّ خمسة أطفال فلسطينيّين قتلتهم القوّات الإسرائيليّة في الضفّة الغربيّة سنة 2025 كان طفلا "، هذا ما أكّدته الأمم المتّحدة .
" لقد أتلفت القوّات الإسرائيليّة الأدلّة على هجومها على مراد و نقلت جثّته إلى مكان غير معلوم ، حاجبة إيّاه عن أسرته " قال ناطق باسم المنظّمة العالميّة للدفاع عن الطفولة (1). " حتّى في الموت ، لا يكون الأطفال الفلسطينيّون آمنين من الجنود الإسرائيليّين " .
من " الموت بألف جراح " إلى التطهير العرقي و الإبادة الجماعيّة السافرين :
الضفّة الغربيّة منطقة من مناطق فلسطين التاريخيّة ، تقع غرب نهر الأردن ( على الجهة الشرقيّة ممّا هو الآن إسرائيل ) . وهي موطن تقريبا ثلاثة ملايين فلسطيني و فلسطينيّة و كانت الأمم المتّحدة أمرت بأن تكون جزءا من دولة فلسطين المستقبليّة . و كانت تحت الاحتلال العسكريّ منذ أن إستولت عليها إسرائيل أثناء حرب 1967 .
و لعقود كانت الضفّة الغربيّة مكانا لتصاعد الفظائع الإسرائيليّة ضد الشعب الفلسطينيّ – قتل و ضرب و إرهاب و سجن و تدمير منازل و بناء مستوطنات إسرائيليّة غير قانونيّة و تحطيم المزارع و المحاصيل الفلسطينيّة و حيوانات العائلات التي خدمت الأرض لعقود ، و أحيانا لقرون .
في ظلّ الإدارات الولايات المتّحدة السابقة ، كان الفلسطينيّون في الضفّة الغربيّة يخضعون إلى منهج أبطئ " موت بآلاف الجراح " للعدوان الإسرائيليّ . لكن الآن ، مع المسيحي الفاشيّ مايك هوكابي الذى يعترف ب " سيادة " إسرائيل على كافة فلسطين التاريخيّة ، كسفير جديد للولايات المتّحدة في إسرائيل ، يواجه الفلسطينيّون تطهيرا عرقيّا سافرا و سريع النسق .
و في حين قال ترامب إنّه لن يسمح لإسرائيل بأن تستولي بشكل سافر و تام على الضفّة الغربيّة و تحوّلها إلى جزء من إسرائيل ، واصل دعمه للوزير الأوّل الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ؛ نتن – النازي في جرائم حربه الجارية ضد الشعب الفلسطينيّ .و بدعم من ترامب ، تهدف القوى المتجمّعة حول الوزير الأوّل الإسرائيليّ المضيّ إلى أبعد نقطة ممكنة في حملتها الإباديّة الجماعيّة ضد الفلسطينيّين .
أكبر عدد من القتلى في أزيد من عشرين سنة :
في هذا الوقت من السنة ، يجنى المزارعون زياتينهم ، وهذه ممارسة سحيقة في الزمن و لها دلالة إقتصاديّة و إجتماعيّة و ثقافيّة بالنسبة إلى الشعب الفلسطينيّ . وهو أيضا وقت نفّذ فيه المستوطنون الإسرائيليّون و الجيش الإسرائيلي عددا قياسيّا من الهجمات على الفلسطينيّين .
هاجم الإسرائيلي!ّ,ن القرى الفلسطينيّة و جرحوا جامعي الزيتون و سرقوا أو أتلفوا محاصيل الزيتون . و في 6 نوفمبر 2025 ، قُتل فلسطينيّان قرب قرية الجديراء . و جرح الجيش الإسرائيلي 15 آخرين في قرية بيت لد لإحتجاجهم على سرقة إسرائيل للأرض الفلسطينيّة .
" دمّرت القوّات الإسرائيليّة موقعين فلاحيّين في الضفّة الغربيّة المحتلبّة ، و حطّمت مدجنة و قتلت آلاف الدواجن ، حسب وكالة أنباء وفاء " هذا ما جاء في تقرير دروب سايت نيوز Site News في 5 نوفمبر 2025 . " في قرية أمّ الريحان ، غرب جنين ، هاجم الجنود الإسرائيليّون مدجنة و قتلوا بالصعقات الكهربائيّة 7 آلاف دجاجة . و في وادي فوكين، غرب بيت لحم ، دمّر جنود بيتا فلاحيّا تعود ملكيّته إلى مزارع محلّي ، زاعمين أنّه يفتقر إلى رخصة بناء ".
و تحصل الهجمات تقريبا يوميّا . و بالفعل ، جاء في تقارير للأمم المتّحدة أنّ المستوطنين الإسرائيليّين شنّ,ا أكثر من 264 هجوما على فلسطينيّي الضفّة الغربيّة في أكتوبر وحده – بمعدّل ثماني هجمات يوميّا وهذا المعدّل أعلى ما شهدته الهجمات منذ 2006 عندما أخذت الأمم المتّحدة تسجّل عدد الهجمات . و مذّاك ، وثّقت الأمم المتّحدة أكثر من 9600 هجوم قاموا بهم المستوطنون على الفلسطينيّين . و قد حصل حوالي 1500 هجوم هذه السنة وحدها .
هذه الفظاعات الإباديّة الجماعيّة يجب التنديد بها و معارضتها و إيقافها !
هوامش المقال :
1- كتبت ( DCIP ) ، " لم تسلّم القوات الإسرائيليّة جثامين ما لا يقلّ عن 54 طفلا فلسطينيّا منذ جوان 2016 ، طبقا للوثائق التي جمّعتها المنظّمة العالميّة للدفاع عن الطفولة . ستّة من جثامين الأطفال أرجعت مذّاك إلى أسرهم ، بينما لا يزال 48 جثمانا لأطفال فلسطينيّين بين يدي السلطات الإسرائيليّة . و تمارس إسرائيل الإستيلاء على جثامين الأطفال الفلسطينيّين كشكل من العقاب الجماعي ، وهذا تجاوز صارخ للقانون الإنساني الدوليّ يحرم الأسر الفلسطينيّة من القدرة على دفن أطفالهم لترتاح "
" في سبتمبر 2019، صادقت المحكمة العليا الإسرائيليّة على ممارسة مصادرة الجثامين الإنسانيّة عقب عدّة تحدّيات قانونيّة للشرطة . و في 7 نوفمبر 2019 ، وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بانات أمر بمصادرة كافة جثامين الفلسطينيّين المزعوم أنّهم هاجموا مواطنين إسرائيليّين و بعد إعادتها إلى الأسر . و إسرائيل هي البلد الوحيد في العالم الذى يكرّس مثل هذه السياسة ، سياسة مصادرة الجثامين ، حسب العدالة َ Adalah ( المركز القانوني لحقوق الأقلّية العربيّة في إسرائيل ) ".