-وطن كونيه عراقيه-لاوطنيه زائفه/ 9
عبدالامير الركابي
2025 / 7 / 10 - 15:04
ـ ملامح الثورة اللاارضوية مابعد الثوراتيه المنقضيه:
تتردى المجتمعية الارضوية، بينما تنطفيء الثورة ومحركات وعالم التغيير الانقلابي ضمنها، ولاتعود حاضرة، وحتى اشكال الادعائية المنسوبة للاشتراكية تنهار، بينما الديمقراطية المقابله لها تفقد القها واهم مناحي حيوتها، وفي المقدمه كيانيتها واستقلاليتها السيادية بعد ان عم العالم طور الانتاجية العولميه، وصارت الشركات المتعددة الجنسية فوق الدول وسيادتها، تخترقها، من دون افق وبلا ردة فعل من مستواها وحجم دلالتها التاريخيه الحداثية، هذا في حين تتهاوى متبقيات واثار الماضي الموحي بالثورة ونظرياتها، فيظل يحمل من باب الرجائية المبهمه بلا تفكير جدي، ولا رغبة في الوقوف امام الجدوى، فضلا عن اعلان الوفاة التي تصير ناجزه ولازمه بما خص الماركسية وماركس ونظريته التي تتحول الى تعويذه ودين كمثال ابرز.
وثمه على مستوى الافكار انحدارية قياسية تحاكم الراهن بمتبقيات ماقد مضى وصار من الماضي، نماذجه مزرية في مكان مثل العالم العربي و "مفكرية" و"محلليه" المتفارقين مع الذات اصلا، ومع الوسيله المفترضة المستعارة التي هي اليوم، وصارت بحكم البالية الموكوله الى توهميه انقضى زمنها، هذا في حين تتعاظم الزراية في الممارسه لحد الخنوع في بلد صعب القياد مثل فرنسا، ازاء ظاهرة من نوع ماكرون المتربع كاريكتوريا بمحل "ديغول"، والانموذج الامريكي الذي بلا افق يوازي او يمكن ان يقارب المعاش من اي نوع،(2) في وقت تصير فيه السياسة مليارات انتخابيه، والرئاسة في بلد مثل امريكا، فاقدة الهوية المجتمعية، بالامكان وصفها بما تستحق لشذوذها المجتمعي اللاتاريخاني، مع ماهو مبطن في نموذجيتها التي تنتج مسخا من نوع ترامب، المفترض ان يدفع العالم الخاضع برمته لاهوائة ومافي حوزته من جبروت، للخجل المرضي، لابل للانتحار الجمعي من وطاة الرضوخ لنفاية حزبها الماخور.
الثورة ماتت والمعضله الكبرى لهذه الجهه تتاتى من قوة الانتساب للقائم مجتمعيا، على اعتبار ه النموذج الاوحد، غير القابل للتجاوز، الامر العائد الى حال تاريخي من القصور العقلي الادراكي، لازم الكائن البشري على مر تاريخه اليدوي، واستمر بثقله ووطاته الى اليوم على امتداد الطور المنقضي من الانقلاب الالي، وهو بناء عليه واليوم مايزال غير قادر على الانتقال من الثورة المنقضية الى التحولية المجتمعية، من دون اقراراستثناء بانتهاء زمن مجتمعية بذاتها ظلت غالبه وفعالة لقرون، قبل ان تفقد صلاحيتها، وصلاحية الدال المضاد من داخلها على استمرار فعاليتها كبديل باسم ممكنات "التغيير" ضمن ذات الاسس التي تقوم عليها.
ووقتها تكون من بين اجمالي فعالية الارضوية المنتهية، ناحية اساسية اهم، تلك المتعلقة بالاصطراعية مع اللاارضوية، ومساعي افنائها ارتكازا لقوة مفعول الاله وماتمنحه من طاقة وقدرات استثناء، جاءت الهبة التشرينيه لتقول باستحالتها، وباندحار المسعى المتصل ابتداء من مسعى الافناء الاوربي البريطاني، وصولا للحالي الامريكي للاارضوية، من عام 1920 ال عام 2019، ومقابلها ثورة العشرين/ تشرين / في القرن الواحد والعشرين، لتذبح بسبب عجز الطرف الاخر ضمن اشتراطات متعدية للنمطية الثورية، ومافي وسع قاتلي نداء "نريد وطن" والناطقين به، ادراكه تحت محرك غريزة انتهاب سلطوي ومادي متوحش، بظل غياب الدولة وحلول عالم السلطات الفرعية الموزعه على البنى المنهارة من ازمان انقضت من تاريخ المكان، ولتنتهي الجولة الدامية وصدى الصعود المتاخر الى السماء، على انكسار هو الاعظم في التاريخ، مع انبثاق افق وممكنات الانتقالية الواجبة نطقا تحوليا كونيا شاملا.
حين تبدا علائم النطقية من هنا فصاعدا، يطل العالم الاخر على البشرية وقد تبدل، من فعل مادي انتفاضي بلا نطقية، الى مزيج من الانتفاض والرؤية الاخذه الى العالم الاخر المؤجل المضمر، وقد حلت ساعة حضوره، الى ان يتكرس باعتباره هو الحال الغالب على الوجود على مستوى العالم، مع تزايد مظاهر ودالات الانهيار الارضوي، لافي العراق وارض الازدواج الاصطراعي المجتمعي، بل على مستوى المعمورة، وفي المواضع المعتبرة الان ومنذ الانقلاب الالي بمثابه قمم ونماذج مستقبلية، لم تتعد في قمة تجليها الانتقالي نطاق الممكن الطبقي، متحولا الى "نظرية" ترهن التاريخ "لقانون"، هي بالاحرى تكريس توهمي لصيغة مجتمعية مؤقته، ايله للزوال والانقضاء دورا وحضورا.
بدا اذن وبناء عليه دخول العراق عصر "الوطن كونيه" الانتقالية العظمى المؤجله التاريخيه، وعلى وقع انتهاء الزمن الارضوي، سوف تتصاعد وتيرة الثورة التحولية الممتزجه، بين الرؤية واشكال تحققها التي تبدا وبدات مع " كتاب العراق" (3)وقبله جملة التلمسات العائدة لماقبل عقد من الزمن، مع الذهاب استكمالا لما يكرس الافق التاريخي، وصولا لوضع قواعد العملية الضرورية وعيا، وقت نضج الاسباب الضرورية بحدودها اللازمه، قبل اعلان ضراورات التحضير ل "المؤتمر التاسيسي للمجتمعية للاارضوية"، النواة االاساس المنطلق الى البديل المجتمعي بصيغته الاولى.
هنا يبدا تشكل العالم الاخر المنتظر، والمتحول اليوم وعلى مستوى الكرة الارضية الى ضرورة حيويه لامعدى عنها، بينما يستعر اللهب الاعظم في موضع هو الان الاكثر انحطاطية على الصعد كافة، وبالاخص على صعيد الرؤية او تسقط احتمالية مابعد، مع موت مايعرف بمتبقيات الوطنية الزائفة الايديلوجية الركيزه الاساس من ركائز عملية الافناء النمطي النوعي المجتمعي التاريخي، للعراق بما هو ارض الابتداء المجتمعي، وموضع المضمر المجتمعي والحقيقة المجتمعية التاريخيه البشرية الغائبة قصورا عن الادراك.
نعلن على مسؤولينا الخاصة، عن بدء الطور الانقلابي الكوني المجتمعي من ارض الرافدين، كما نعد بان نكون في قلب العملية العظمى الانقلابية، التي تنتظر منذ انطلاقها ترجمه "نريد وطن" الى اللغة اللاارضوية الغائبة، مثلما نعلن عن بدء زمن اخرشامل للمعمورة، جمرته الاولى المشتعلة ارض المنظور اللاارضوي، منظور انتقال الكائن الحي من الكوكب الارضي.
يتبع: ملحق: الموضوعات العشر اللاارضوية الاساس؟