قال بوك طاح قال من الخيمة مشى مايل- يفسر مستوى الانحدار في التعليم
عبدالرحيم قروي
2025 / 6 / 6 - 20:47
لقد سعت الدولة كممثل للطبقة السائدة إلى ضرب كل مقومات المدرسة العمومية التي كانت تحفل بأجود رجال التعليم . هؤلاء الذين كان لهم الفضل في تأسيس الإطارات السياسية والنقابية والجمعوية المناضلة . والذين قدموا من أجل الرقي بالمجتمع المدني هذا تضحيات جسيمة بنكران الذات وضريبة الاعتقال والشهادة فعملوا على تأطير أجيال مهمة منذ الاستقلال الشكلي . لكن الخونة والعملاء من البورجوازية الصغرى سعت إلى وضع يدها في يد النظام السائد وفق طبيعتها الانتهازية المتذبدبة حسب ميزان القوى .فباعت كل الإرث النضالي من أجل وهم اقتسام السلطة . لكنها لم تلو على شئ بطبيعة الحال . لأن الانظمة الاستبدادية بطبيعتها أيضا تكره ثقافة التشارك . فتم تفويت عدة فرص على الجماهير من أجل الانعتاق . والنتيجة أن قطاع التعليم نفسه وهو ما تبقى من مكاسب تم ضرب كل إرثه ومقوماته الحضارية والوطنية الحقيقية في العمق .
ما يحز في النفس أن الطبقة السائدة قد توصلت فعلا إلى تحقيق جزء كبير من أهدافها الاستراتيجية في القضاء على كل حس نضالي نقابيا وسياسيا وجمعويا . وسعت إلى خلق معارضة من حاشيتها باختيارها وعلى مقاسها تلافيا للضجر وتحسبا للمفاجآت.