(مَرْثِيَةُ العَابِرِ عَلَى قَنْطَرَةِ اللَّا يَقِين- وَاسِنِي بِالسُّهَى)
سعد محمد مهدي غلام
2025 / 5 / 15 - 12:41
1. البدء بالرجاء والعشق الموجوع
بِمَعْبُودِكَ وَاسِنِي،
بِقُبْلَةٍ مِنْ سِيسَمٍ وَقَرَنْفُلٍ
تُبَرِّدُ دَمِي...
السَّقَمُ دَبَّ فِي شَرَايِينِي،
الهَوَى مُرٌّ،
رَغْمَ حَلَاوَتِهِ...
مَرَّةً يَأْتِي مِنْ عَيْنٍ،
أُخْرَى مِنْ أُذُنٍ...
أَمَّا لَوْ هَوَى قَفِيرُ النَّحْلِ
مِنْ شَفَاهِكِ،
أَحَلَّ دَمِي
فِي الأَشْهُرِ الحُرُمِ...
2. ضياع الضفّة والذات
وَاسِنِي...
أَضَعْتُ ضِفَّتِي،
سَائِبٌ عَلَى قَنْطَرَةِ الصَّمْتِ،
مِنْ حَيْثُ جَاءَتْ كَيْنُونَتِي...
فَرَّ ظِلِّي مِنِّي،
إِلَى حَيْثُ أَنْوِي...
لَا تَلُوحُ شَمْسٌ،
مَنْ أَكُونُ؟
ظِلٌّ؟ أَمْ أَنِّي بِلَا ظِلٍّ؟
فَوْقَ القَنْطَرَةِ:
لَا مَنْ يَدُلُّنِي،
لَا مَنْ يُبُوحُ...
بِحُلْمٍ؟
كُلُّهُمْ يَمْضُونَ،
سَادِرُونَ فِي النَّوْمِ العَمِيقِ...
3. الغفلة، الغربة، والنار الصاعدة
الغُفَاةُ... هُمْ؟
أَمْ أَنَا مَنْ أَكُونُ؟
حَيْرَةٌ،
ضَاعَتْ وِجْهَتِي...
أَتُرَانِي أَمْضِي لِقُدَّامِ؟
أَمْ لِقَفَا؟
فِي وُقُوفٍ أَمْ فِي خَطْوٍ؟...
تَحْتِي نَهْرُ نَارٍ،
وَالقَنْطَرَةُ مِنْ خَشَبٍ...
يَسْمُو اللَّهَبُ،
يَكَادُ يَلْفَحُنِي...
وَاسِنِي!
وَلَوْ لِأَنْسَى
مَا أَنَا،
وَأَعُودَ لِمَا كُنْتُ:
أَنَا...
قُبْلَةٌ بَلْسَمٌ لِسَقِيمٍ،
مُعْتَلٌّ فَقَدَ المَسَافَةَ
بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ،
وَظِلِّهِ،
وَكُلِّ بَيْنٍ...
4. خراب الوطن، وانطفاء الحلم الأخير
وَاسِنِي بِمَعْبُودِكَ...
مَعْبُودِي نِسَانِي،
وَنَسِيتُهُ.
عَلَى قَنْطَرَةٍ
لَا مَكَانَ،
لَا زَمَانَ...
يُحَدِّثُنِي الصَّدَى الهَارِبُ:
هُوَ ذَا الوَطَنُ!
أَيُّ وَطَنٍ
لَمْ نُعْ فِيهِ مَنْ نَكُونُ؟
أَيْنَ هُوَ، لِنَشْكُوَهُ؟
وَمَنْ يَكُونُ؟...
مَلَامِحُنَا مُسِحَتْ،
كَمَا مَلَامِحُهُ مُسِحَتْ...
النَّاسُ فِي مَنَامٍ،
يَسِيرُونَ عَلَى اللَّا هُدَى...
ذَاهِبُونَ،
قَادِمُونَ،
لَا يَقِينَ عِنْدِي،
وَلَا هُمْ فِي صَحْوٍ،
لِيُوقِنُونَ...
وَاسِنِي،
بِقُبْلَةٍ مِنْ سُهَى...
وَلْيَكُنْ،
مَا يَكُونُ.