-توده-والشيوعي العراقي والعدوان الامريكي*
عبدالامير الركابي
2025 / 6 / 25 - 14:29
من بين ماقد اظهره العدوان الصهيوني الامريكي على ايران واستحق الانتباه والتوقف، موقف المعارضة الايرانيه والحزب الشيوعي الايراني، وصولا لمجموع المثقفين الكبار المعارضين للنظام الملالي ممن يعيشون في الخارج، وتفريقهم بما يشبه الاجماع، بين معارضة النظام وسياساته وطبيعته، وبين الموقف من الهجوم العسكري الامبريالي الصهيوني على ايران وهو ماقد ادانه ووقف بالضد منه كافة المعارضين الايرانيين وفي مقدمهم الحزب الشيوعي " توده" هناك.
هذا الموقف يذكر حتما بحالة ومناسبه بارزه اخرى هي التي عرفها العراق بداية التسعينات، ومع بداية الالفية الثانيه، مع الفارق الهائل بين الحالتين ومستهدفاتهما وحجمهما وماقد استغرقتاه من وقت عاناه العراق وقتها، تخلله حصار هو الاقسى المضروب على دولة في التاريخ، استمر ل 12 عاما، وعرف حربين كونيتين تدميريتين مخططتين لافناء كيانيه وازالتها من الوجود، مسحا لتاريخ استمر لقرابة قرن من المسار التاريخي الاصطراعي بغض النظر عن حصيلته وماقد استقر عليه.
فالذاتيه العراقية هنا كانت هي الغرض والمستهدف الذي ازيل من الوجود كليا في خطوة استثنائية بالنسبة لاجمالي برنامج الامبريالية العالمي المتعارف عليه، والذي لعب من يعرفون وقتها بالمعارضة، ومنهم الحزب الشيوعي العراقي فيه وقتها دور المؤيد له، لابل المشارك فيه وفي حصيلته الالغائية لكل مايتعلق بالحضور " الوطني" العراقي، وهو ماقد وضع اسسه بعد اسقاط النظام الحاكم الامريكي " بريمر"، وما ارساه من اسس للحكم كان الحزب الشيوعي العراقي، او من يطلقون على انفسهم هذا الاسم اعضاء فيه، منتشبن بكونهم اصبحوا اعضاء في "مجلس الحكم"، علما بانهم ومن بين بقية المعارضين، كانوا من اشد حلفاء النظام اخلاصا له، واصرارا على "بناء الاشتراكية معه" يدا بيد، لولا قراره بطردهم والاستغناء عن خدماتهم.
ومن عام 2003 حتى الساعه والمذكورين يواصلون دورهم الذي بدأوه كقوة مكرسة للنموذج الافنائي الامريكي السائد، يمنحونه بترهاتهم مايمكن ان يوحي بان القائم هو " نظام" عراقي، او له علاقة بالذاتيه العراقية التاريخيه، او هو بالامكان احالته مقارنه باي نظام معروف، ان لم يذهب هؤلاء الى حد ممارسة خزعبلات "المعارضة" والايهام المعيب، حول احتمالية وامكانيه اصلاح حالة هي خارج البحث، ولاتستحق لولا الخضوع للارادة البرانيه الا المقاومه بما ممكن ومامتاح، هذا ولابد من ان نعلم بان وجود هؤلاء مرهون بالارادة الامريكيه الامبرايالية، فكاننا استبدلنا الاتحاد السوفياتي بالولايات المتحدة الامريكيه وسفارتها، والا لكانت القوى المتنفذه الطائفية والدينيه منها، طردت هؤلاء من الساحة، الامر الذي يهوى بقيمه وحقيقة ووزن هؤلاء الى درك غير قابل للتسميه، بالاخص قياسا الى مايدعونه ومايصرون من ضمن شناعاتهم المعيبه على ادعاء الانتماء اليه، بالاخص على مستوى التاريخ العراقي نفسه، ذلك الذي جرى محوه على يد الامريكيين ومن ركبوا دباباتهم.
حرق الامريكيون الغابة العراقية تحت ادعاء "قتل الوحش"، ووافق وشارك من يسمون انفسهم الشيوعيون وقتها على هذا الفعل، مع غيرهم من الحثالات التي تسمي نفسها معارضة تحولت الى ظاهرة " حكم" مخز لاقرين له ولانحطاطه وتفاهته في التاريخ، من جمع من الاغبياء الجهله، المنفصلين عن كل مايمت للتاريخ والوطنية والسياسة، ليتحولوا الى مادة تبرير ايهامي ذاتي للعدوان الامبريالي واستمرار مفاعيله بالالغاء الوجودي الوطني، وهو ماقد نطق به التاريخ والتجربة الحية اليوم للاعتبار، ليس بعيدا بل على حواف العراق وحدوده، بغض النظر عن اية تفاصيل أو اعتبارات اخرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• نعود لاحقا لاستكمال حلقات ( "وطن كونيه عراقية" لاوطنيه زائفه)