الحقيقة هي الحقيقة ، الفاشيّة هي الفاشيّة [ بصدد إغتيال شارلي كيرك ]


شادي الشماوي
2025 / 9 / 17 - 00:13     

جريدة " الثورة " عدد 922 ، 15 سبتمبر 2025
www.revcom.us

كان إغتيال شارل كيرك عملا خاطئا جدّا و لا يتعيّن بأيّ شكل من الأشكال تبريره ، فما بالك بالتهليل لها . و محاولة تبييض وجه كيرك على أنّه نوعا ما بطل من أبطال حرّية التعبير و التبادل المبدئيّ لوجهات النظر كما يفعل بعض سياسيّي الحزب الديمقراطي و كما فعل صحفيّون ليبراليّون ، هذه المحاولة ضارة ضررا حقيقيّا .
و ردّا على ذلك ، أشار الكثيرون بصفة صحيحة إلى أنّ كيرك أقام سمعته بتنظيم الطلبة لجمع قوائم مراقبة الأساتذة و طرد الأساتذة الذين يدرّسون أقساما و كانوا " يتجاوزون " دغماهم المسيحي الفاشيّ الجنوني .
لكن ثمّة ما هو أكثر جوهريّة بكثير من ذلك . كرّس كيرك حياته ككهل للترويج للفاشيّة . و بالنسبة للسنوات العشر الماضية تقريبا ، كان منظّما فعّالا بدرجة كبيرة لصالح الهتلر الأمريكي ، دونالد ترامب .
الفاشيّة ليست شتيمة ؛ إنّه مصطلح يصف بدقّة ما يتحرّك ترامب لتركيزه بسرعة ، و هو يستخدم موت كيرك ليفعل ذلك . و تشمل فاشيّة ترامب / الماغا كمظاهر مفتاح : الحكم بواسطة العنف و الإرهاب السافرين إستنادا لتفوّق البيض ؛ و كره النساء و المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا ؛ و شيطنة المهاجرين و إضطهادهم ؛ و التعصّب الأصولي الدينيّ ؛ و تبعيّة الجامعات و القانون و القضاء و العلوم و أجزاء أخرى من المجتمع لإملاءاته السافرة . بإختصار ، إستخدام سلطة الحكومة ليفرض قسرا الخضوع لجنونه الخطير و المدمّر ، والإضطهاد الخبيث للذين يتجرّؤون على المعارضة أو المقاومة.
و هذا ليس " خطاب كراهيّة " و إنّما هو خطاب علميّ .
بعض الذين جمّلوا كيرك على أنّه نوعا ما بطل من أبطال حرّية التعبير معرضون لترامب لكن بمدحهم لكيرك موضوعيّا يروّجون للتسوية مع الفاشيّة . إنّهم يشوّشون على رؤية الناس و يقوّضون فهم أنّ ما نتعاطى معه بشأن قوى ترامب / الماغا [ MAGA = جعل أمريكا عظيمة من جديد ] هو حقّا فاشيّة ، بتبعات تامة لما يعنيه ذلك . و بخاصة في زمن فيه يشوّه الفاشيّون أيّما تشويه الحقيقة ، و يوجّهون تهديدات عنيفة بالحرب على الذين يقفون إلى جانب العدالة و يدعون بالملموس إلى تسرّب الأ بى أي FBI [ للمنظّمات و الجمعيّات و الأحزاب و التحرّكات ...- المترجم ] و إلى الإعتقالات بعدد كبير ضد المنظّمات و الأشخاص الذين يقفون ضد ترامب ، حجب هذه المهمّة الفاشيّة الجوهريّة لكيرك يتسبّب في ضرر حقيقيّ. إنّه يقوّض النضال المصمّم و الذى لا يساوم ضد هذه الفاشيّة الذى نحتاجه بصورة إستعجاليّة للغاية .
و في الوقت نفسه ، مواقف الذين مدحوا عمليّا هذه الجريمة خاطئة جدّا و ضارة جدّا . ما نواجهه أمر في منتهى الجدّية ، و لا يمكن أن يوجد أيّ مجال لمواقف طفوليّة دون أيّ شعور بتبعاتها على الجماهير الشعبيّة . و فضلا عن ذلك ، لا يمكننا أن نسقط في خدعة تبنّى ذات القيم الفاسدة و الرغبة الضارة في الإنتقام مثل الذين نقاتلهم . نحن – و نحتاج أن – نقاتل من أجل عالم أفضل ، عالم تحريريّ ، و نحتاج إلى القتال من أجل أخلاق متناسبة مع ذلك .
و بالعودة على النقطة الجوهريّة : الحقيقة تظلّ هي الحقيقة ، و الفاشيّة تظلّ هي الفاشيّة . و الواقع هو أنّ شخصا قُتِللن يغيّر من طبيعتهم ، و ما هم جزء منه . كايرك كان فاشيّا .
و ختاما ، يستخدم هؤلاء الفاشيّين بنفاق إغتيال شارل كيرك للدعوة إلى الإنتقام و العنف ، و بوضوح يعتبرون هذا فرصة للتسريع في مساعيهم نحو إعادة صياغة المجتمع صياغة كلّية . و ليس بوسعنا التراجع و لو خطوة واحدة لكن يجب علينا بدلا من ذلك أن نشدّد من جهودنا لإلحاق الهزيمة بهذه الفاشيّة . و هذا يعنى بشكل ملموس جدّا تقديم الدعم الإستعجالي حقّا لنداء منظّمة " لنرفض الفاشيّة " Refuse Fascism ، الموجّه للملايين " يجب أن نغمر واشنطن دى سى بإحتجاجات غير عنيفة . لنحاصر البيت الأبيض . لنحاصر الكابيتول . لنحاصر المحكمة العليا اللاشرعيّة التي يسيطر عليها الفاشيّون. و لنعد إلى فعل ذلك المرّة تلو المرّة . و عبر البلاد لنرفض الإمتثال . كلّ شخص واع ، الملايين منّا معا ، واجبهم إيقاف آلة النظام الفاشيّ .
لا تتوقّفوا إلى أن يتمّ ترحيل ترامب . "