أطروحات حول أساليب العمل ضمن الحزب الثوري.
رفيق حاتم رفيق
2025 / 8 / 5 - 18:23
1ـــ الصراع النظري صلب الحزب الثوري وبين الأحزاب الثورية واحيانا بين اشخاص مهم جدا، شرط ان يكون فعلا صراعا فكريا غايته تفسير العالم وتغييره لا مجرد مماحكات ومهاترات برجوازية صغيرة غايتها الترويح على ذات متورمة اضنتها الازمات وهذا يتطلب الإمساك بقوة بسلاح النظرية ، اذ " لا حركة ثورية دون نظرية ثورية " لينين .
2 ــ لا نتحدث هنا عن الصراع النظري ضد العدو الخارجي فذلك مسلم به غالبا بين الثوريين أي انه متفق بشأنه ويحاول الجميع اثبات انهم منخرطون فيه ، وانما نتحدث عن صراع ضد عدو داخلي يصعب تحديده ، اذ أنه يجيد رفع الراية الثورية عاليا قولا لكي يمزقها اربا في الواقع .
3 ـــ في الصراع الفكري هناك انحرافان الأول يتمثل في القول كلنا رفاق ، نحن اخوة ولا فرق بيننا ، نحن عائلة واحدة ( العائلة الوطنية الديمقراطية مثلا ) ولا موجب لنقد بعضنا البعض الذي يستفيد منه العدو وحده، هذا الانحراف الأول نتيجته التوفيقية التي تؤدي الى تراكم الاوساخ في البيت الذي يصبح شيئا فشيئا غير قابل للسكن ، والثاني اطلاق النار على الجميع فكلهم تحريفيون وخونة وانتهازيون واصلاحيون وعملاء الخ ... إرضاء لذات ليبرالية مغرورة ونتيجته الانعزالية .
4 ــ مقاومة الاندساس، اذ يخترق المأجورون العمل الثوري بدفع من العدو الطبقي للاجهاز على الحزب وتقويض أركانه، أو بغية الحصول على منافع مادية او معنوية او الاثنين معا مثل الاعتراف ان المندس " مناضل " بسبب انتمائه للحزب الفلاني او الاستفادة مما يوفره الاندساس من الاقتراب من اشخاص لهم مكانة مادية ومعنوية فيستظل بظلهم او ـــ وهذا هو الأشد خطورة ـــ اقناع العدو بانه مصدر ثمين للمعلومة حول الجهة الحزبية التي تم اختراقها عن طريقه وما عليه الا ان يدفع للحصول عليها .
5ـ يسهل كشف المندسين غالبا ، اذ يكفي ملاحظة سلوكهم اثناء التفكير او العمل فهم عادة على قدر كبير من الجهل بالنظرية ومتطلبات الممارسة، لذلك يلجأون اما الى الضوضاء والثرثرة والتبجح والمزايدة او الى الصمت ، متظاهرين بالاتفاق مع الثوريين وانه لا جديد لديهم لكي يضيفونه ، وفي عالم اليوم ينعكس ذلك السلوك في صفحاتهم وحساباتهم الإلكترونية، لذلك تكفي مراقبتهم .
6 ــ لا تزال الطائفية والمذهبية والعشائرية والقبلية سائدة في الوطن العربي في ارتباط بنمط الإنتاج شبه المستعمر وشبه الاقطاعي، وهو ما ينعكس على الجمعيات والنقابات والاحزاب والمنظمات الثورية والاصلاحية والرجعية سواء بسواء ، حيث يتبع الأخ أخاه والقريب قريبه والابن اباه الخ... حتى ان بعض الأحزاب المسماة زيفا شيوعية او اشتراكية ورثت فيها الزوجة زوجها والابن اباه بعد الوفاة . وبالنسبة الى الأحزاب الثورية فإنه في حالات الصراع الداخلي كثيرا ما تبرز هذه الظاهرة من خلال التكتلات الضارة التي تتطلب مقاومة نظرية وعملية في الوقت نفسه فالذي يوحد الثوريين ليس رابطة الدم وانما الرابطة الفكرية والسياسية والتنظيمية دون غيرها المستندة الى الطبقة لا الى الدين والعشيرة والطائفة .
7ـ صراع الخطين داخل الحزب الشيوعي الثوري سلاح مهم وقد اعتمد داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي بين المناشفة والبلاشفة يقول ستالين " التاريخ يعلمنا أن كل حزب بروليتاري يمر، في تطوره، بفترات من صراع داخلي بين الخط الثوري والخط اليميني. والصراع بين هذين الخطين هو صراع بين مصالح الطبقة العاملة ومصالح البرجوازية التي تتسلل إلى الحزب بأشكال مختلفة."، كما استعمل بابداع داخل الحزب الشيوعي الصيني وعرف أوجه خلال الثورة الثقافية البروليتارية ، وكلن وسيلة لتطهير الحزب من ادرانه . والانتهازية التي تعيش على التوافقات تكره صراع الخطين وتخافه ، لذلك تشوهه. ، وهناك مبادرئ ضمن ذلك الصراع مثل وحدة صراع وحدة ، صراع وحدة صراع ، وفق كل حالة عينية ، الواحد ينقسم الى اثنين الخ ...وهذا ما يحتاج لا الى الدراسة الدائمة فقط وانما الى الممارسة أيضا .
8 ــــ انفصال الحزب او بعض أعضائه عن الجماهير والركون الى الانعزالية ، ونقيض ذلك هو الارتباط بها مثل ارتباط السمكة بالماء فإذا غادرته ماتت. ان الشيوعية تعني أولا وأخيرا خدمة الشعب بإخلاص " ان النقطة التي ننطلق منها في جميع اعمالنا هي خدمة الشعب بكل امانة وإخلاص ، وعدم فصل انفسنا عن الجماهير لحظو واحدة ، ومراعاة مصلحة الشعب في كل عمل نقوم به " ماو تسي تونغ
9ـــ الاستغراق في اليومي والتبعية لنمط الحياة التقليدي والاكتفاء بترديد الجملة الثورية والقوالب الجاهزة ( الدغمائية ) في المنابر الالكترونية مثلا والتذمر من الواقع وشتم الجميع والتكبر والعنجهية والصلف والغرور ( الذاتية ) وتبخيس جهد الرفاق والتقليل من شأن كفاح الشعب وعدم الانتباه الى خطر العدو والتحسر على الأزمنة السابقة والتغني ببطولات الماضي دون التفات الى الواقع تفسيرا وتغييرا ، ان فهم التاريخ لا يتحقق بتسجيل الأحداث اليومية والسجود امامها والاستسلام امام ردود الفعل العفوية ، بل في الكشف عن القوى الاقتصادية والاجتماعية التي تقف وراءها.
10ـــ سلاح النقد والنقد الذاتي ، سلاح ماض، ويجب ان يكون دوما في يد الشيوعيين لمواجهة المصاعب ، ننقد بشدة الظلم والقهر والاستغلال والهيمنة خارجنا دون نسيان ما يقوله ماركس " سلاح النقد لا يمكنه، بطبيعة الحال، أن يحل محل نقد السلاح، فالقوة المادية لا تُهزم إلا بالقوة المادية؛ ولكن النظرية أيضًا تصبح قوة مادية حالما تستحوذ على الجماهير."
ومثلما ننقد غيرنا ننقد ذواتنا متى وقعنا فيها." اذا ارتكبنا أخطاء يجب أن نصلحها بحزم " كما قال ماوتسي تونغ ، الذي يضيف " ان ممارسة النقد الذاتي الجدي تعتبر أيضا من المميزات البارزة التي تميزنا عن الأحزاب السياسية الأخرى ، لقد قلنا ان البيت يجب ان ينظف دائما والا تراكم فيه الغبار فإن وجوهنا يحب ان تغسل دائما والا تلطخت بالأوساخ " .وينبغي الحرص على أن لا يتحول النقد الى مناكفات وتهجمات وتصفية حسابات شخصية ،وهو ما يتطلب التركيز على النقائص الكبيرة والقضايا السياسية والاستناد الى البراهين والوقائع.