هل من المشروع قتل رئيس دولة؟
جدعون ليفي
2025 / 6 / 23 - 07:41
هل من المشروع مناقشة اغتيال المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي؟
هل من المشروع قتل رئيس دولة، إلا في أندر الحالات؟ وإذا كان الأمر كذلك، فأي رئيس دولة يُعتبر هدفاً مشروعاً وأيّهم لا؟ ومن يقرر ذلك؟ من يملك الحق في القول إن خامنئي يمكن اغتياله، ولكن بنيامين نتنياهو لا يمكن اغتياله؟ أن فلاديمير بوتين يجوز قتله، لكن دونالد ترامب لا؟ أيّ منهم يشكل خطراً أكبر على العالم؟ كل ذلك يعتمد على وجهة نظر معينة.
أي العلماء يمكن قتلهم؟ علماء إيران النوويون؟ نعم. علماء إسرائيل النوويون؟ لا؟ وعلى أي أساس؟ كلا الفريقين يعمل في خدمة أكثر الصناعات وحشية في العالم: صناعة القتل. هذا يقود بشكل طبيعي إلى التساؤل حول ما إذا كان من حق دولة امتلاك أسلحة نووية بينما يُمنع ذلك عن دولة أخرى.
فالخطر الذي تمثله دولة ما قد يتغير. لم تكن إيران دوماً دولة خطيرة، ولن تكون إسرائيل دوماً دولة غير خطيرة. هناك بالفعل العديد من السياسيين المجانين في إسرائيل الذين يشكلون تهديداً للمنطقة بأسرها. فهل من المشروع أن يُؤتمن هؤلاء على الشيفرة النووية؟ وهل سيكون مشروعاً اغتيالهم؟
هذه الأسئلة شديدة الحساسية، وإسرائيل تتجنب مناقشتها وتُغلف الإجابات عليها بالحجة "المقدسة": "كيف تجرؤ على المقارنة؟" لا يمكن مقارنة إسرائيل بأي كيان آخر في العالم. يغئال عمير، الذي اغتال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين عام 1995، اعتقد أن رابين يُشكل تهديداً وجودياً لدولة إسرائيل. قلة قليلة من الإسرائيليين تعتقد أن هذا أعطى عمير رخصة لقتل رئيس الوزراء.
والآن تعتقد إسرائيل أن خامنئي يُمثل تهديداً وجودياً، ولذلك فإنه مسموح "قتله" — "القتل" هو الكلمة الصحيحة هنا، الأكثر دقة. وإذا استبعدنا الفرضية التي اخترعتها إسرائيل لنفسها، والتي تقول إن ما يُحرّم على الآخرين مباح لها، يصبح من الصعب جداً معالجة هذه الأسئلة. الادعاء بأن إسرائيل "حالة خاصة" لأنها ناجية من المحرقة/الهولوكست ومن مذبحة السابع من أكتوبر هو ادعاء متهافت. العالم بدأ يسأم من هذه الذريعة. يجب أن تكون الإجابة على هذه الأسئلة ذات طابع شامل.
إسرائيل تقارن خامنئي بهتلر لتبرير عملية الاغتيال الوشيكة. من الواضح أن هتلر كان يجب القضاء عليه، لكن خامنئي ليس هتلر. إسرائيل تدعي أنها تمتنع عن إيذاء المدنيين. خامنئي مدني، ليس رئيس أركان أو جنرالاً. ويمكننا أيضاً، ولو مؤقتاً، أن نضع جانباً مسألة الشرعية ونتساءل: هل من الحكمة قتله؟
الحرب في إيران على وشك أن تصبح أكثر تعقيداً. الصحفي يانيف كوبوفيتش أشار إلى أن مسؤولين عسكريين إسرائيليين بدأوا فجأة بالقول إن إسرائيل لا يمكن أن تُقيّد بإطار زمني. هكذا يبدأ الانزلاق إلى المستنقع. اغتيال خامنئي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأمور.
في هذه الأثناء، يلعب وزير الدفاع دور الإله. وفي هذا السياق، أعلن إسرائيل كاتس أن خامنئي "لا يمكن السماح له بالاستمرار في الوجود." ما هي معايير كاتس لتحديد من يُسمح له بـ"الوجود"؟ هل هو من يقرر من يعيش ومن يموت؟ محكمة سماوية يرأسها عضو كوميدي في الحكومة الإسرائيلية؟ هل يُسمح لوزير الدفاع الإيراني بتهديد نظيره الإسرائيلي بالقتل؟
في استوديوهات الأخبار الإسرائيلية، يتحدث المعلقون عن "اصطياد العلماء" في إيران، في إشارة ربما إلى ما فعله الموساد ضد العلماء الألمان في مصر خلال الستينيات. للمصطلحات أهمية، وهي بغيضة تماماً كأنفاس وزير الدفاع. لا "يُصطاد" العلماء، فهم ليسوا حيوانات (واصطياد الحيوانات نفسه عمل وحشي)، حتى وإن كانوا إيرانيين.
الدعوات لاغتيال رؤساء الدول ليست مشروعة من أي جهة كانت. نتنياهو مسؤول الآن عن مقتل عشرات الآلاف في غزة. هل يجوز الدعوة لاغتياله لإنقاذ من تبقى من شعب غزة؟ كثير من الإسرائيليين يعتقدون أيضاً أنه طاغية، وأنه يُدمر البلاد ويدمر ديمقراطية إسرائيل، وأنه أكثر اليهود دناءة في التاريخ، إلى جانب سيل من الإهانات — ومع ذلك، نأمل أنه لا أحد يفكر حتى بمجرد مناقشة اغتياله.
النقاش حول تصفية خامنئي يفتح الباب أمام شرعنة اغتيال رؤساء الدول. السؤال الوحيد الذي سيبقى بعد ذلك هو: من هو الهدف المشروع ومن ليس كذلك؟ الإسرائيليون لن يكونوا ضمن القائمة، بطبيعة الحال.