زوبعة الانتخابات البرلمانية .. تعتم رياح التغيير في العراق
                        
                        
                            
                            
                                
                                
                        
                        
                            
                                
                                
                                
                                    علي عرمش شوكت
                                
                                
                                
                                
                                
                                
                                2025 / 9 / 28 - 22:57
                                    
                                    
                        
                        
                              
                            
                            
                              
                        
                        
                        
                            
                                غالباً ما تهب الزوابع الطبيعية في مواسمها وتحديداً عندما يصادر الجفاف رطوبة المناخ، وهذه القاعدة الموضوعية ليست بالغريبة عن الاجواء السياسية . شاهدنا اليوم هذا الذي يحصل في العراق، حيث يعيش البلد مارثون سباق الانتخابات البرلمانية، الذي يرتدي طابع التجيّش سيما وان البلد تنبعث منه روائح البارود الصاروخي وتتحكم فيه الاحزاب المسلحة، التي تتعاكس مع السلطات الحاكمة مع انها هي التي تشكلها بمعنى من المعان تتصارع مع نفسها. ولكي لا يطغى الالتباس القائم في هذه الجزئية ضرورة عدم اغفال ما يودوش الاسماع متجلياً  بانشطار " اطاري " ملموس. الذي لم تتمكن ستراتيجيته المضي ببوتقة ـ مذهبية  واحدة ـ لان السياسة مصالح، وليست لها مذهب معين غير الاستحواذ والغاء الاخر طالما وجد المال وفيراً واصيبت القوانين بالكسوف الطويل.
	يعول كل طرف مشارك في العملية الانتخابية على ترجيح مشروعه، اذ يرى المتربع على سدة الحكم تكريس وجوده، ولهذا يعمد على اثارة الضجيج واستخدام سبل العزل والتسقيط لكل من يزاحمهه على مغانم الحكم، ولا تغيب عن اسلحته زوابع الاثارة الطائفية وبعبع التخويف من ـ شبح البعث المندثرـ الذي طواه الزمن.. بغية تشكيل الدرع الواقي كما يظنون من رياح التغيير.. الذي لن يكتب له النجاح الا بوحدة القوى الوطنية المخلصة التي لا زالت عالقة في الطريق.. بيد ان ما يعتمل هو مخصوص لنصب مصدات تحول دون اي زحزحة لكابوس المكونات والمحاصصة المفتعل، حيث انه يعد انشط فايروس لتمزيق ارادة الشعب العراقي.
	وتنط حملة شيطنة تاريخ السيد السوداني رئيس مجلس الوزراء كابرز عناصر مكونات غبار الزوبعة، التي تشكل هي الاخرى بعضاً من تعتيم الرؤية ازاء تقدم مسار التغيير المنشود، حيث يرتقي هذا المستوى من الصراع قدراً   بالغاً من تشويش بوصلة الساحة السياسية، وليس هذا فحسب بل وتدخل حملة اخرى اضرب من سابقتها والمتمثلة بالمقاطعة، التي يقود حملتها " التيار الوطني الشيعي" . فهي الاخرى يصعب تخطيها والشعب منشغل بصدد البحث عن تلمس طريق التغيير.. ومن  ابررز المآخذ عليها كونها لها بداية ولكن ليس لها نهاية واضحة.. اذ يتخلل مسارها بعض الملامح الايحائية التي تشي باحتمال المشاركة المموهة بالمطالبة بازاحة اهداف غير قابلة للازاحة بيسر مع كونها تستحق ذلك، وبالواقع كانها تبني سدوداً على ناصية الطريق، مما يثار سؤالاً زاهقاً مفاده " ماذا بعد المقاطعة  ؟؟ ".
	ان كل ما تقدم من مطالعتنا عن مجريات الوضع في مناخ الانتخابات كان في الامور الداخلية، ولكن ماهي الافق والنوافذ التي يمكن ان نطل منها على رياح التغييرالشرسة الخارجية، التي يحوم شبحهها فوق سماء العراق.. فلا هاجس يؤخذ له بالحسبان كونه يشكل اخطرمؤثر في عملية التغيير اذا ما فعلت عوامله، كونها واردة في ما يخيم من اجواء ملبدة بغيوم الحرب، هذه الاداة الساخنة القادرة على فعل مغتصب شرس لكسر ارادة  شعوب المنطقة، وليس في العراق فقط، الذي يُسحب عنوة ضمن طوفان ( الشرق الاوسط الجديد ) فهل امل ملموس للتغييرفي ظل هكذا عوامل معرقلة بل مكرسة لواقع مرير؟ .. وبعده الاكثر عقدة لا تبشر بخير كما يقال تلك التي تتجسد بعدم نزاهة الانتخابات لا مجال لدخول بازارها المهترئ عذراً ربما ندخله لاحقاً.