أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شيرين عبدالله - حول قرار ما يسمى -بالعباءة الزينبية- زياً رسمياً في بغداد، القادم أسوأ!














المزيد.....

حول قرار ما يسمى -بالعباءة الزينبية- زياً رسمياً في بغداد، القادم أسوأ!


شيرين عبدالله
(Shirin Abdulla)


الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 20:47
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في خطوة جديدة رجعية ضد نساء العراق جوبهت برفض مجتمعي واسع، قرر مجلس محافظة بغداد يوم الثلاثاء (3 حزيران 2025) اعتماد ما يسمى ب "العباءة الزينبية" لباساً رسمياً في العاصمة العراقية. جاء ذلك في بيان من رئيس لجنة البيئة في مجلس المحافظة عن قوى تحالف الدولة الوطنية (هدى جليل العبودة)، مشيرة الى ان ذلك "يأتي لتعزيز الاحترام والوقار والحشمة، خاصة داخل القاعات الامتحانية، بعد تقديم طلب التصويت على اعتماد العباءة الزينبية كلباس رسمي معتمد"، بزعم من أن بعض المعلمين يمنعون الطالبات من ارتداء العباءة في قاعة الامتحانات تحسباً من حدوث الغش.
تم تداول صور وفيديوهات ونماذج من هذه العباءة التي يزعم بانها استُخدمت قبل 1400 سنة، ومن المفارقات انه لا يتفق المؤرخون السنة والشيعة على تفاصيل كثيرة من ضمنها تواريخ ميلاد او نهاية حياة العديد من شخصيات تلك الحقبة الزمنية أو حتى أماكن دفنهم، فكيف بهم اذن ان تمكنوا من تحديد هذا الباس الخاص بكل هذه التفاصيل؟ مما يثير التساؤل فيما اذا كانت اثارة الموضوع نفسه في هذه المرحلة لها أغراض سياسية تتعلق بيومنا هذا وليس بالتاريخ السابق، لا سيما ان العراق مقبل على الانتخابات!
لم يأتي هذا القرار اعتباطاً، اذ ان سلطة الميليشيات و نظامها الذكوري الإسلامي السياسي الحاكم في العراق منذ اكثر من عقدين تحاول، ومنذ تسلمها السلطة في 2003 ،بشتى الوسائل فرض التخلف والتراجع على المجتمع ومحو كل اثار التمدن، بدءا بمحاولاتهم المتكررة إمرار القانون الجعفري، ومن ثم امرارهم للتعديل السيء الصيت لقانون الأحوال الشخصية 188 لسنة 1959 في 21 كانون الثاني 2025 عبر صفقة ثلاثية مكشوفة بين "المكونات" الثلاث الرئيسية للبرلمان، (السنة والشيعة والكرد)، أو ما يسمى بقانون بتنظيم المحتوى الرقمي في 14 فبراير 2023 لتكميم الافواه وتعزيز الاستبداد وملاحقة أي صوت معارض لنظامهم الفاسد، أو تسارع الخطى لاستكمال مشروع أسلمة القوانين التي تخص المرأة ونقل التجربة الإيرانية في ما يسمى بقانون مدونة الاسرة في العراق.
من اجل التمكن من فرض تغييرات رجعية كهذه، يلجؤون الى تعابير جوفاء لا معنى لها مثل "الاحترام والوقار والحشمة" كمعايير وهمية لضمان هيمنتهم والضبط والسيطرة على تطلعات النساء التحررية واخضاعهم المستمر وبالتالي اخضاع المجتمع واجياله المتتالية، في حين هم يستمرون في الفساد والنهب وقمع وقتل المتظاهرين وسرقة الرواتب وتجويع الجماهير والفتك بالخدمات العامة كالماء والكهرباء والسكن بسياساتهم النيو ليبرالية وتعريض الملايين لقساوة درجات الحرارة فوق ال 50 وبرودة شتاء العراق والامراض والتشرد والهجرة.
يتفوهون بتعابير "الاحترام والوقار والحشمة" وهم ماضون في احياء كل ما هو فيه سلب الاحترام والوقار من المرأة بتشريع تزويجها وهي في التاسعة من عمرها وحرمانها من حقوقها في الميراث وحضانة الأطفال والطلاق بالإضافة الى تبريراتهم لزواج المتعة وابداعات إجرامية عديدة أخرى تصب في قالب الاغتصاب. ثم يطالبونها بـ "الحشمة" كي يضمنوا انصياعها وقبولها لقسوة هيمنتهم الذكورية.
وربما يبدو القرار هذا ساخراً بعض الشيء، فما علاقة قاعة الامتحان بـ "الاحترام والوقار والحشمة"؟.. وموضع السخط في نفس الوقت أذ قد يثني بعض العوائل من ارسال بناتهم للمؤسسات التعليمية الا اذا ارتدين نوع العباءة المقبولة كي لا يتهمن بانعدام "الاحترام والوقار والحشمة". وهذا هو الغرض من هكذا قوانين، ان تضع قيود وعراقيل امام تعليم النساء وتخديش سمعة المؤسسة التعليمية على انه مكان غير آمن للنساء كي يسهل فرض ما هو أسوأ.
11.7.2025



#شيرين_عبدالله (هاشتاغ)       Shirin_Abdulla#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملابسات تجريم الإجهاض، قضية أدريانا سمث نموذجا!
- تصاعد المانوسفير (الفضاء الذكوري) و اليمين المتطرف
- لقاء السوداني و كيير ستارمر- والنفاق الذكوري!
- الراسمالية واللامساواة، و-ترنيمة عيد الميلاد-!
- مقابله اجرتها جريدة ره وت باللغة الكردية حول انتخابات ٢ ...
- حول -التعديل- او بالاحرى التخريب! المقترح لقانون الاحوال الش ...
- الختان، قضية نسوية!
- الثامن من اَذار 2024، تحديات وافاق النضال النسوي التحرري في ...
- مجرد قبلة عفوية أم معايير ذكورية عفا عليها الزمن؟
- الأساءة والعنف الصحي المؤسَسي ضد المرأة اثناء الحمل والولادة ...
- الاجهاض، ازمة انسانية في الخفاء!
- تصاعد موجة الاضرابات في بريطانيا ومحاولات الدولة لاجهاضها! - ...
- اضراب الممرضات الحالي في بريطانيا وانعكاساته على المراة العا ...
- حول قرار الحكومة البريطانية بتسفير طالبي اللجوء الى رواندا
- أسطورة العذرية، وهم فحص غشاء البكارة وترقيعها
- نحو نظام صحة عامة للجميع.. يجب ان يكون النظام الصحي نموذجأ ل ...
- قتل النساء، الانتحار والعنف.. الى متى!
- حول اختيار جنس الجنين واجهاض الاناث
- الفقر واللامساواة بعد عام من كوفيد:
- سباق اللقاح، الى اين؟


المزيد.....




- وفاة الأمير النائم بعد 20 عاما في الغيبوبة.. مآسي الشباب الر ...
- المرأة بين وعي الواقع ولاوعي السلطة الذكورية
- باكستان: مشروع قانون لإلغاء الإعدام بجرائم الخطف وتعرية النس ...
- ألمانيا تلقي القبض على ليبي متهم باغتصاب وتعذيب معتقلات في س ...
- رصدتهما الكاميرا متعانقين.. امرأة تغطي وجهها والرجل يختبئ في ...
- كاميرا في حفل كولد بلاي تضع رجلا وامرأة في ورطة
- حصان يتسبب بمقتل امرأة اثناء عملها
- رئيس تجمع العشائر يتحدث عن مجازر وقطع رؤوس واغتصاب بالسويداء ...
- حيوية في التسعينيات من العمر.. ما سرّ تمتع هذه المرأة بالنشا ...
- رسم -شعر عانة- لامرأة عارية وتوقيع ترامب برسالة عيد ميلاد جي ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شيرين عبدالله - حول قرار ما يسمى -بالعباءة الزينبية- زياً رسمياً في بغداد، القادم أسوأ!