صفحات تطوى وصفحات تفتح في مغالبة الانتخابات القراقية
علي عرمش شوكت
2025 / 5 / 6 - 17:52
كانت وما زالت صفحات الفساد ناطقة وصارخة بانبعاث روائحها النتنة في كل يوم ، مع ذلك تطوى لدى القوى السياسية المتنفذة المتهالكة على البقاء في البرلمان، لكونه يشكل الغطاء " الشرعي " للوذ بسده، وبخاصة حينما يأتي زمن فتح صفحة الانتخابات، الذي لم يدع اي مجال لتناول عالم الفساد المتمثل بنظام المحاصصة الكارثي هو قبل غيره.. يرشدنا ذلك دون اي عناء الى دالة صارخة ،حيث وصل مبلغ الدعاية الانتخابية الى واحد مليار دولار او اكثر، مما كشفة بصورة سافرة عن حجم سرقة المال العام، الذي يتعدى الترليون دولار او اكثر. صحيح ليس لدينا احصاء دقيق بفعل حجم الفساد الطاغي، ولكن بكل يسر مشاهدته من خلال عملية مقارنة بين واردات البلد ومصروفاته ، سواء كانت بذخاً، اوغسيل عملة، او تهريباً، او استحواذ علني على املاك الدولة، او هبات لدول اخرى. وتستفز فينا الالم هذه المرارة. ويملؤنا الغيظ نحو عالم الصمت المطبق. الذي يلف المعنييين بحراسة الاموال العامة ولا غربة اذا ما اتضح بأنهم ـ حاميها حراميها ـ .
ويزيدنا عمقاً في معرفة حجم الأنحطاط في النظام السياسي القائم، هو ما يشاهد من مرثون السباق نحو شرعية ليس لها مشرّع، عنوانها عضوية البرلمان، فهي لا ولن ولم تحظ الا بقلة القلة من اصوات الذين يحق لهم الادلاء، بينما تنبغي ان تحمل ابرز سمات الديمقراطية اي حكم الاغلبية. ورغم ذلك انها لم تأت الا بدفع ثمن، من خلال شراء الذمم وكما اشرنا آنفاً بالدعاية الباذخة تتم على مبدأ " اصرف ما في الجيب سيأتيك مافي النصيب " والمقصود المحاصصة القادمة . في مطلق الاحوال ومهما شخصنا عيوب العملية الانتخابية، وبُعدها عن الديمقراطية، وتأكيد التجارب في الدورات السابقة الا انها تبقى هي الطريق الوحيدة المتوفرة حالياً لموجهة نظام المحاصصة وازاحته سلمياً..
و دون ان نغفل ارادة الأغلبية من الناس، التي لا تعترف اصلاً بما سمي بـ "العملية السياسية والعملية الأنتخابية" وربما تميل الى فعل ثوري للأطاحة بنظام المحاصصة . وهنا نسأل : اذا ما كانت الجماهير هي القادرة على حسم الأمور لصالح ازاحة الطغمة المتسلطة بهبة جماهيرية عنفية. اذن ليسخر عنفوان هذا النهوض عن طريق الزحف نحو البرلمان والتصويت لقوى التغيير الديمقراطي، بدلاً عن الرفض المصحوب بالتفرج والترقب السلبي، وتبقى الاعوام تمضي ويمضي معها الخراب والفساد وبيع البلد، الذي غدا تتلبد فيه عوامل الانفجارالشعبي وما من يعول عليه ليفجر النهوض الطلوب.. ولكن الخشية كل الخشية من ان تصبح الامور مغرية للطامعين الكارهين للعراق وشعبة، والقيام بلفلفته بوسطة التدخل الخارجي وبأدوات محلية. وحينها كيف ستحدد المسؤولية الوطنية ؟؟
هنالك لدى الناس امثلة شعبية لها معانيها تطلق على الذين لايسددون خطاهم تقول : " ان فلاناً يثرد بجنب الصحن " بمعنى لا يعرف طريقه. ومثل اخر يقول: " فلان يطلق طيوره بالضباب " ان هذين المثلين ينطبقان على من يعلو بصوته قابلاً بالمشاركة بالانتخابات او رافضاً لها على حد سواء، وهو غير قادر على تحقيق انجاز ملموس له فعله على ازاحة نظام الفساد والمحاصصة والضياع، كلاهما يصبح في حالة عدم تلمس طريقه بدقة مطلوبة تناسب الحالة الراهنة.