تحالف الاعمار والتنمية .. خطوة تبدو منفردة ولكن يمشي مع الجماعة
علي عرمش شوكت
2025 / 5 / 25 - 14:52
اطلق السيد السوداني تحالفه تحت اسم " تحالف الاعمار والتنمية " ، ولهذا العنوان دلالة سياسية حيث قد ردده السيد المالكي كثيراً في معظم خطبه.. ومنها نحصل على ( رازونة ) اي ثغرة بالجدار، من شأنها ان توفر فسحة للاطلاع على خلفية هذا التحالف . للاسف قد ظن الكثيرون من السياسيين، بان تحالف السيد السوداني هو بمثابة انفصال عن ركب ربعه الاطاريين، ولكن عندما ندقق بالشخوص المكونة للتحالف نجدها بالاغلب الاعم من ذات الاطار ولم يخرجوا عنه، لا بل من اشد اطرافه تمسكاً بنهجه الطائفي المحاصصاتي، حتى وان التحق به بعض الاشخاص البعيدين عن الصفة الاطارية، غير انهم من ذات الطائفة ولكنهم عاجزين عن مواصلة مساراتهم السابقة .
ان هذا التحالف يبدو للوهلة الاولى كخطوة منفردة خارج " الاطار التنسيقي " غير انه اصلاً وفصلاً اطاري بحلة مدنية جديدة منمقة وعنوان مناسب للمرحلة، وان كان بعيداً عن الاصلاح والتغيير ومحاربة الفساد، ولم يجسد ابتعاده عن سياسة الاطار بسمات جلية تميزه . فضلاً عن تمسكه بكينونته المذهبية.. التي تمنحنا فرصة القول بانه ليس منفرداً قطعاً نستند هنا على بينة وجود بعض اطرافه الكونة لازال ماشية مع ــ الجماعة ـ لكون معظمهم ما زال متواصلاً بحضور اجتماعات الاطار التنسيقي . ولكي لا نبتعد عن تشخيصنا الذي نكاد ننفرد به لاننا ملزمون ان نكشف هذا السيناريو التحالفي المهم باجلاء صبغة الانفراد عن حقيقته الاطارية.
ماذا نزيد غير رؤيتنا للاسباب التي دعت الى ظهوره الان . شكلاً دون ان يمت لمضمونه بشيء . وحتى ما قيل من الاسباب ازاء ظهوره، كانت لا تعدو عن كونها صبغة بغية كسب انتخابياً . مع ان وجوده انطلق من دواع ترميم حالة الطبقة الحاكمة، التي تعرت امام العراقيين بكونها قد فشلت و " صبغت وشيعة غزلها " بلون اسود، يتخلله نقش الفساد والفشل وانقسام طبقي حاد في المجتمع العراقي وافلاس الدولة معنوياً ومادياً ، فضلاً عن زخرفة الهويات الثانوية ولم تنفع حتى ظهور بعض اطراف هذه الطبقة بمحاولة للتكفير عن ذنوبه. كل ذلك دفع للقيام بايجاد جيلاً جديداً من شأنه ان يبقى حملاً راية " حاكمية الشيعة " كما يدعون، والشيعة هم اول ضحايا ما تسمى بالحاكمية .
وربما صورة الاكثرية المقاطعة وهي بالاغلب من ذات الطائفة قد تشكل نافذة من دون ستائرالتي تكشف المستور. الامر الذي بعث شعوراً بين ( معلمين الطبقة الحاكمة ) باقتراب حتمية الازاحة. فكانت الخطوة التي تمثلت بـ " تحالف الاعمار والتنمية " بصيغة تبدو منفصلة عن " الاطار التنسيقي " ولكن هنالك تغليس عن الاطراف الاطارية المشتركة في هذا التحالف بمن فيهم السيد السوداني ذاته.. علماً ان من المتوقع وعقب الانتهاء من الاقتراع في الانتخابات القادمة ستلتحم كل هذه الاطراف ، تحالفات واحزاب جديدة مشكلة بصيغ مدنية على غرار تحالف السوداني، في ائتلاف اكثرية برلمانية طائفية ومن لف لفها لتشكيل الحكومة محاصصة من طراز محسن نسبياً . هكذا تشير الاستطلاعات بهدف الخروج من المأزق. كما من المتوقع ايضاً ان السيد السوداني سوف يُستبعد ويُنصب اخر اكثر طوعاً وتبعية للاطار التنسيقي.